أفاد خبيران سياسيان خليجيان، أن عملية عاصفة الحزم فاجأت طهران وأذهلتها، وأصابتها وحلفاءها بخيبة أمل شديدة، بعد أن راهنوا على أن دول الخليج ليست قادرة على التدخل في اليمن، وأشارا إلى أن الضربات الجوية للحوثيين قلبت موازين القوى في الساحة اليمنية وجيرتها للشرعية. وأكد الدكتور عبدالخالق عبدالله أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإمارات، أن التدخل السعودي الخليجي العربي في اليمن يصب في صالح الشرعية مدعوم بقوة سياسية وعسكرية من الوزن الثقيل. وأضاف أن الحوثيين أصابهم الغرور ورفضوا كل سبل الحوار والتحرك السياسي، ضاربين عرض الحائط بالمناشدات الداخلية والإقليمية والدولية بحل الأزمة سلميا واللجوء إلى الحوار، وأصروا إلا أن ينفذوا أهدافهم المرسومة من قبل إيران لفرض الواقع على الأرض بالقوة العسكرية. وأشار إلى أن عاصفة الحزم قلبت الموازين ليس في اليمن بل في المنطقة وفقد الحوثيون وأتباعهم من الانقلابيين قوتهم العسكرية وبدأوا في الفرار من معسكراتهم بعد توالي الضربات. ورأى عبد الخالق أن طهران من خلال تدخلها في الشأن اليمني ودعمها المكشوف للحوثيين كانت تظن بأن اليمن قابل للابتلاع وراهنت على أن دول الخليج لن تتدخل، ولكن خاب ظنها وأثبتت دول الخليج أنها صاحبة قرار قوي وحاسم. إذ أن التدخل العسكري أدهش العالم وزلزل صناع القرار في طهران وأصابهم بالتوتر والتخبط. ومن جانبه، أكد الدكتور محجوب الزويري، أستاذ العلوم السياسية في جامعة قطر، أن إيران حاولت منذ تدخلها المشبوه في اليمن ودعمها العسكري للحوثيين تفتيت البلاد من خلال تمزيق نسيجها الاجتماعي وبث سموم الطائفية وتغليب الأقلية وتمكينها من بسط سيطرتها على اليمن سياسيا وعسكريا، مستنسخة مشهد حزب الله في لبنان، في مخطط يراد به زعزعة أمن واستقرار دول الخليج المجاورة من خلال موقع اليمن الاستراتيجي والسيطرة على الموائي. وأضاف أن التدخل الخليجي والعربي من خلال عاصفة الحزم كان استجابة لنداء الرئيس اليمني الشرعي وبغطاء سياسي مدعوم من الأممالمتحدة والدول الكبرى، مبينا أن اليمن يعتبر الحديقة الخلفية لدول الخليج العربي ولا يمكن بأي حال من الأحوال تركه ينجر إلى دوامة العنف والإرهاب والتشرذم.