يستطيع أي مطيّرجي أن يحكم على نوعية الحمام القلاّبي من كثرة شقلباته، وحركاته البهلوانية، فإذا كان كثير الشقلبة فهو حمام قلابي أصيل، أما إذا كان لا يجيد إلا الطيران من نافذة إلى أخرى فهو حمام يليق به «الفريك اللي ما يحبش الشريك». مالك أوباما وباراك أوباما (إخوان) غير أشقاء، الأول حمام قلابي أصيل، والثاني يعيش آخر الأيام له في البيت الأبيض، ويتمنى أن يخلفه رئيس للولايات المتحدةالأمريكية من حزبه الديموقراطي. الحمام القلابي (مالك أوباما) مسلم يعيش في كينيا، زار أخاه الرئيس عدة مرات، وكان شاهدا على زواجه من ميشال، واستطاع ببهلوانية أن يستفيد من صيت أخيه باراك بإنشاء مؤسسة خيرية إسلامية باسمه في ولاية فيرجينيا لجمع التبرعات، وحضر عدة مؤتمرات إسلامية في صنعاء والسودان، وسوّق لنفسه ببراعة عند المسلمين العرب، فهو مسلم.. إخواني.. حماسي.. سوداني.. يمني.. عربي. هو إخواني لأنه كان يشغل منصب المدير التنفيذي لمنظمة الدعوة الإسلامية في السودان التي تُعد ذراعا إخوانية.. هو تارة حماسي إذ يتباهى بارتداء الكوفية الفلسطينية التي كُتب عليها: «القدس لنا.. وإننا عائدون».. وتارة يمني عندما يتمنطق بالجنبية ويضع الشماغ على كتفيه.. هو عربي إذ يحاول جاهدا الحديث باللغة العربية بطريقة مفهومة إلى حد ما.. مالك أوباما كعادته في الشقلبة، فهو حمام قلابي ورجل أعمال ناجح -كما يُشاع عنه- يؤمن أن لكل زمن دولة ورجالات، ومع هذه القاعدة الإيمانية قلب على أخيه الذي يستعد للخروج من البيت الأبيض، وحزبه.. وما أشنع قلبة الإخوان.. هذه المرة أعلنها مالك أوباما بقوة أنه سيرشح دونالد ترامب (الحزب الجمهوري) ضد هيلاري كلينتون (الحزب الديموقراطي)، وذلك لأنه يشعر بخيبة أمل كبيرة تجاه إدارة أخيه، لأنها -حسب زعمه- قتلت الرئيس الليبي معمر القذافي، وتهاونت مع قضية البريد الإلكتروني الخاص بهيلاري.. لذا سيرشح ترامب -على حد قوله لصحيفة نيويورك بوست- لكي يجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى! أظن أن مالك أوباما بعد حديثه الأخير ليس حماما قلابيا عاديا، بل يكاد يكون أفضل حمام قلابي كيني على الإطلاق، ولو علم به المطيّرجية لراهنوا عليه.