يعاني حي «المنهل» الواقع وسط مدينة أبها من أزمة ما زالت الجهات المعنية تتجاهلها حتى الان وهي تكدس النفايات وانتشار الروائح الكريهة التي جذبت اليها الافاعي والجرذان التي اصبح تواجدها في الحي شيئا عاديا. وخلال جولة «المدينة» على الحي وشوارعه جذبتنا روائح كريهة حاولنا معرفة مصدرها.. ولم نتعب كثيرا حيث شاهدنا منظر العيش الجاف والمعجنات والنفايات على أرصفة الحي جهارا نهارا، عندها تجمع حولنا معظم السكان وكل واحد يتكلم من جهة. وفي النهاية استخلصت انهم يشتكون من هذه الظاهرة ويطالبون بإزالتها، وقال الاهالي إن وضع النفايات أصبح لا يطاق، مطالبين بتدخل الجهات المختصة لحل المشكلة قبل أن تتحول إلى كارثة بيئية. يقول سعيد بن غرامة مفرح عسيري مدير مدرسة النهضة السعودية بأبها انه يستنكر وجود هذه النفايات وبالذات أمام المدرسة وتساءل: لماذا تترك الأمانة مثل هذه الظاهرة، كما ابدى استياءه من انبعاث الروائح التي تزكم الأنوف وارتفاع معدل خروج الحشرات مطالبا الجهات ذات العلاقة بسرعة التدخل. من جانبه قال علي بن عبدالله سعيد الشهراني: لا أستطيع أن أصف لك حجم المعاناة التي نعانيها من تراكم النفايات أمام المنزل يوميًا والروائح الكريهة التي تنبعث منها أضف إلى ذلك تكاثر القطط بشكل مخيف والذباب والباعوض, ويتساءل الشهراني: إلى متى التقاعس والانتظار حتى تنتشر الأمراض؟. واضاف ان النفايات في هذه الأراضي الخالية أصبحت مكبًا للنفايات والأوساخ والاتربة، اضافة الى أنها أضحت مأوى لمختلف أنواح الحشرات والقوارض، وأيضا مكانا لتجمع اللصوص، واشار الى ان عدد الجرذان الموجودة في هذا النفايات كبير جدا، وهي منتشرة في الحي، تدخل الى جميع المنازل الموجودة في المباني المجاورة، والوضع أصبح مخيفا من انتشار مرض اللاشمانيا، مما يشكل خطرا على سلامة أهالي الحي الكبار بشكل عام، والصغار بشكل خاص واتصلنا على الامانة عدة مرات.. انتشار الأفاعي ويرى المواطن: محمد سعد عسيري أن أسباب تكدس النفايات يعود إلى أمانة مدينة أبها في عدم الاهتمام بشكوانا وتقاعس الشركة المتعاقدة الأمانة معها وعدم متابعة ما تقوم به ميدانيًا.. ورغم الاتصال على الطوارئ والمراجعات لهم ونحن نتساءل متى تزول هذه الظاهرة المقززة نريد حلًا عاجلًا. واضاف: نحن لا نرى عمال النظافة هذا بالإضافة إلى تراكم النفايات ولا يقوم عمال البلدية برش المبيدات إطلاقا.. فهناك خلل وعلامة استفهام.. هذه الكوم من النفايات خرجت منها عدة «أفاعي» وقمنا بقتلها.. اما المواطن سعيد علي الدرعاني فقال انه من حق كل أسرة, بل وكل إنسان أن يعيش في بيئة صحية خالية من الأمراض والأوبئة الفتاكة.. ومما لا شك فيه ان جميع مكونات «البيئة» في كوكبنا بشكل عام تحدث في نهاية الأمر تأثيرا على صحة ورفاهية البشر وخاصة البيئة المباشرة لبيوتهم وأماكن عملهم والأحياء المجاورة لأنها تؤثر تأثيرا مباشرا في حياتهم وصحتهم وإذا كانت تلك البيئة تمتلك كل مقومات تواجد الأوبئة والأمراض من مستنقعات وأكوام النفايات إلى ما هنالك من مقومات الأوبئة وتفتقر لابسط مقومات المكافحة من خدمات صحية وشبكة مياة وأعمال المكافحة.