أعتقد أن المواقع الاجتماعية (السوشيال ميديا) في انحدار قاس ومؤلم للغاية، إذ أنها ظهرت من أجل نشر الثقافات وتبادل المعلومات من دولة إلى أخرى، من ثقافة إلى أخرى ومن جيل إلى آخر. ولكن ما نراه اليوم هو داء المظاهر الذي جعل تلك التقنية تستخدم في الاتجاه الخاطئ والسلبي على بيوتنا وحتى علاقاتنا في المجتمع. أصبح أغلب مستخدمي المواقع الاجتماعية يلجأ إلى التصنع والتفاخر بشكل مقزز للغاية فمثلا يرى بعض الأبناء أن أصدقاءهم يمتلكون سيارات فاخرة وينشرون صورهم معها بشكل مبالغ فيطالبون أهاليهم بنفس السيارة رغم ثمنها الغالي جدا ثم بعد فترة نجد أن تلك السيارة التي كانت مع أصدقائهم في الانستقرام أو تويتر مجرد سيارة مستأجرة من أجل التفاخر!! أو نجد البعض يذهبون إلى أفخم وأغلى الأماكن والمطاعم حتى وإن كانت ذات مذاق سيئ أو عادي فقط من أجل التقاط الصور ونشرها في الحساب اليومي ! حتى إننا أصبحنا للأسف نجد أن عدد المتابعين يكون هائلا وكبيرا جدا لأصحاب البذخ المبالغ فيه والحياة غير الطبيعية بلا أي فائدة تذكر، بينما أصحاب الفائدة والذين يستحقون المتابعة متابعوهم أقل من الربع وقليل جدا. نعم وللأسف أصبحنا هكذا، أصبحت حياتنا للناس، للتصوير، للتنافس واختفت تلك البساطة والجمعات اللطيفة في تبادل الأحاديث المفيدة والشيقة حتى بداخل بيوتنا مع عائلاتنا، أصبحنا نفتقد القناعة والعيش برضا وبساطة بعيدا عن تلك التكاليف التافهة. في الحقيقه أنا لا أمانع من إظهار نعم وخيرات الله على أي أحد ولكن ما نراه تفاخر وتلاعب بالنعم وكأنهم سيمتلكون هذه النعم إلى ما لا نهاية! حقا يؤلمني استخدام تلك التقنيات في الاتجاه الخاطى ويؤلمني أن بعض الأطفال لم يتجاوزوا السابعة وقد أصبحوا الآن يتنافسون أيضا على تصوير كل شيء ونشره في تلك المواقع بلا أي رقيب أو تعليم أو حتى محاولة عائلاتهم بتربيتهم على القناعة وتثقيفهم بثقافة شكر الله وعدم التفاخر بالرفاهية التي لا ترفع من قيمة الإنسان أبدا.