ازدادت الأوضاع البيئية سوءا في جنوبجدة عقب تكدس النفايات واختلاطها مع البرك والمستنقعات الآسنة والمياه الراكدة مع انتشار كثيف للحشرات الطائرة والزاحفة والقطط والكلاب الضالة وانبعاث الروائح الكريهة من تلال النفايات. وأبدى سكان الجنوب قلقهم الكبير ومخاوفهم من عودة الأوبئة والأمراض بعدما تسللت أسراب الذباب الأسود إلى منازلهم. ورصدت كاميرا (عكاظ) أكوام وتلال النفايات في الجنوب كما لاحظت انتشار القوارض والفئران في محيط النفايات والمخلفات حيث تقتات من القاذورات وبقية الأطعمة المحللة ولعل الأخطر في المشهد لهو الأطفال الأبرياء وسط هذه البيئة المتردية ما يجعل سلامتهم وصحتهم على المحك، وأعادت الأوضاع المتردية بعوض الضنك والملاريا في الأحياء الجنوبية وقال محمد مرعي من سكان حي الكرنتينة: مشاهدة الفئران وهي تتجول وتقفز في الحي أصبح أمرا عاديا لا يثير الدهشة .. بحت أصواتنا ونحن نطالب الأمانة بمعالجة الأمر وكما ترى بقي الحال على ما هو عليه .. النفايات ورائحتها حرمتنا من النوم والراحة .. لا نهنأ بإجازة نهاية الأسبوع ولا في الأعياد فالظاهرة متكررة. عمر مناجي من ذات الحي يقول: نشعر بالحرج الشديد عندما تكون لدينا مناسبة ويأتي المدعوون ويعبرون وسط النفايات والصراصير التي تملأ المكان.. لقد أمتنعنا عن دعوة أحد إلى الحي حفاظا على مشاعرهم ومشاعرنا. وأضاف: تعبنا ونحن نطالب بإزالة النفايات خوفا على سلامتنا وأبنائنا الذين لايجدون مكانا للعب ولا التنزه إلا خارج الحي. في حي النزلة اليمانية المشهد يسجل مرمى نفايات على الطريق على مرأى الجميع تتجمع فيه نساء أفريقيات من النابشات مايزيد من وطأة الروائح الكريهة التي تملأ الحي بأكمله خبز جاف وأكياس مليئة ببقايا مخلفات ولا حاوية نفايات في المكان. اللافت للانتباه بأن جميع الأحياء التي تجولت فيها «عكاظ» أمس لم يتم رصد عامل نظافة واحد كما لم يتم رصد أي شاحنة نفايات، وبسؤالنا للأهالي عن ذلك أجاب محمد معافا: منذ فترة طويلة لم يأت عمال النظافة إلى الحي، امتلأت الحاويات وفاضت ما يضطر السكان إلى القاء الأكياس في محيط الحاوية أو قربها، ماتسبب في تجمع الذباب وانتشار الروائح الكريهة التي اغتالت هدوء المنازل وراحتها. ويضيف: أصبح حديثنا اليومي يتخلص على كيفية التخلص من النفايات فالمسؤولون يعدون بإزالتها وفي كل يوم تزداد النفايات ولا مجيب. ويتساءل معافا: هل المسؤولون في الأمانة يعانون مثلنا من تكدس النفايات أمام منازلهم؟ لو كان الأمر كذلك لعرفوا حجم مانعانيه. أصابنا الوسواس من كثرة البعوض في منازلنا. ناصر جربوش يضيف ويقول أصبح المنظر السيئ مألوفا فتكدس النفايات أمر لم يعد غريبا على العكس تماما صار الأمر مألوفا عندما نشاهد المكان نظيف نشعر بالدهشة فكيف لحينا الممتلئ بالنفايات أن يصبح في ليلة وضحاها نظيفا ؟ في حي الجامعة «عكاظ» لمست انطباعات المواطنين عن الوضع خاصة في شارع السيرة العطرة فأجمعوا بأن القطط انتشرت بصورة واسعة والحال كذلك مع الفئران مع اكتظاظ الشارع والزحام بسبب المدارس والمستشفيات والمطاعم. ويقول عبدالمجيد المروعي نخشى على أطفالنا من هذا الوضع الذي نعيش فيه فالحشرات الكثيرة بجانب الفئران والصراصير والقطط تشعرنا بالقلق والخوف على أبنائنا الذين يهوون اللعب خارج المنزل. الوضع مزر .. والحلول غائبة. تعبنا ونحن نطالب بحل جذري لهذه المشاكل حتى أصبح الطلب متوارث فأبي من قبلي يطالب وأنا أطالب وأبنائي سيطالبون بنظافة الحي، وربما نموت وحينا مازال على حاله.