يقطع وادي أبها وسط مدينة الضباب «البهية» ومنطقتها المركزية، وكان من المفترض أن يضفي عليها جمالا، حيث تقع على ضفافه أكثر من 150 مزرعة، إلا أنه تحول إلى مرمى للنفايات ومصدرا للقوارض والحشرات وانبعاث الروائح الكريهة من المياه الملوثة، وهو يشير إلى تهديد وسط أبها بكارثة بيئية محتملة، ما لم يعالج الأمر من جهات الاختصاص بشكل موضوعي. وبدءا من سوق السمك وحتى جسر المنهل، يتم رمي مخلفات المحلات التجارية؛ ما يزيد الطين بلة. إلى جانب جرف الوادي للمستنقعات وبقايا النفايات وقت هطول الأمطار، وبقايا مياه مجاري المنازل الشعبية القريبة منه، والتي تسكنها العمالة من مختلف الجنسيات في حي النصب. «عكاظ» جالت في الموقع، وسألت عددا من المتضررين والمتأففين من ذلك المشهد المؤذي، من جراء تلك التجمعات «المتعفنة» وتكوين المستنقعات والطحالب، بعد أن أصبح ذلك الوادي منظرا مشوها لوسط أبها. ذكر المواطن حسن عبدالله العلكمي أن نفايات هذه الوادي ومنظر المياه الراكدة والطحالب وانبعاث الروائح الكريهة، تشكل خطرا على المارة، خاصة أن المنطقة تقع وسط البلد، وفيها حركة تجارية واسعة. وأكد العلكمي على ذمته بالقول: «وجدت ثعبانا كبير الحجم على قارعة الطريق خرج من بين الأشجار والنفايات في وسط الوادي إلى الشارع العام، وقد قمت بقتله بصعوبة نظرا لكبر حجمه». وأضاف العلكمي أن هذا الوادي بكثافة أشجاره، أصبح مأوى للمجهولين ولضعاف النفوس للهروب إليه، مشيرا إلى أنه تم فرار عدد من العمالة من المحلات هناك، وقام المواطنون والمارة بملاحقتهم بصعوبة في بطن الوادي، حتى تم القبض عليهم بجهود أولئك المواطنين وتسليمهم للجهات الأمنية، حيث تسهل وعورة الوادي وكثافة أشجاره ومستنقعاته في فرار المجرمين والمخالفين. كما أوضح مفرح مسعود الغزواني أن وجود العمالة الآسيوية القاطنة في البيوت الشعبية المجاورة للوادي، زاد الوضع سوءا، حيث تجري بقايا مياه المجاري من منازلهم وبقايا غسيل ملابسهم إلى الوادي، ناهيك عن رمي النفايات وبقايا الأطعمة، رغم أنه موقع استراتيجي، ويعد واجهة في أبها. كارثة بيئية محتملة من وجهة نظر عبدالوهاب حسن، أن هناك كارثة بيئية محتملة في موقع الوادي، مع استمرار تكاثر القوارض والحشرات والقطط وعيشها على المستنقعات والمياه الراكدة، إلى جانب تواصل رمي النفايات من المحلات التجارية واتجاه مياه مجاري المساكن المجاورة لتصب في الوادي نفسه. وأضاف حسن: «موقع الوادي يمر بمنطقة تجمع بشري كبيرة في وسط البلد، ومن الوارد أن يلدغ البعوض مرتادي المحلات التجارية، وتؤذي القوارض من يقترب منها هناك، مع كثرة الأسواق التجارية والشعبية هناك، واكتظاظ المكان في نهاية الأسبوع بالعمالة من كافة الجاليات». مطالبات بردم الوادي وطالب عدد من سكان المناطق المحيطة بوسط أبها الجهات ذات العلاقة في أمانة عسير، بضرورة وضع حلول جذرية لردم الوادي، بعد أن تحول إلى مستنقع ومرمى نفايات وبحيرات للطحالب من جراء التلوث، وأصبح مرتعا للقوارض وتجمع للحشرات؛ ما ينبئ بكارثة بيئية واسعة النطاق. ويقول الواقع فعلا إن الرقابة البلدية شبه غائبة عن الموقع، من خلال رش أشجار ومياه الوادي بالمبيدات، خصوصا مع قربه من أسواق ومرافق وسط البلد المهمة.