مع بداية موسم الشتاء، ينتعش الطلب على الشقق السكنية المفروشة في المناطق الساحلية القريبة من أبها مثل الدرب والشقيق والحريضة ومثلث رجال ألمع، لكن غياب حماية المستهلك على مثل تلك المواقع يجعل المواطن ضحية لأصحابها والعاملين عليها. ولا يصدق الأهالي أن تقفز أسعار الشقق نهاية الأسبوع الخميس والجمعة والسبت، إلى أكثر من 300 ريال للغرفة الواحدة، و 600 ريال للغرفتين، و800 للغرفتين بالمسبح، فيما الشقة المتوسطة يصل إيجارها إلى 1500 2000 ريال، فيما تتراجع الأسعار إلى النصف في الأيام العادية. ومع أن العقاريين يرون اقبالا على الاستثمارات العقارية بما يبدد أي شكوك حول قلة المعروض، مما يكون سببا في رفع الأسعار، يعتقد الكثير من المتنزهين أن جشع التجار مع غياب الرقابة هو السبب المباشر في ارتفاع الإيجارات. وأوضح مفرح عسيري وعبدالمجيد شروق وأحمد البارقي ونايف عبدالله أن الأسعار مرتفعة في تلك المناطق رغم أن الخدمة ضعيفة ومتواضعة، مطالبين هيئة السياحة في عسير بوضع حد للارتفاع المبالغ فيه. ويصر العقاري ناصر عامر عسيري على أن قلة العرض مقارنة بالطلب المتزايد على الشقق السكنية المفروشة والشاليهات البحرية في المناطق الدافئة في تهامة يؤكد أن الأسعار ربما ترتفع من وقت إلى آخر، خصوصا وأن هناك أعدادا كبيرة من السكان تتجه في فصل البرد إلى تلك المناطق بحثا عن الدفء، مشيرا إلى أن منطقة عسير بمرتفعاتها الجذابة الساحرة وشواطئها البحرية الجميلة تعتبر بيئة جذابة ومشجعة للاستثمارات الناجحة في مختلف المنتجات العقارية، سواء كانت شققا مفروشة أم غيرها، لاسيما أن غالبها لا تزال مناطق بكرا. وأضاف العقاري محمد العتودي أن الاستثمار في القطاع العقاري سواء في الأراضي أم الشقق المفروشة أم قطاع التأجير لم ينخفض كما يتوقع بعض الناس، بل تشهد بعض المناطق ارتفاعات كبيرة في الأسعار وخصوصا منطقة عسير، والأسعار خلال الأعوام الماضية للشقق المفروشة والفندقية والاستراحات في المناطق الساحلية ترتفع من وقت إلى آخر، فمثلا أسعار الغرف في منطقة الدرب تتراوح بين 200 و 300 ريال، فيما تقدر أسعار الغرف الفندقية أكثر من ذلك بقليل، فيما تقدر أسعار الشقق في منطقة الدرب نفسها 600 ريال، بينما الشقيق القريبة من البحر تراوح أسعارها بين 800 و 2000 ريال، وذلك بحسب قربها أو بعدها من البحر، وكذلك في مركز البرك والحريضة التي تتبع منطقة عسير. وأشار إلى أن أوقات الإجازات الأسبوعية والسنوية في فصل الشتاء هي الفترات التي ترتفع فيها الأسعار نتيجة الطلب المتزايد، أما الأيام العادية وخصوصا في فصل الصيف فينخفض السعر إلى أكثر من النصف، متطلعا إلى أن تكون هناك مشاريع ضخمة وكبيرة في الدرب والحريضة والشقيق والبرك، حتى تسهم جميعها في الرفاهية وخفض الأسعار المرتفعة، وأن يقود ذلك رجال الأعمال البارزون من كبار العقاريين والمستثمرين إلى تنفيذ مشاريع سياحية وسكنية في تلك المناطق.