يرعى صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز ولي ولي العهد، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء غدا المؤتمر العلمي الثاني لكلية الاقتصاد والإدارة في جامعة الملك عبدالعزيز الذي تنظمه الكلية، بالتعاون مع الشريك المنظم مركز الخليج للأبحاث. تستمر فعاليات المؤتمر ثلاثة أيام، ويتحدث فيها صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد الله وزير الحرس الوطني، حيث يلقي ورقة علمية في جلسة « دور المؤسسات العسكرية والأمنية في الاقتصاد الوطني» بعد غد الأربعاء . كشف ذلك مدير جامعة الملك عبدالعزيز في جدة الأستاذ الدكتور أسامة بن صادق طيب في مؤتمر صحفي عقده في مكتبه أمس، وقال خلاله «إن الأمير مقرن سوف يفتتح المؤتمر بكلمة كريمة ستكون نبراسا ومنطلقا لهذا المؤتمر الهام الذي سيشارك فيه صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد الله بورقة علمية يلقيها في ثاني أيام المؤتمر» موضحا أن أيام المؤتمر الثلاثة تضم 18 جلسة رئيسية، وعلمية، يتحدث خلالها 100 متحدث ومشارك ومعقب ومقدم مداخلة. ومتوقعا أن يشارك بالحضور أكثر من ألف شخص من المسؤولين، الأكاديميين، والقطاع الخاص، مشيرا إلى أن المؤتمر الذي يحمل عنوان (الاقتصاد الوطني: التحديات والطموحات) هو النسخة الثانية من سلسلة متصلة تعقد بشكل دوري كل عامين بالتعاون بين الكلية ومركز الخليج للأبحاث، وأن المؤتمر أصبح علامة مضيئة في مسيرة الجامعة والكلية. فرغم قصر الفترة الزمنية التي انطلق خلالها إلا أنه أصبح مؤتمرا مهما للجامعة، وللقطاع الاقتصادي بأكمله على مستوى المملكة وخارجها ويتجلى ذلك في الدعم الكريم من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وفي الرعاية الكريمة من سمو ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وحضور سمو وزير الحرس الوطني، وكذلك مشاركة نخبة من كبار المسؤولين من مختلف الوزارات وأيضا مشاركة القطاع الخاص ورعايته له، ومشاركة نخبة من الباحثين المتميزين من كثير من دول العالم . 6 محاور و12 جلسة وأوضح الدكتور أسامة طيب أن المؤتمر يشهد مناقشة 6 محاور رئيسية هي: (جلسات متخذي القرار) وهذه المحاور هي: الطاقة المتجددة، قطاع النقل، دور المؤسسات العسكرية والأمنية في الاقتصاد الوطني، سوق العمل والعمال في المملكة، الوقف ودوره في الاقتصاد الوطني، قطاع الصحة ودوره في الاقتصاد الوطني. ويشهد المؤتمر بالتوازي 12 جلسة علمية أو ورشة عمل، مؤكدا أنه سبق المؤتمر إعداد مكثف، بمشاركة من عميد كلية الاقتصاد والإدارة الدكتور أيمن بن صالح فاضل، وأعضاء هيئة التدريس في الكلية، وأعضاء اللجان التحضيرية والتنفيذية والإشرافية وغيرها، بالتعاون مع الشريك المنظم مركز الخليج للأبحاث برئاسة الدكتور عبد العزيز بن عثمان بن صقر، وكفاءات علمية متخصصة في هذا المركز المتميز الذي سبق وأن وقع مذكرة تعاون مع الكلية، وشارك في تنفيذ النسخة الأولى من المؤتمر عام 2012، معربا عن أمله في نجاح المؤتمر . توصيات المؤتمر وحول توصيات المؤتمر والرفع بها إلى متخذي القرار للاستفادة منها قال مدير الجامعة «إن هذا هو دأب الجامعة عند تنفيذ كافة المؤتمرات والندوات، حيث تقوم الجامعة برفع التوصيات إلى كافة الجهات المعنية والقطاع الخاص، لكن ليس من دور الجامعة متابعة التنفيذ أو العمل بهذه التوصيات، إلا أنها تعود بالتذكير بها عند عقد فعاليات تالية»مشيرا إلى أن الجامعة لديها نهج واضح وراسخ في وضع البحث العلمي في خدمة المجتمع، وأغراض التنمية الشاملة والمستديمة، بما يجعل البحث العلمي جزءا أصيلا من أركان التنمية، وبما يحقق الرفاهية للمواطن، ويجعل التعليم في خدمة العم، ومن ثم يكون الخريج قادرا على الانخراط في سوق العمل أي بما يسهم في توطين الفرص الوظيفية القائمة على توفير كفاءات وطنية مدربة ومؤهلة بما يناسب احتياجات سوق العمل ولا سيما القطاع الخاص، وبما يسهم أيضا في زيادة معدلات النمو للقطاع الخاص، وفتح مجالات استثمارية جديدة، لافتا إلى أن الاقتصادات الحديثة تقوم على البحث العلمي وليس بمعزل عنه، وأن العالم بأسره خاصة الدول المتقدمة تسعى إلى توطين اقتصاديات المعرفة، وهذا ما تتجه إليه المملكة وما تعمل عليه حكومتنا الرشيدة من أجل رفاهية المواط، ومن ثم ما تسهم به جامعة المؤسس، باعتبارها مؤسسة علمية متميزة ضمن جامعات المملكة الأخرى التي قطعت شوطا وشأوا كبيرا وبعيدا على درب البحث العلمي الجاد والمهم. ودعا د. طيب إلى المزيد من التعاون بين الجامعة والقطاع الخاص لتحقيق المزيد من التعاون المثمر والبناء، مشيدا بتجربة الشراكة العلمية والتعاون المفيد بين جامعة المؤسس، ومركز الخليج للأبحاث الذي وصفه بأنه مؤسسة سعودية مستقلة مهمة حققت العديد من النجاحات في الداخل والخارج. نجاح كبير من جهته، توقع عميد كلية الاقتصاد والإدارة الدكتور أيمن بن صالح فاضل نجاحا كبيرا للمؤتمر، موضحا أن هذا التوقع مستمد من اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله ودعمه ومؤازرته له، ومن الرعاية الكريمة من صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز، ومشاركة صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد الله، وكذلك حضور كوكبة من المسؤولين والباحثين الجادين الذين قدموا أكثر من 100 بحث علمي في المحاور الستة جميعها تناقش واقع ومستقبل الاقتصاد الوطني السعودي، وقد قامت اللجنة العلمية بتدقيق وفرز هذه الأبحاث، طبقا لقواعد البحث العلمي المتعارف عليها، وتم اختيار 52 بحثا من بين هذه الأبحاث التي تم تقديمها من داخل المملكة ومن الخارج، لافتا إلى أن هذه الأبحاث معنية بواقع الاقتصاد الوطني والتحديات التي تواجهه، وكيفية التغلب عليها وتجاوزها بطرق علمية دقيقة، وبما يتناسب مع الإمكانيات والموارد المتاحة وما نصبو إليه، ونطمح إلى تحقيقه، موضحا أن كلية الاقتصاد في جامعة المؤسس سوف تستمر في تنظيم هذا المؤتمر الذي أصبح علامة مميزة ضمن الأنشطة المتميزة للكلية. وفي سؤال ل «عكاظ» حول كيفية انطلاق فكرة المؤتمر، والأهداف التي يسعى إلى تحقيقها، أوضح د.أيمن فاضل أن هذا هو المؤتمر الثاني الذي تعقده كلية الاقتصاد والإدار، وأن المؤتمر سيعقد سنويا ويتم من خلاله مناقشة أبرز المتغيرات الاقتصادية، ومحاولة معالجتها، وطرح الحلول المناسبة من خلال المخرجات العلمية، والبحوث، لتكون التوصيات قريبة من الواقع، ويمكن تطبيقها. تعاون بناء من جانبه، أشاد الدكتور عبد العزيز بن صقر رئيس مركز الخليج للأبحاث بالتعاون بين جامعة المؤسس والمركز وقال «إن كلا الجانبين يعتبر البحث العملي ضرورة للتقدم والرقي، وأن العلم في خدمة الجمي، وأن الحياة الحديثة للدول والشعوب لابد أن تقوم على أسس علمية بعيدا عن الارتجال والعشوائية»، موضحا أن المركز ومنذ أن تأسس مع مطلع الألفية الميلادية الثالثة يعمل جاهدا على توظيف الدراسات والبحوث والمؤتمرات والنشر وغير ذلك في خدمة المملكة، ومنطقة الخليج . وحول المؤتمر، أوضح أن المركز والكلية بذلا الكثير من الجهد والوقت لكي يحقق المؤتمر في نسخته الثانية النجاح الذي حققته النسخة الأولى، برعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله مشيرا إلى أن المركز وجد كل الدعم و التأييد من جميع الجهات، وقد تكلل هذا الدعم بتشريف صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز، راعيا ومتحدثا لهذا المؤتمر، وتشريف صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز متحدثا في جلسة هامة وهي دور المؤسسات العسكرية والأمنية في الاقتصاد الوطني. وأضاف: أن النجاح يضعنا أم تحد من نوع آخر، وهو كيفية الحفاظ على هذا النجاح والاستمرار فيه، وهذا ما يجعلنا نفكر جيدا في تنويع مصادر الدخل، وتوسيع القاعدة الاقتصادية وهذا ما يناقشه المؤتمر، وأن أحد أبرز الأهداف التي يسعى إليها المؤتمر هو تذليل الصعوبات في مختلف القطاعات الاقتصادية، وتعزيز الشراكة والتعاون بين القطاع الخاص والقطاع العام، مؤكدا حرص الدولة على التعاون مع القطاع الخاص بما يحقق المصلحة العامة، ويعزز الاقتصاد الوطني. موضحا أن دور البحوث هو تحديد المشكلات والتحديات، ومن ثم طرح الحلول الملائمة. وأكد أن أهم المبادرات التي ساهمت في التنمية الوطنية هي المبادرات التي قدمها الملك حفظه الله في مجال التعليم والصحة والإسكان، والمبادرات الأخرى التي كان لها الدور الأكبر، فيما تشهده المملكة حاليا من تقدم وازدهار في كافة القطاعات والمجالات. جدول الأعمال يبدأ المؤتمر مساء غد جلسته الافتتاحية بكلمة صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء راعي المؤتمر، تليها كلمة مدير الجامعة، وكلمة عميد كلية الاقتصاد والإدارة، ثم كلمة القطاع الخاص يلقيها المهندس يحيى بن لادن، وكلمة رئيس مركز الخليج للأبحاث، لتجري في نهاية المؤتمر مراسم تكريم المشاركين في تنظيم المؤتمر والرعاة.