أبرزت الدكتورة عفاف بنت حسن مختار الهاشمي (أستاذة العقيدة والمذاهب المعاصرة في جامعة الملك عبد العزيز) دور المؤسسات الثقافية القائمة على توجيه الفكر وتغذية المبادئ السامية لتوعية المرأة، مثل: المدارس، الجامعات، المكتبات العامة، منظمات الفكر الإنساني، رابطات الكتاب والمفكرين، المسارح، دور السينما، شركات الإنتاج الإعلامي، الفضائيات، ودور النشر. وأوضحت أن المرأة يمكن أن تكون داعية في مجتمعها النسائي بالقدوة الحسنة، لأنها أقدر في الحديث مع مثيلاتها، ولها دورها في البناء، والإصلاح، التوجيه، الدعوة إلى الخير، والقضاء على الفكر المنحرف. وأشارت الهاشمي إلى أن من أهم العوامل التي تحول المرأة إلى إرهابية تلك الصيحات التي ينادي بها المتشدقون، ويصرخ بها المستغربون من أن المرأة المسلمة يرثى لحالها من الظلم والأسر والجهل، وأنها مقصوصة الجناح، مشيرة إلى أن هؤلاء ليس مقصودهم إنصاف المرأة من الظلم الواقع عليها من الجهلة أو المعتدين، لذا فإنهم يقومون بنشر تلك الادعاءات والافتراءات. وأضافت أن «من العوامل التي تساعد على ولوج الفكر المنحرف أن الإرهابيين والغلاة يشجعون عناصرهم النسوية لدخول المنتديات المنحرفة، واستغلالها بأفكار مضللة، وسهولة التأليف والنشر الإلكتروني للمعلومات المتنوعة من الأفكار الهدامة، ساعدت على اعتقاد المرأة بتلك المعتقدات المغلوطة، فلذا يتضح الدور المهم للمرأة السعودية في القضاء على تلك الظاهرة، كما أن الإعلام بوسائله المختلفة ينشر بعض الأفكار الهدامة والمعتقدات الضالة، التي تحارب الدين، وتعادي الدعوة، وتسعى لإقصاء الدين الصحيح، والاعتراض على الله تعالى أو على رسوله (صلى الله عليه وسلم)، وإطلاق ألفاظ كفرية خطيرة»، مؤكدة الدور الكبير لوسائل الإعلام الجماهيرية في تغيير المفاهيم الخاطئة في المجتمع المسلم، وتوعية الأمة بما تمر به من محن وأزمات ونكبات تدبرها أيادي الصهاينة وأعداء الملة في كل وقت من الأوقات. وطالبت الهاشمي المرأة السعودية بمكافحة العنف والإرهاب بعدة أمور؛ تأصيل العقيدة لدى الناشئة، تحذير المجتمع من الفرقة والخروج عن جماعة المسلمين ومن مخالطة أهل الأهواء والبدع، إشراك المثقفات في حملة التصدي للعنف والغلو، عقد اللقاءات واللقاءات المشتركة، إقامة مؤسسات نسائية للإرشاد والتوجيه من الانحرافات العقدية والفكرية، المؤاخاة بين أفراد المجتمع، القضاء على الأنانية والعصبية الممقوتة، نشر العلم الصحيح بين الأمة، التقرب من ولاة الأمر ومحبتهم، مناقشة المجتمع والإجابة على أسئلة الناس واستفساراتهم وعدم صدهم عن المناقشة أو تجاهل محاورتهم وتحاشيها، ومشاركة المرأة المتعلمة المثقفة في مجالات الأمن. محاور المؤتمر يناقش المؤتمر أربعة محاور على مدى ثلاثة أيام في 12 جلسة صباحية ومسائية: الأول: ظاهرة التطرف.. الأسباب المنشئة والمغذية له، ويناقش عشرة مواضيع: - الغلو في الدين، ومجاوزة الوسطية. - الجهل بالدين، وسوء الفهم للنصوص الشرعية، واتباع المتشابه منها. - التأثر بفكر الخوارج والتفسيرات الخاطئة لقضايا التكفير والجهاد والولاء والبراء. - النيل من ولاة الأمر والتشكيك في العلماء والإعراض عنهم. - الاستفزاز الإعلامي وانعكاساته على الممارسات الخاطئة لحرية الرأي وانفلات السلوك. - الفراغ الفكري وتأثيراته على الاستخدام السيئ لتقنية الاتصالات الحديثة. - الأيدي الخفية المحرضة، والتمويل الخارجي. - التغير الحادث في المجتمعات البشرية، وضعف دور الأسرة. - البطالة وانحسار الطبقة الوسطى. - ضعف ثقافة الحوار مع الآخر. الثاني: منابع فكر التطرف، ويناقش ثمانية مواضيع: - الاجتهاد في الدين من غير أهله. - شيوع الفكر التكفيري، واستباحة الخروج على الأئمة والولاة. - النقد الاجتماعي غير المسؤول. - التصوير الزائف للإسلام في وسائل الإعلام. - ازدواجية المعايير في قرارات وممارسات المنظمات الدولية. - الاستخدام المفرط للقوة، والإبادة الجماعية ضد المسلمين. - أطماع الهيمنة الغربية على البلدان الإسلامية. - أنظمة اللجوء والهجرة والملاذ الآمن للمتطرفين. الثالث: مخاطر الإرهاب وآثاره، ويناقش عشرة مواضيع: - الإرهاب جريمة العصر. - تشويه لصورة الدين والمتدينين. - إيقاع النفس في التهلكة والعدوان على حرمة الأنفس والأموال. - اختلال الأوضاع الأمنية. - تفكك الأسرة والمجتمع. - اختلال القيم والمعايير الفكرية والأخلاقية. - إشغال الأمة عن قضاياها المهمة. - إشعال الصراعات الإقليمية والطائفية. - تقديم المبررات والذرائع أمام التدخلات الأجنبية. - اختلال الأوضاع الاقتصادية. الرابع: المعالجة الفكرية لظاهرتي التطرف والإرهاب، ويناقش عشرة مواضيع: - جهود المملكة العربية السعودية في المعالجة الفكرية للإرهاب؛ من خلال المؤتمرات والندوات والاتفاقيات الدولية. - جهود المملكة في المعالجة الفكرية للإرهاب؛ من خلال المساجد، قوافل الدعوة، ولجان المناصحة. - دور مركز الملك عبد العزيز الوطني للحوار في نشر أدب الاختلاف وثقافة الحوار. - دور العلماء في تصحيح التفسيرات والمفاهيم الخاطئة لقضايا التكفير والجهاد والولاء والبراء، وبيان حقوق الولاة. - الأثر الفاعل لتطبيق الحدود الشرعية في مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن. - دور الأسرة في تحصين أبنائها ضد التطرف والإرهاب وتعزيز الانتماء الوطني لديهم. - المؤسسات التعليمية ودورها في توجيه طلابها نحو الوسطية والاعتدال. - التوظيف الأمثل لوسائل تقنية الاتصالات الحديثة في نشر فكر الوسطية والاعتدال. - مسؤولية الإعلام العالمي عن إذكاء روح التسامح ومحو صورة الإسلام المشوهة من ذاكرة العقل الغربي. - مسؤولية المنظمات الدولية إزاء تجنب ازدواجية المعايير حيال قضايا المسلمين.