«إن أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً». «ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذيء». «الإيمان بضع وسبعون شعبة، أفضلها قول: لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق». «تَبَسُّمُك في وَجْه أَخِيك لك صدقة». «من ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة». «إنما بُعِثت لأتمم مكارم الأخلاق». صدق الرسول الكريم، جميعنا إن لم يكن يحفظ هذه الأحاديث النبوية فهو قد قرأها عشرات المرات، والآن دعني أطرح بعض الأسئلة: ولكن قبل ذلك إن كانت إجابتك ب«نعم» فأنت لست معنيا ببقية المقال. هل تعامل الناس بخلق؟ هل تختار مفرداتك بعناية قبل الحديث مع من يتفق أو يختلف معك؟ هل توقف سيارتك أمام المسجد في موقفها الصحيح، وتضع حذاءك في المكان المخصص له؟ هل تحافظ على نظافة الشارع والحي الذي تقطن فيه؟ كونك موظفا أو تاجرا أو بائعا هل تبتسم في وجه مراجعيك؟ وتقضي حاجاتهم؟ هل إذا وصلتك رسالة أو خبر تطعن في سمعة أو شرف شخص تحذفها أو تهملها؟ انتهت الأسئلة. تخيل لو كل واحد منا قرأ أو حفظ هذه الأحاديث وطبقها على نفسه وانعكست على سلوكه؟ أين نحن الآن!! في تعاليم الدين التي تنظم العلاقة بين أبناء المجتمع كالأحاديث المذكورة أعلاه، ما الذي يجعل الربط بين المعرفة والسلوك صعبا على البعض تطبيقه، ولم لا تنعكس معرفتنا على سلوكنا اليومي؟ ما نراه اليوم مع الأسف يقول عكس ذلك، وما تزخر به مواقع التواصل الاجتماعي وعلى كافة المستويات من حرب كلامية تستخدم فيها كل أنواع السباب والشتم وعدم احترام لمجرد الاختلاف، وما نراه من تداول لبعض الرسائل التي تتعرض للبعض في سمعتهم وشرفهم، ومن فوضى مرورية في شوارعنا، وحالة العبوس التي نراها عند مراجعاتنا اليومية تعطي دلالة أن ما نقرأه هو فقط للمعرفة ولا ينعكس على سلوكياتنا. قراءتنا وفهمنا وتطبيقنا لمثل هذه الأحاديث تخلق جوا من الوئام بين أبناء المجتمع وتنظم حياتهم ومنها تخلق مجتمعا متسامحا مع نفسه ومع الغير. ولكن ما الذي يجعل من الصعب الربط بين المعرفة والسلوك؟ «حقيقة لا أملك جوابا» ولكن إذا كانَ هناكَ فرقٌ كبير بين ما أنتَ عليه وبين ما يجب أن تكونَ عليه، هذه المسافة الكبيرة سببها ضعفُ الإرادة. تغريدة: تديننا معرفي وليس تدينا سلوكيا. كلنا نعرف الحديث: تبسمك في وجه أخيك صدقة؛ ولكن قليلا منا فاعلها!!