نعم هناك من يندب حظه مع الانستقرام البرنامج الذي تجمل بموائد الانستقراميات الثريات والطبقات المخملية وإقامة الفنادق الأعلى مرتبة بين الدول الأوروبية التي تبدع وتتفنن بالتصوير بين جمال الطبيعة وسحر الحديث الذي تنثره على صورها الذي يزيد الصور جمالاً على جمال فتجذب أكبر عدد من (الفلورز) من جميع شرائح المجتمع النسائي اللاتي أيضاً يندبن حظهن على أزواجهن متوسطي الدخل والأدنى، بل إن البعض منهن تندب حظها للأسف على أهلها وهذه كارثة لضعيفات العقول من الشابات اللاتي عقولهن فارغة إلا من التقليد الأعمى! ثقافة للأسف مزعجة أصبحنا على المكشوف بكل أمور حياتنا هذه تظهر جزءا من صور زوجها الذي حجز لها أغلى الشاليهات أو عزمها في أفخم الفنادق أو أحضر لها عقداً من الألماس في عيد ميلادها أو عيد زواجهما، وتلك تستعرض أماكن إقامتها التي تزورها وكأنها تعيش زمن ألف ليلة وليلة من فخامة المكان والخدمات ومن مظاهر البذخ الطاغي! كل مناسبة لها تجهيز وكل حفل يلزم ميزانية تعادل ربما ميزانية أحد منازل المتابعين لها. بل إن الانستقراميات أصبحن يعملن حفلات لبعض تعزم إحداهن الأغنى منهن في أفخم الفنادق ببلدها أو بمحل إقامتها بإحدى الدول من المنتجعات التي تستمع بالإقامة فيها، والأقل مستوى من الانستقراميات يحضرن كوصيفات بهذا الحفل وتبدأ فقرة التهادي لبعض بهدايا قيمة وبروتوكلات فاخرة. ويبدأ الاستعراض بأنواع الضيافة والتقديم والفشخرة التي لا تنتهي في الوقت الذي فيه بعض المتابعات لحسابهن في مشكلات مستمرة مع زوجها المسكين ذنبه فقط أن زوجته مهووسة بتصفح حسابات الانستقراميات من الطبقة المخملية تطالبه بالسفر تطالبه بزيادة المصروف لتغطي متطلبات الانستقرام تطالب وتطالب وتظل بالمطالبة حتى أن الرجل أصبح يخرج من منزله كثيراً هرباً من فكرة جديدة وجدتها (حرمه المصون) في أحد الحسابات تطالبه بتطبيقها! نحن لسنا ضد التكنولوجيا ولكن بتقنين لا نسرف في استعمالها حتى لا تتصدع مجتمعاتنا بين الترف والتقليد المرهق للجيوب! هنا نحن بين شريحتين من النساء شريحة ممن أنعم الله عليهم من الأثرياء يحدثون الناس بنعم الله عليهم وهذا من مبدأ الآية الكريمة {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} في الآية أمر الله نبيه -صلى الله عليه وسلم- أن يتحدث بنعم الله -جلَّ وعلا- وهذا من الشكر لأن التحدث بنعم الله من الشكر والنعمة يكون شكرها بثلاث: الاعتراف بها باطناً، والتحدث بها ظاهراً بلسانه، وثالثاً صرفها في مرضاة المنعم بها سبحانه وتعالى (في مرضاة المنعم) والمنعم سبحانه لا يرضى بالإسراف! ولكن أيضاً من الإنسانية نحترم ضعف وقلة حيلة الآخرين وليس من العدالة أن تُنزل الانستقرامية الثرية كذا مشهد أو صورة خلال اليوم بحساب مفتوح متابعيه بالآلاف ما بين حفلة مساء لعشاء فاخر قبلها فطور بوفيه مفتوح في أفخم الفنادق والمغرب في محلات الألماس تقتني ما تقتني والعصر بمحلات الورد والعطورات وفي الويكند بأفخم الشاليهات أي حياة مخملية تستعرضها أمام أوجاع البشر وقلة مواردهم وفقرهم! الشريحة الأخرى من النساء من لا تقتنع بما آتاها الله وتعلم أن الله الرازق المعطي الواهب بل تظل تضغط على ذلك المسكين (الزوج) المغلوب على أمره، خاصةً إذا كان يحب زوجته ولا يريد هدم بيته، تضطره أحيان إلى وضع ديون على ظهره ليرضيها بسفره، بهديه، ببرستيج انستقرام!!! كم من بيت تصدع وأوشك على الانهيار بسبب ثقافة طاغية من الترف ومن بعض النساء الساذجات التي لا تعي معنى زواج ومسؤولية تعتقد أن الحياة الزوجية فقط استنزاف للجيوب!!