اعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما أن رئاسة الولاياتالمتحدة «ليست حلقة في برنامج لتلفزيون الواقع»، في إشارة الى المرشح الجمهوري للبيت الأبيض دونالد ترامب الذي يقدم برنامجاً شهيراً من هذا النوع يحمل اسم «ذي ابرينتيس». وقال أوباما في مؤتمر صحافي: «المنافسة على رئاسة الولاياتالمتحدة ليست ترفيهاً وتسلية، خصوصاً في هذه الأوقات الصعبة، ما يعني أن كل مرشح يجب أن يخضع لفحص دقيق». واعتبر أوباما أن لدى ترامب «سجلاً حافلاً يجب التدقيق فيه عن كثب. وأعتقد بأنه من المهم أن نأخذ بجدية التصريحات التي أدلى بها سابقاً». الى ذلك، حذر وزير الخارجية جون كيري اليوم الجمعة من أن السياسات الانعزالية لترامب ستؤثر في البلاد. وقال ممازحاً خريجي جامعة نورث إيسترن في بوسطن: «أنتم أكثر الدفعات تنوعاً في تاريخ نورث إيسترن، وأكبر كوابيس ترامب». وزاد المرشح الديموقراطي للرئاسة في انتخابات 2004: «لن نبلغ القمة أبداً إذا قبلنا نصيحة من باعة تصريحات، والذين يدعون أن أقوى دولة في العالم يمكن أن تظل عظيمة عبر الانزواء في الداخل، والاختباء وراء الأسوار، في وقت جعلت التكنولوجيا ذلك مستحيلاً، وليس من الحكمة مجرد محاولة تنفيذه». ويثير ترامب معارضة حتى داخل الحزب الجمهوري بسبب تصريحاته الحادة، وبينها اقتراحه منع المسلمين من دخول الولاياتالمتحدة وبناء جدار على حدود المكسيك لمنع المهاجرين من دخول الولاياتالمتحدة، إضافة الى خفض المساهمات الأميركية في تمويل الحلف الأطلسي كي يرغم الحلفاء على دفع مزيد من الأموال. وأكد جيب بوش، الحاكم السابق لولاية فلوريدا، الذي انسحب من أمام ترامب خلال سباق الانتخابات التمهيدية الجمهورية أنه لن يصوت لترامب «لأنه لم يظهر بشخصية قوية، ولا يحترم الدستور، كما أنه ليس محافظاً أصيلاً، لذا لن أدعم ترشحه، وكذلك المرشحة الديموقراطية المحتملة هيلاري كلينتون». وانضم السناتور الجمهوري البارز لينزي غراهام الذي لم يوفق في مسعاه للترشح للرئاسة إلى لائحة الشخصيات التي ترفض دعم ترامب. على صعيد آخر، وجه ترامب سهامه لكلينتون، مسلطاً الضوء على استخدامها البريد الإلكتروني الشخصي حين كانت وزيرة للخارجية بين عامي 2009 و2013، علماً أن كلينتون تصرّ على أنها لم ترسل أو تستقبل عبر هذا الحساب أي رسائل إلكترونية مصنفة سرية، في وقت يحقق مكتب التحقيقات الفيديرالي (إف بي آي) لمعرفة إذا كانت كلينتون خالفت أي قوانين. وقال ترامب في برنامج «فوكس آند فريند» الذي يحظى بنسبة مشاهدة عالية: «يجب أن تطيح فضيحة البريد الإلكتروني بها، لكنني لا أعتقد بأن هذا سيحصل لأنها تحظى بحماية الديموقراطيين». وحاول ترامب التركيز على أن كلينتون والديموقراطيين يعانون من خلافات داخلية. وقال «ستنفذ أعمالاً سيئة جداً في ما يتعلق بالوظائف، وستتسبب بخفض أجور العمال». كما انتقد المبالغ الكبيرة التي تقبلها وزوجها الرئيس السابق بيل كلينتون لمصلحة مؤسسة «كلينتون فاونديشن» التي وصفها بأنها «احتيال». ويواجه ترامب نفسه مأزقاً لتوحيد الحزب الجمهوري، خصوصاً بعدما صرح رئيس مجلس النواب بول راين، الشخصية الجمهورية الأكثر نفوذاً في الولاياتالمتحدة أول من امس، بأنه ليس مستعداً لتأييد تسمية دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة. ويشير ذلك الى قلق قيادات الحزب من موقف المرشح البليونير من قضيتي الهجرة والتجارة. وأعلن ترامب أنه سيواصل الرد على راين، وقال: «اعتبر راين أنني ورثت شيئاً شديد الخصوصية هو ترشيح الحزب الجمهوري. هذا خطأ لم أرثه بل كسبته بحصولي على ملايين الأصوات». وأفاد موقع «بريديكت إت» للتوقعات السياسية على الإنترنت، بأن هيلاري كلينتون تملك فرصة أكبر من ترامب للفوز بالرئاسة، لكن الفارق بينهما تقلص هذا الأسبوع. وبلغت التوقعات بفوز كلينتون 61 في المئة بتراجع 4 نقاط عنها قبل اسبوع، فيما زادت التوقعات بفوز ترامب من 34 الى 40 في المئة.