سجّلت أسعار الشقق والفلل المفروشة في تهامة منطقة عسير، ارتفاعات كبيرة خلال فصل الشتاء، إذ وصل سعر بعضها إلى أكثر من 800 ريال في اليوم الواحد، على رغم بُعدها عن شاطئ البحر الذي يفضله معظم الباحثين عن سكن في المناطق المطلة على البحرويتجه الكثير من الناس إلى تهامة مع انخفاض درجة الحرارة، وبرودة الطقس في منطقة عسير، متخذين من محافظة محايل عسير ومنطقة رجال ألمع ومنطقة الدرب والبرك والحريظة مناطق يقضون فيها إجازاتهم الأسبوعية، واستئجار شقق مفروشة أو فلل جاهزة. واشتكى عدد كبير من هؤلاء المواطنين من غلاء أسعار تلك الشقق والفلل، على رغم عدم إطلالها على البحر الأحمر أو مواقع فائقة ومميزة، وهو ما جعل البعض ينادي بمراجعة الأسعار، ووضع حد لارتفاعها المستمر، وزيادة الاستثمارات الكبيرة لتوسعها، ومن ثم المساهمة في هبوطها. وقال المستثمر فؤاد عسيري إنه يأمل من الجهات المختصة ذات العلاقة بوضع تسهيلات مهمة، حتى يتمكّن مع رجال أعمال آخرين من استثمار واسع في نظام الشقق والفلل المفروشة، مشيراً إلى أن لديه كامل الاستعدادات من الوقت الحاضر للانطلاق باستثمار طويل الأجل، من خلال بناء شقق وفلل سكنية مفروشة وراقية، لتلبية الطلب الكبير على هذه النوعية من المنتجات من مرتادي تهامة في فصل الشتاء، خصوصاً أنهم يعتبرون تلك المناطق مشتى لهم، هرباً من البرد القارس في منطقة عسير، وأكد أنه في حال وجود تسهيلات كبيرة من الجهات المختصة تتمثل في توفير أراض مناسبة، وبإيجار مناسب، إضافة إلى سرعة إنهاء الإجراءات اللازمة من عمالة وغيرها، فإن لديه القدرة على إنشاء استثمار طويل، يوفر السكن المناسب والفاخر بأسعار مناسبة لا تتجاوز 300 ريال للشقة في جميع الأوقات والظروف، خصوصاً أن هناك طلباً كبيراً على السكن في تلك المناطق. ولفت عسيري إلى أن المناطق الواقعة في تهامة ما زالت بحاجة الى مشاريع سياحية، سواء في القطاع الفندقي أو الشقق المفروشة أو الفلل وغيرها من شاليهات وجلسات، تلبي الطلب المرتفع على تلك المنتجات، مشيراً إلى أن فصل الشتاء ترتفع فيه نسبة الإشغال في الشقق والفلل والشاليهات بنسب كبيرة، حتى إن الطلب يفوق العرض، ما جعل بعض الأشخاص الميسورين يتجه إلى تملك بيت في هذه المناطق للإقامة فيه وقت الشتاء، خصوصاً في الإجازات الدراسية وإجازة نهاية الأسبوع. من جهته، قال رئيس اللجنة العقارية في الغرفة التجارية الصناعية في أبها سعيد الهاجري، إنه يأمل من كل الجهات الحكومية ذات العلاقة بتوفير المناخ الاستثماري المناسب لكل رجال الأعمال في القطاع العقاري وكذلك في القطاع التجاري، وذلك بإزالة العقبات التي تعترض أي مستثمر في أية منطقة، سواء كانت في تهامة أو في منطقة عسير، مشيراً إلى أن المساهمة في تشجيع المستثمرين ورجال الأعمال، والشباب منهم على الخصوص، ستسهم في الارتقاء بالعقار والتجارة، وتنتج من ذلك مشاريع استثمارية راقية تلبي حاجات الناس في تلك المناطق. ولفت الدكتور علي الشعبي إلى أن محافظة الدرب القريبة من ساحل البحر الأحمر تستحق المزيد من المشاريع الاستثمارية الجبارة التي تلبي حاجات أصحاب المنطقة وزائريها، مشيراً الى ان ذلك يأتي كونها واحدة من أهم المحافظات في منطقتي عسير وجازان، نظراً لموقعها الاستراتيجي الفعال وموقعها في المثلث الواصل بين جازان وأبها وجدة، وهي منقطة استراتيجية فعالة جداً، ومن المهم تنشيط هذه المنطقة سياحياً وتجارياً، مشيداً باهتمام أمير منطقة جازان بالمحافظة. وتعيش مناطق تهامة عسير منذ بداية فصل الشتاء أجواء نشطة من حركة الباحثين عن الدفء في بطون الأودية وعلى السواحل البحرية امتداداً من محافظة محايل عسير ورجال ألمع ومركز الحريضة إلى الشقيق ومنطقة جازان، ما جعل هناك ارتفاعاً كبيراً لإشغال الشقق والمراكز السكنية، بنسبة تتجاوز 100 في المئة.