هذا هو رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم كيف كانت أخلاقه تمثل الرقي والمثل العليا، حيث زكاه ربه تبارك وتعالى وقال: (وإنك لعلى خلق عظيم) وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال (أدبني ربي فأحسن تأديبي) فأنعم به من تأديب وأكرم به من تهذيب فقد كان صلى الله عليه وسلم قرآنا يمشي على الأرض، وقد كان عليه الصلاة والسلام بساماً مزاحاً مع أصحابه الكرام هشاً بشاً معهم لا يصدر منه إلا كل خلق كريم إن قلت في ضحكه معهم أو في حديثه معهم أو حتى في بيعه وشرائه. أما ما نراه اليوم فللأسف الشديد عكس ما كان عليه نبينا عليه الصلاة والسلام إلا من رحم الله وهداه نرى أحياناً كثيرة الوجوه العبوس المقطبة الجبين التي لا تعرف المزاح إلا في السنة مرة واحدة وكأن بعض الناس يتألم عندما يضحك، أما عن كريم الخلق في الوقت فحدث ولا حرج فأنك ترى العجب العجاب في التأخير عن المواعيد وعدم احترامها وأما إن أردت البيع أو الشراء فانظر إلى معاملة البعض من الناس في البيع والشراء فأما إذا كنت تريد أن تشتري من أحدهم شيئاً وتريد أن يخفض لك السعر فتجده يقول لك وهو مقطب الجبين اشتريها بسعرها وإلا فانصرف، وأما إن سألت عن الأمانة وما أدراك ما الأمانة فنجد بعض الناس لا يعلم معناها ولا تجدها في قاموسه البتة وإذا قلت له كن أمينا يا أخي قال لك نحن نخاف الله!! وإذا أردت أن ترى الصدق وتسمعه فلك هذا أن تسمعه من كثير من الناس ولكن عند البعض منهم فلا أظن ذلك فإنك إذا سمعت حديثه كله ثم أردت أن توزنه في ميزان الصدق فإنك تتفاجأ أن النصف من كلامه يفتح الله ؟! وأما إذا أردت أن تتحدث مع شخص ما وأردت ان تقنعه بفكرتك فهذا شبه المستحيل فإنه يقاطع كلامك مرات ومرات ناهيك عن بعض العبارات التي ينطق بها التي قد لا تجد فيها كثير من الاحترام في مجتمعاتنا، إنني أسأل نفسي أحيانا لماذا هذا التدني في الأخلاق والانحطاط في بعض السلوك ؟! أليس لنا منهج نستسقي منه القرآن الكريم أليس لنا سنة عن المصطفى نتبع فيها أثره ونقتدي به في أقواله وأفعاله ، إن الشخص منا عندما يتحلى بالأخلاق الحسنة فإنها لا تنفع الآخرين وحسب إنما تنفعه هو في الدرجة الأولى وتزكوا بها نفسه وتعمر، وكما قال الشاعر: وليس بعامر بنيان قوم غذا اخلاقهم كانت خرابا فحري بنا ان نتخلق بالاخلاق الفاضلة ونتعامل بها في حياتنا كلها لنرقى بأنفسنا ونسمو بها، فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا. جدة