طالب عدد من العلماء والمثقفين والإعلاميين بتعاون الجميع لمكافحة الإرهاب، والدعوة إلى التسامح واليسر، وإشاعة ثقافة الحوار كثقافة لا بد أن تسود المجتمع، لمواجهة جماعية لخطر الإرهاب الفكري والغلو. وأشاروا إلى أهمية الدور الذي يلعبه العالم والمثقف في أداء رسالتهم التربوية، من خلال توفير الدعم الإعلامي، وتوسيع دائرة المشاركة الإعلامية له، مع أهمية التلاقح بين العالم والمثقف في مكافحة الإرهاب. وأكدوا، بمناسبة منح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز «جائزة الإنقاذ الوطني» من قبل اتحاد الإعلاميين العرب، أن الملك عبدالله صاحب رؤية ثاقبة في التصدي للإرهاب، ويضطلع بدور محوري على مستوى العالم، بوصفه قائدا محنكا لدولة لها مكانتها الدينية وثقلها السياسي. وأوضح الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله التركي، والمستشار في الديوان الملكي وإمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور صالح بن حميد، والرئيس العام لشؤون المسجد الحرم والمسجد النبوي الدكتور عبدالرحمن السديس، وعضو مجلس الشورى السابق الدكتور سهيل قاضي، والإعلامي المخضرم المستشار الدكتور محمد أحمد صبيحي، والفنان محمد عبده، والأديب الشاعر الدكتور يوسف العارف، والباحث المؤرخ الإعلامي الدكتور زيد الفضيل، والكاتب حمد القاضي، والممثل وائل محمد حمزة، أوضحوا أن خادم الحرمين الشريفين يضطلع بدور مباشر ومؤثر وبارز في صنع الأحداث والتأثير في كل المستويات المحلية والعربية والإقليمية والدولية، بحكم أنه داعية سلام وإخاء ووفاق وإصلاح، من خلال مواقفه الإنسانية الحكيمة، ورؤيته الاستراتيجية الشاملة، وقدرته على استشراف المستقبل، ومنهجه الحضاري والإنساني. وأكدوا أن الملك عبدالله يملك بعدا استراتيجيا في مواجهة الإرهاب والتطرف ونشر قيم الاعتدال والوسطية، وترسيخ ثقافة الحوار والتسامح بين أتباع الأديان والثقافات، خصوصا أنه وضع العالم أمام حقيقة مهمة تكمن في ضرورة مكافحة الإرهاب وعدم الانجراف وراء شعاراته المزيفة، لينعم العالم بالأمن والاستقرار والسلام. ورأوا أن المملكة اعتمدت على ثلاثة أبعاد رئيسية في مكافحة الإرهاب: الفهم للقضية وأبعادها، والتحليل الشمولي، والعلاج المناسب، بجانب الحل الأمني وإعادة تأثير المتأثرين بالفكر المتطرف نفسيا واجتماعيا، معتبرين أن تلك جهود يحتذى بها عالميا في مواجهة الإرهاب. وأوضحوا أن دور المملكة في الحرب على الإرهاب، جسد معانيه وآفاقه خادم الحرمين الشريفين؛ وبين الدور الذي تضطلع به المملكة في مجال السلم العالمي والدور الإنساني في مواجهة الإرهاب والفكر التدميري، كما بين فيها موقفه الشخصي والقيادي كملك لأكبر دولة إسلامية وصاحبة الدور الاستراتيجي في العالم كله، فأصبحت نقطة ارتكاز وانطلاق في مواجهة الإرهاب، معتبرين أن المملكة قامت بدور كبير في محاربة الإرهاب واجتثاث جذوره، وبذلت قصارى جهدها لملاحقة عناصر التنظيمات الإرهابية وخلاياها النائمة. وأجمعوا على أن المملكة لم تكن في منأى عن الإرهاب، فهي تعيش وسط هذا العالم الذي عانى ويعاني من الإرهاب، فقد تعرضت هذه البلاد الطاهرة لعمليات إرهابية قام بها أرباب الفئة الضالة، وذوو الفكر المنحرف، إلا أنها بفضل من الله ثم ببصيرة وحكمة قيادتها الرشيدة، واجهت الإرهاب بحزم أمني، وتأصيل فكري، فبالتوازي مع المعالجة الأمنية لآفة الإرهاب، كانت هناك جهود على مستوى آخر لا تقل أهمية في مكافحة الإرهاب، تمثلت في تجفيف منابعه المالية والفكرية. وطالبوا بتكثيف الحملة على الإرهاب، خصوصا أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز يمثل رمز الحملة على ظاهرة الإرهاب، نظرا لما يسببه الإرهاب من خطر حقيقي، وهذا التكريم من اتحاد الإعلاميين العرب هو تكريم للمملكة؛ لأنها شكلت المواجهة الأولى، ولا بد من وضع خطط استراتيجية لمواجهة الإرهاب على المستوى الثقافي والفكري. وبينوا أن مكافحة الإرهاب تتم بهذه السياسية التي تتبعها المملكة في مكافحة الإرهاب والتطرف، والتي حققت فيها نجاحا كبيرا، وهذه السياسية تتمثل في محورين هامين؛ التعاون الأمني مثل العمليات الاستباقية، والمحور الثاني هو البعد الفكري لمكافحة الإرهاب بالرأي والمناصحة ومن خلال المنابر الإعلامية. وأكدوا أن الإرهاب جريمة تستهدف الإفساد، وزعزعة الأمن، والجناية على الأنفس والأموال والممتلكات الخاصة والعامة؛ وقد صنفه بعض الفقهاء ضمن الجرائم التي يعاقب عليها الشرع بحد الحرابة، وإن كان الإرهاب بمفهومه أوسع نطاقا وأخطر جرما من تلك الجرائم، وهذا الفعل الإجرامي اتخذ في عصرنا الحاضر أشكالا وصورا متعددة، منها الخطف والقتل، والتفجير، والاعتداء على الممتلكات العامة، وتعريض حياة الناس للخطر، بل ذهب إلى أبعد من ذلك حينما توجه إلى الفكر، فنشأ الإرهاب الفكري، المتمثل في الغلو والتطرف والتكفير. واعتبروا أن مواجهة الإرهاب ضرورة شرعية ومطلب إسلامي، وأن الجماعات الإرهابية والداعمين لها ومن يكفر المجتمع ويستبيح الدماء المعصومة هم جماعات منحرفة، نشأت على خلاف القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. وطالبوا المجتمع الدولي بمواجهة الجهات التي تدعم الإرهاب والتنظيمات الإرهابية وتسلحها وتمويلها وتنشر الطائفية البغيضة والحزبية المقيتة، وتحرض على إثارة الفتن والقلاقل في المجتمعات المسلمة، وعلى علماء الأمة ومفكريها في التصدي لهذه التيارات ببيان الحق والتحذير من الباطل ومروجيه. وحول وسائل مكافحة الإرهاب، أوضحوا أن هناك وسائل عدة لمكافحته، أهمها: إنشاء فضائية متخصصة، وقيام مشروع حضاري يعنى ببيان إشراقات الدين وجمالياته ورفقه ورحمته ويسره، والاضطلاع بمشروع إسلامي حضاري لعلاج ظاهرة الإرهاب، وهيئة عليا تعنى بإعداد الخطط والاستراتيجيات الشاملة لمكافحتها ورصد كل المستجدات حيالها، وتشكيل مجالس تنسيقية بين القطاعات الحكومية والأهلية، والعمل على تأهيل متخصصين في شتى العلوم الشرعية والأمنية والاجتماعية والنفسية والفكرية، للقضاء على الإرهاب، وتكوين جهات متخصصة للترجمة تعنى ببيان محاسن الإسلام ونشرها في العالم بشتى اللغات.