صنف أكاديمي متخصص في العلوم الشرعية العبوس والتجهم بأنه رأس الحماقة، وما يكون فيهما بالنفور من الناس ومعاملتهم بالغلظة والشدة، وبعض الناس ربما يرى أن العبوس والتجهم من مكامن الشخصية القوية والجادة، وأنه لا مكان لطلاقة الوجه والابتسامة، ونسوا أن نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- طلق الوجه ودائم الابتسامة، وجاء عن ابن عيينة: البَشَاشَة مصيدة المودَّة، والبِرُّ شيء هيِّن، وجه طليق، وكلام ليِّن، وأحسن الغزالي في التحذير من العبوس والتجهم: ولا يعلم المسكين أنَّ الورع ليس في الجبهة حتى يُقَطَّب، ولا في الوجه حتى يُعَفَّر، ولا في الخدِّ حتى يُصَعَّر، ولا في الظَّهر حتى ينحني، ولا في الذَّيل حتى يُضَمَّ، إنَّما الورع في القلب، وقال الشاعر: بشاشة وجه المرء خير من القرى فكيف بمن يأتي به وهو ضاحك وأهاب الأستاذ الدكتور عبداللطيف بن إبراهيم الحسين رئيس وحدة البحوث، وأستاذ الثقافة الإسلامية بكلية الشريعة بالأحساء بعموم الناس بالحرص على حسن التعامل فيما بينهم بطلاقة وبشاشة الوجه والبعد عن العبوس والتجهم عند التخاطب والحديث مع بعضهم البعض، مؤكداً أن البشاشة والابتسامة من شأنهما كسب القلوب، بينما العبوس والتجهم يؤديان إلى تنفير القلوب. وقال في حديث ل»الجزيرة»: إن الإسلام دعا إلى الحث على مكارم الأخلاق والتعامل بالمحبة والسلام والابتسامة والبشاشة ونشر الألفة فيما بين المجتمع الإسلامي، ونهى عن كل ما يسيء من مساوئ الأخلاق كالعداوة والبغضاء والعبوس والتجهم في وجوه الآخرين.. ذلك أن تبسم المرء في وجه أخيه صدقة كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (تبسُّمك في وجه أخيك لك صدقة)، وكذا مقابلة الناس بالبشاشة وطلاقة الوجه، فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على فعل المعروف ولو بطلاقة الوجه والبشر والسهولة بقوله: (لا تَحقِرَنَّ من المعروف شيئاً ولو أَنْ تَلقى أَخَاكَ بوجه طَلِق) رواه مسلم، ومعنى طلق أي سهل منبسط المُحيَّا، بشوش الطَّلعة، متهلِّل الغُرَّة، حَسَن البشْر، باسم الثَّغْر، ضاحِك السِّنِّ. قال الشاعر: الق بالبشر من لقيت من الناس جميعاً ولاقهم بالطلاقة تجن منهم جنى ثمار فخذها طيباً طعمه لذيذ المذاقة ودع التيه والعبوس عن الناس فإن العبوس رأس الحماقة