ينتعش سوق العقار خصوصاً الطلب على الشقق السكنية المفروشة في المناطق الساحلية التابعة لمنطقة عسير، ومنها الدرب والحريضة والبرك والشقيق ومثلث رجال ألمع، وجميعها تشهد طلباً كبيراً على الشقق السكنية في فصل الشتاء، ما يتسبب في ارتفاع الأسعار، إذ يبلغ سعر الغرفة العادية نهاية الأسبوع أيام الخميس والجمعة والسبت أكثر من 300 ريال، فيما يبلغ سعر الغرفتين فقط 600 ريال، ويبلغ سعر الغرفتين والمسبح 800 ريال لليوم الواحد، ويصل سعر الشقة متوسطة الحجم من 1500 إلى 2000 ريال في اليوم، خصوصاً التي تقع في أماكن مواجهة للبحر الأحمر. وتتقلص أسعارها نحو النصف بعض الأحيان خلال الأيام العادية، إذ يتراجع سعر الغرفة الواحدة من 300 ريال إلى 150 ريالاً، ومن 800 ريال للغرفتين والمسبح إلى 600 ريال، وفي بعض الأوقات تصل إلى 400 ريال بحسب الطلب. وأكد عدد من العقاريين أن الاستثمارات العقارية في بناء المزيد من الشقق المفروشة والغرف والمساكن والشاليهات وغيرها تتزايد، خصوصاً في ظل الطلب المرتفع عليها في فصلي الشتاء والربيع، اللذين يشهدان هجرة كبيرة من سكان المناطق المرتفعة في عسير إلى السواحل والمناطق المنخفضة في تهامة. وقال العقاري حسن آل حمدان إن قلة العرض مقارنة بالطلب المتزايد على الشقق السكنية المفروشة والشاليهات البحرية في المناطق الدافئة في تهامة يؤكد أن الأسعار ربما ترتفع من وقت إلى آخر، خصوصاً وأن هناك أعداداً كبيرة من السكان تتجه في فصل البرد إلى تلك المناطق بحثاً عن الدفء، مشيراً إلى أن منطقة عسير بمرتفعاتها الجذابة الساحرة وشواطئها البحرية الجميلة تعتبر بيئة جذابة ومشجعة للاستثمارات الناجحة في مختلف المنتجات العقارية، سواء كانت شققاً مفروشة أم غيرها، لاسيما أن غالبها لا تزال مناطق بكراً. من جهته، قال العقاري محمد سعيد أبوملحة إن الاستثمار في القطاع العقاري سواء في الأراضي أم الشقق المفروشة أم قطاع التأجير لم ينخفض كما يتوقع بعض الناس، بل تشهد بعض المناطق ارتفاعات كبيرة في الأسعار وخصوصاً منطقة عسير، وأضاف أن الأسعار خلال الأعوام الماضية للشقق المفروشة والفندقية والاستراحات في المناطق الساحلية ترتفع من وقت إلى آخر، فمثلاً أسعار الغرف في منطقة الدرب تراوح بين 200 و300 ريال، فيما تقدر أسعار الغرف الفندقية أكثر من ذلك بقليل، فيما تقدر أسعار الشقق في منطقة الدرب نفسها 600 ريال، بينما الشقيق القريبة من البحر تراوح أسعارها بين 800 و2000 ريال، وذلك بحسب قربها أو بعدها من البحر، وكذلك في مركز البرك والحريضة التي تتبع منطقة عسير. وأشار إلى أن أوقات الإجازات الأسبوعية والسنوية في فصل الشتاء هي الفترات التي ترتفع فيها الأسعار نتيجة الطلب المتزايد، أما الأيام العادية وخصوصاً في فصل الصيف فينخفض السعر إلى أكثر من النصف، متطلعاً إلى أن تكون هناك مشاريع ضخمة وكبيرة في منطقة الحريضة، ومنطقة والشقيق والبرك وحتى في جازان، حتى تسهم جميعها في الرفاهية وخفض الأسعار المرتفعة، وأن يقود ذلك رجال الأعمال البارزون من كبار العقاريين والمستثمرين إلى تنفيذ مشاريع سياحية وسكنية في تلك المناطق. من جهة أخرى، يقول رجل الأعمال عبدالله الشهراني إن الأسعار مرتفعة في تلك المناطق على رغم أن الخدمة ضعيفة ومتواضعة، مشيراً إلى أن قانون العرض والطلب يلعب دوراً كبيراً في الأسعار، إذ إن الطلب أعلى من العرض على السكن في تلك المناطق في فصل الشتاء. وطالب هيئة السياحة في عسير بالمبادرة لخلق فرص استثمارية حقيقية في المناطق الساحلية على البحر الأحمر، لاسيما أن السياحة لم تقدم أي شيء مفيد للمنطقة طوال الأعوام الماضية وكان دورها سلبياً للغاية، لافتاً إلى أن التغيير الطيب الذي جرى في إدارة القطاع السياحي في المملكة أسهم في تتغير العقلية القديمة المتمثلة في فرقعات إعلامية لا وجود لها، متطلعاً إلى أن نشاهد مبادرات حقيقية تشجع المستثمر في عمل استثمارات سياحية قوية في تلك المناطق. نسبة الإشغال في مناطق تهامة «شتاء» جاوزت ال 150 في المئة أكد مستثمر في قطاع الشقق المفروشة أن مناطق تهامة عسير شهدت منذ بداية فصل الشتاء ازدحاماً وطلباً كبيرين على المجمعات والشقق المفروشة تجاوزت نسبته أكثر من 150 في المئة. وقال المستثمر عبدالله الشهري إن معظم سكان منطقة عسير يتجهون كل فصل شتاء إلى هذه المناطق الدافئة، ما يرفع الطلب على الشقق المفروشة والفنادق والشاليهات بشكل كبير، إضافة إلى أنها تعتبر الفترة الذهبية للكثير من المستثمرين لتحقيق عوائد مجزية لمشاريعهم. وأكد أن قلة المشاريع السكنية والسياحية في تلك المنطقة أسهمت بشكل كبير في رفع الأسعار، إذ نجد كثيراً من الأسر تحجز بعض الشقق لمدة تزيد على ثلاثة أشهر بحثاً عن الدفء والراحة في تلك المنطقة. وأوضح الشهري أن هناك وحدات سكنية عبارة عن شاليهات متوافرة على ساحل البحر وفلل كبيرة، إذ تتجاوز إيجاراتها في اليوم الواحد أكثر من 800 ريال، ومع ذلك فهي تشهد إقبالاً كبيراً، خصوصاً أن الطلب أكثر من العرض في تلك المنطقة. ولفت إلى أن هناك مستثمرين قاموا بإنشاء منتجعات سياحية قريبة من الشواطئ البحرية وتشهد طلباً كبيراً من مختلف الفئات، خصوصاً العوائل، وعلى رغم أن أسعارها مرتفعة، إلا أن نسبة الإشغال فيها تتجاوز 100 في المئة.