محمد عبدالجواد وأحمد الدوخي.. اثنان من أهم نجوم الكرة السعودية ومن أبرز الأظهرة في تاريخها رغم اختلاف جيليهما، فعبد الجواد أحد كبار نجوم النادي الأهلي على أيام فرقة الرعب، وأحمد الدوخي شارك الهلال في واحدة من فتراته الذهبية قبل أن يغادره للاتحاد ثم النصر. ضيفا "عكاظ" تحدثا عن حظوظ الأهلي والهلال في بطولة الدوري وكيف يريان هذا المساء، كما تحدثا عن الذكريات الجميلة التي عاشاها في أجواء مثل هذه المباريات.. في البداية يقول عبدالجواد: الأهلي يعد أفضل فريق في المملكة الآن إلى جانب الهلال من الناحية الفنية ويملك اللاعبين الجاهزين القادرين على تحقيق الانتصارات، فهو الآن يمتلك فريقين كاملين وأكثر اللاعبين في نفس المستوى، فعلى سبيل المثال هناك محمد عبدالشافي يقابله منصور الحربي، ما يجعل المدرب يقع في حيرة حول من يشارك، وهذا يذكرني بالنادي الأهلي في بداية الثمانينات الهجرية، إذ كان يشارك بفريقين في أكثر من بطولة وكان يحققها هنا وهناك. وأتذكر أننا شاركنا في نهائي كأس الخليج الثانية بالفريق الأساسي وحققنا البطولة، وكنا نشارك بفريق آخر في الدوري ونتصدره وهذه هي مواصفات الفريق البطل". ويضيف عبدالجواد: "الأهلي لديه مجموعة من اللاعبين الشباب المميزين القادرين على تحقيق طموحات جماهير النادي التي صبرت كثيرا، وجميع خطوطه بها أكثر من عنصر، وهذا يساعد المدرب على عمل أكثر من أسلوب وشكل فني للفريق، بالتالي أنت أمام فريق معد إعداد بطل ولم يبق للأهلي إلا التوفيق وإن كان حاضرا على صعيد البطولات الأخرى ولكن الكبار دائما يبحثون عن بطولة الدوري". وردا على سؤال حول ما إذا كانت هناك مشكلة ما بالأهلي قال: "الأهلي حاليا لا توجد به مشكلات فنية، قد تكون هناك بعض الملاحظات الفنية في أجزاء معينة، مثلا أحيان تلج في الأهلي أهداف من كرات ثابتة نتيجة لسوء التغطية داخل منطقة الجزاء، الأمر الآخر يعاب على الفريق أحيانا استعجال النتيجة، فتجد الفريق مندفعا نحو تحقيق الهدف، ما ينتج عنه إهدار فرص سهلة أمام مرمى الخصم، وأعتقد بأن إدارة الأهلي بوجود أخي وصديقي طارق كيال تدرك مدى أهمية هذا الجانب النفسي؛ لذا أتصور بأن الأسبوع الماضي حرصت فيه الإدارة ومن خلال طارق صاحب الخبرة الكبيرة على إبعاد اللاعبين عن الضغوطات النفسية، كما ينبغى على لاعبي الأهلي أن لا يحبطوا في حالة تسجيل هدف في مرمى الفريق وعليهم تهيئة أنفسهم لجميع الاحتمالات في مباراة اليوم حتى يستطيعوا التعامل بالشكل المناسب مع مجرياتها". ويضيف عبدالجواد "من أصعب المواجهات التي يخوضها الأهلي ربما ستدون تاريخيا، بالتالي على لاعبي الأهلي أن يكونوا حاضرين ذهنيا، ففي هذه المباراة تحتاج إلى تركيز عال جدا وهدوء داخل الملعب، ولاسيما أن الفريق المقابل ليس أي فريق، فهو الهلال فريق قوي وصعب، حتى وإن كان الأهلي أفضل فنيا ونقطيا والمباراة تقام على أرضه وبين جماهيره، ولكن لا يمكن أن نركن إلى النتائج السابقة ، فالهلال على مدار التاريخ الرياضي فريق بطل بالتالي يعرف كيف يتعامل مع مثل هذه المباريات الحاسمة، ولكن آمل أن يوفق الأهلي هذا الموسم ويبتسم له الحظ". وعن ذكرياته في مثل هذه المباريات الحاسمة أمام الهلال قال: "الحقيقة لم تكن هناك مباريات كثيرة حاسمة بين الأهلي والهلال في فترتي مثل ما حدث في السنوات الأخيرة، وهذا يعود إلى أن الأهلي مرت عليه ظروف صعبة أبعدته عن البطولات سنوات، وذلك لاعتزال جيل كامل من النجوم، وهو الجيل الذهبي للأهلي في التسعينات، ولكن هناك مباراتان الأولى كانت في مستهل مشواري مع الأهلي كانت في بطولة كأس الملك عام 1397 عندما فاز الأهلي بثلاثة أهداف مقابل هدف للهلال، والمرة الثانية وهي نهائي الكأس عام 1404 وفاز الهلال 4/0، وقد كانت تلك الخسارة لها ظروفها الخاصة على اعتبار أن لاعبي الأهلي كانوا في المنتخب ولم يكن معهم أحد يشارك إلا أنا، بالتالي عندما لعبوا كانوا بعيدين عن جو المباريات، ما أثرعلى الفريق وعلى انسجامه، فخسر الفريق بتلك النتيجة الكبيرة". ويختتم عبدالجواد بالقول "يا رب يحققها الأهلي مع احترامي وتقديري للهلال، فكم نحن مشتاقون لهذه البطولة، فجمهور الأهلي العظيم يستحق الدوري، وإن شاء الله نردد بعد المباراة (جدة كدا.. دوري وبحر)". الدوخي: مباراة «عبدول»لا تبرح ذاكرتي وفي الجانب الآخر يقول أحمد الدوخي: "الدوري في منعطف مهم ولا شك أن الأهلي والهلال يمتلكان نفس الحظوظ برغم أفضلية الأهلي في النقاط، إلا أن عادة الفريق الذي يلعب بفرصتين غالبا يخسر، الأمر الآخر على الهلال إذا كان يريد أن يفوز بالدوري أن يكسب الأهلي، ولن يتم ذلك إلا إذا لعب بنفس مستواه المعروف عنه وبروح عالية. المباراة صعبة، ولكن تعود الهلال في كثير من المباريات الحاسمة أن يعود بشكل قوي، وأنا حقيقة أدرك قوة فريق الأهلي وتميزه هذا الموسم ولكن أثق كثيرا في لاعبي الهلال، والإعداد الذي يسبق المباراة، فأتصور بأن إدارة الهلال لديها عمل كبير قبل المباراة، بالتالي أنا أعتقد بأن المباراة سوف تكون في غاية الصعوبة". وحول كيف يحقق الهلال الفوز في المباراة قال: "على الصعيد الفني الأهلي فريق مكتمل ولا يوجد هناك نقاط ضعف باستثناء بعض الأوقات تشعر بأن لاعبي الفريق يخرجون من أجواء المباراة، وعلى لاعبي الهلال الاستفادة من تلك اللحظات". أما النقاط التي من الممكن التي تعاب على الهلال فهي الأمور النفسية، فالأهلي قد يكون أكثر توترا من الهلال كونه يسعى إلى كسر حاجز بطولة الدوري التي غابت عنه كثيرا، وهذا كان واضحا في مبارياته، فقد كان الأهلي في الدور الثاني متأثرا جدا بعدما تعرض الفريق لنزف بعض النقاط، لكنه أدرك ذلك بإعادة الرجل الخبير طارق كيال الذي استطاع وبتعاون اللاعبين إعادة التوازن للفريق". ويضيف الدوخي "على الهلاليين محاولة الضغط على الأهلي في الدقائق الأولى، فالمباريات الكبيرة يصعب الرجوع فيها إذا سجل في مرماك هدف مبكر؛ لذا اشعر بأن المباراة مباراة لاعبين بالدرجة الأولى، ولاسيما في الشوط الأول، أما الشوط الثاني كما هو معروف هو شوط مدربين، وعلى السيد دونيس أن يغير بعض قناعاته، فهذه المباراة ليست أي مباراة". أوقفوا المؤشر وحول كيف يرى الهلال هذا الموسم بشكل عام قال: "لم يقدم الهلال الصورة الفنية التي اعتادت عليها جماهيره خلال الفترة الأخيرة فمنذ موسمين والهلال يعاني في الاستقرار الفني، ما أثر في الفريق وفي عطاء اللاعبين، كما أنه بعد اعتزال الجيل الذهبي لم يظهر لاعبون موهوبون ومميزون أمثال سامي الجابر ويوسف الثنيان والتيماوي غيرهم، وهذا ليس مشكلة الهلال فقط، وإنما أغلب الأندية، وأعتقد بأن الكرة السعودية بشكل عام شهدت انخفاضا كبيرا في أداء اللاعبين والدليل تراجع المنتخبات الوطنية والأندية في المنافسات الخارجية". ويتابع الدوخي "الأهلي من أفضل الفرق فنيا خلال المواسم الثلاثة الماضية، وحقيقة تستمتع وأنت تشاهده نظيرما يتمتع به من وجود لاعبين مميزين أمثال أسامة هوساوي وعمر السومة وتيسير الجاسم والمقهوي والمؤشر والبصاص، وأعتقد بأن المؤشر وعبدالشافي يشكلان خطورة حقيقية على مرمى الهلال، وإذا أراد دونيس إيقاف الأهلي فعليه إيقاف المؤشر". وعن الفرق بين الهلال في عهدهم والهلال الآن قال: "كما ذكرت لك أنا كنت سعيد الحظ بأني شاركت الهلال في وجود كوكبة من النجوم الكبار ليس على مستوى الهلال فقط وإنما على مستوى القارة الآسيوية، فقد كان الهلال متسيدا القارة بالبطولات، وهذا يعود لأولئك النجوم أمثال الثنيان والدعيع والجابرغيرهم، كما أن الفريق حاليا يمر بمرحلة غير مستقرة لا تستطيع أن تحكم عليه برغم وجود لاعبين أمثال نواف العابد والشهراني والفرج لكن مشكلة الهلال أن هناك ضغوطات على اللاعبين والإدارة كون الفريق لم يفز بالدوري منذ 5 سنوات، وهذا لم يتعود عليه جمهور الهلال. وعن ذكرياته عن مواجهات الهلال بالأهلي قال: "دائما مباريات الأهلي والهلال تتسم بالأداء الرائع وأنا حقيقة أسعد عندما نلعب أمام الأهلي، فهو من الفرق التي تمنحك مساحات ومجالا للعب بشكل جميل، ولعل من الذكريات الجيدة تحقيقنا بطولة الدوري أمام الأهلي عام 1996 وكأس المؤسس عام .2000 وهل هناك مباراة خسرها الهلال لم تكن متوقعة قال: "نعم في الدور نصف النهائي عام 1999 من كأس دوري خادم الحرمين الشريفين كانت مباراة الإياب في الرياض في المربع الذهبي وقد فاز الهلال في مباراة الذهاب 2/1 ومع بداية الشوط الأول سجلنا هدف التقدم وتم طرد الكابتن حسين عبدالغني وكان الأهلي وضعه سيئا والأمور ماشية في صالحنا ولكن حقيقة تحركات خالد القهوجي ساهمت في قلب المباراة واستطاع الأهلي أن يسجل هدفين وفي الأشواط الإضافية تمكن عبدول محترف الأهلي من إضافة الهدف الثالث، فالمباراة كانت دراماتيكية بعد أن استغل كرة مرتدة وكان جميع لاعبي الهلال مندفعين وانتهت المباراة ونحن غير مصدقين النتيجة، وقد علمتنا تلك المباراة أنه لا يوجد مستحيل في كرة القدم".