أ. د. حسان صلاح عبدالجبار (*) شارك من خلال تويتر فيسبوك جوجل بلس اكتب رأيك حفظ يمر الطبيب بمراحل معاناة متعددة في حياته، تبدأ من السنوات الدراسية الطويلة ليحصل على أعلى المعدلات ليضمن كرسيا في كلية الطب ولا يعلم ما تخبئ له الأيام. ثم معاناة دراسة الطب الطويلة والصعبة والمعقدة بطرق التدريس المختلفة، وتنتهي بالامتحانات التي تعتبر هاجسا لكل طالب.. وبعد التخرج.. تبدأ سنوات التدريب بعد معاناة الحصول على قبول في برنامج جيد، سواء كان داخل المملكة أو خارجها.. التدريب هو عبارة عن عمل في جو مليء بالصعوبات والتوتر والقلق وينتهي عادة بالتقييم.. فترة جميلة من حياة الطبيب لأنها مليئة بالعطاء، إلا أنها حياة تحت ضغوط دراسية وعلمية.. حياة قاسية. بعد الحصول على شهادة الدراسات العليا والعودة إلى أرض الوطن تجد أن الطبيب له خيالات وتوقعات وأحلام، ويعتقد أن العالم كله يعلم بمعاناته وكم بذل من الجهد والتعب، وأن الجميع سوف يكونون باستقباله والترحيب به ومساعدته.. ولا يعلم أن هناك معاناة جديدة.. تقييم الشهادة، فإن لم يكن خريج (الولاياتالمتحدة أو كندا) فيكون هناك عليه علامة استفهام؟.. ثم التعيين.. والحصول على الوظيفة.. ولا يجد الطبيب نفسه في الوظيفة، ولا يستطيع أن يشبع رغباته ويشعر أن حلمه سراب وأن أمانيه قد تبخرت. البحث عن إشباع الرغبة الكامنة والعمل الذي تعود عليه أثناء التدريب والرغبة في العطاء وتحسين الأوضاع والكسب المالي، فالبعض يجد نفسه في القطاع الخاص، والآخر في مراكز متخصصة حكومية أيا كانت. وهنا معاناة أخرى.. الحصول على أوراق رسمية تتيح له ذلك.. وقد يكون ذلك أسهل لأعضاء هيئة التدريس في الجامعات فقط.. معاناة مستمرة في يوميات الطبيب الذي يعمل في القطاع الخاص بعد أوقات الدوام الرسمي يدفع ضريبة عمله من الوقت الطويل وتطبيق الأنظمة والقوانين والروتين.. كلمة حق.. مزاولة الطبيب السعودي عمله في القطاع الخاص ساعد على تطور الخدمات الصحية وتحسين جودتها.. واكتساب ثقة المرضى. (*) أستاذ علم أمراض النساء والولادة بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة.