حققت المفوضية العليا للصليب الأحمر التابعة للأمم المتحدة، حلم السوري إبراهيم الحسين (27 عاما)، الرياضي المتكامل رغم بتر إحدى قدميه، الذي يراوده منذ أكثر من 20 عاما، لحمل الشعلة الأوليمبية الثلاثاء القادم من مخيم ايليوناس للاجئين في العاصمة اليونانية أثينا التي يقيم فيها 1500 لاجئ، حيث أوقدت الشعلة أمس الأول في جبل الأولمب اليوناني، مهد الألعاب الاوليمبية القديمة، وستنقل الأربعاء القادم إلى البرازيل خلال احتفال يقام في أثينا قبل أن تصل إلى ملعب ماراكانا في 5 أغسطس، تاريخ افتتاح الألعاب الصيفية بعد أن تكون قد قطعت مسافة 20 ألف كيلومترا. ويتحدر إبراهيم الحسين من مدينة دير الزور، وقد حصل على عدة ألقاب في سورية سواء في السباحة أو الجودو، وبعد أن فقد نصف قدمه خلال القصف غادر الشاب المتخصص في مجال الكهرباء بلاده إلى تركيا ووصل إلى اليونان قبل عامين عبر جزيرة ساموس بواسطة قارب مطاطي على غرار أكثر من مليون لاجئ، وأجريت له عملية زرع قدم اصطناعية قبل التدفق الكبير للاجئين في الأشهر الماضية. ويعمل إبراهيم الحسين حاليا في مقهى في أثينا ويستأجر فيها منزلا ويتابع تدريباته في كرة السلة والسباحة، ويشارك في مباريات كرة السلة على كرسي متحرك مع فريقه في مختلف أنحاء اليونان. ويقطع الحسين سباق 50 مترا حرة في السباحة بزمن 28 ثانية حسب ما جاء في مقابلة على موقع المفوضية العليا للصليب الأحمر في شبكة الإنترنت، وقال الحسين: «شرف له وحلم قديم عمره أكثر من 20 عاما أصبح حقيقة»، ويضيف «سأحمل الشعلة لي أولا ثم للسوريين وللاجئين في مختلف أنحاء العالم، لليونان وللرياضة، لفريقي السباحة وكرة السلة اللذين ألعب معهما»، وزاد يقول: «هدفي هو عدم الاستسلام والانطلاق دائما إلى الإمام، وهذا ما تتيح لي الرياضة إمكانية تحقيقه». وكان رئيس اللجنة الأوليمبية الدولية، الألماني توماس باخ، خلال زيارته للمخيم أعلن أيضا أن فريقا من اللاجئين سيشارك في الألعاب الاوليمبية الصيفية في ريو دي جانيرو، ولا يزال هذا الفريق قيد التشكيل.