يعاني سكان وادي مر الظهران جنوبي محافظة الجموم من انتشار سوسة الشعير في منازلهم، نظرا لأن هناك مستودعا للأعلاف بجوار منازلهم. وأجمع عدد من سكان الوادي أن معاناتهم مع السوسة المتطايرة تلازمهم منذ عشرات السنين ورغم مطالبهم المتكررة للجهات المختصة وفقا لأقوالهم إلا أن الوضع مازال قائما ولا حلول تلوح في الأفق لتجنب خطر السوس الذي يدهم منازلهم يوميا. «عكاظ» زارت قرى الوادي ورصدت استغراب الأهالي من هذه الآفة التي ظلت تكتم على أنفاس القرية. بداية أوضح خالد الجحدلي بقوله «نعاني من آفة السوس المتطاير والذي ينتشر في قريتنا منذ سنوات طويلة وأصبح يقاسمنا في المأكل والمشرب، ورغم أننا رفعنا العديد من الشكاوى ولكن ما زال الوضع محلك سر». وأضاف الجحدلي أصبحنا أكثر تخوفا على فلذات أكبادنا من كثرة انتشار السوس في القرية فالوضع لا يطاق ونخشى من انتشار الأمراض والأوبئة خاصة مع ندرة حملات فرق مكافحة الحشرات، وقد تقدمنا عدة مرات لبلدية محافظة الجموم و لكن دون جدوى». من جهته أوضح مشعل الجحدلي أن سوسة الشعير جاءت لقريتنا بعد إنشاء مستودع لتخزين وبيع الشعير وأصبحت تلال الشعير ترى من أماكن بعيدة وهي متاخمة للقرية، ويخشى على فلذات الأكباد خاصة أن بعض الأسر عمدت إلى حشو أذن الأطفال بالقطن خشية تسلل السوسة إلى طبلة الأذن وحدوث ما لا يحمد عقباه - على حد قوله. وفي نفس السياق أوضح عبد الله الصبحي من سكان قرية الزلال في وادي مر الظهران بقوله «نحن في هم لا يعلمه إلا الله وأصبح شراء المبيدات الحشرية من لوازم المنزل اليومية ولكن دون فائدة، وعلى الرغم من بعد قريتنا نسبيا عن تلال الشعير إلا أن السوس يلاحقنا في المنزل وخاصة في المطبخ ولك أن تتخيل أوعية الأرز والدقيق والسكر وخلافه، وقد أغلفت بالأكياس البلاستيكية حفاظا على سلامة موادنا الغذائية. وأضاف أن عددا من سكان قرى الوادي تقدموا بعدة شكاوي لبلدية محافظة الجموم يطالبون فيها بوضع حد لهذه المعاناة ولكن دون جدوى. وقال عادل البشري «عادة ما تقوم شركة الشعير بتقليب كميات الشعير في الهواء الطلق مخلفة غبارا يغلف المنطقة بأكملها وعند ذلك تنشط حساسية الصدر لدى الأشخاص المصابين بالأمراض الصدرية كالربو وغيره. وأضاف، أن للسوس قرصات مؤذية، وخاصة الأطفال والذين تعلو صرخاتهم حينما يقرصهم السوس. وفي نفس السياق قال محمد البشري، من المشاهد اليومية التي نراها أن الأطباق اليومية التي نعدها تزينها حبات السوس والذي بدوره يكبد الأسر مصروفا إضافيا يخصص للمبيدات الحشرية. وأضاف البشري بقوله «ابنة أحد جيراننا تعرصت لقرصات حشرة السوس في إحدى عينيها ما أدى إلى التهابها مخلفاً احمرارا وتهيجا شديدا للعين، ولذلك أحرص على بقاء أبنائي داخل المنزل لفترات طويلة حرصا مني على حمايتهم من هجمات السوس المفاجئة». واختتم حديثه بأن الأهالي يطالبون بضرورة نقل المستودعات لمناطق أخرى بعيدة عن المجمعات العمرانية. «عكاظ» بدورها هاتفت منصور الجهني رئيس بلدية الجموم الفرعية فقال إن هناك شكاوي قدمها أهالي قرية الدوح وقرية الزلال بشأن سوسة الشعير وانتشارها في المنطقة وعلى الفور جرى تشكيل لجنة مكونة من بلدية الجموم ووزارة الزراعة وصحة البيئة ومصلحة الأرصاد وحماية البيئة والشؤون الصحية ومندوب من محافظة الجموم وتوصلت إلى إلزام مالك المشروع باستخدام الإجراءات الاحترازية والمتمثلة في رش المنطقة المحيطة بالأعلاف باستمرار واقترحت اللجنة تفويض مكتب فرع وزارة الزراعة بمتابعة المشروع بصفة مستمرة وإلزام مالك المشروع بمراجعة الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، كما أوصت اللجنة بالاجتماع الدوري لمتابعة سير مكافحة سوسة الشعير. وأضاف الجهني، أن إدارته تعمل جاهدة على مكافحة هذه الآفة عبر فرق الرش لكافة محافظة الجموم والقرى المتضررة بشكل خاص.