اشتكى عدد من سكان قرية الزلال والأحياء المجاورة لها بمحافظة الجموم من الضرر الواقع عليهم جراء استمرار غربلة وتخزين وتعبئة الشعير بجوار مساكنهم، مشيرين إلى أن غباره لوث أجواءهم وتسبب في إثارة الحساسية وتفشي الربو بينهم. وقالوا: إن أنواعًا من الحشرات الطائرة والزاحفة لم تكن معروفة سابقا بدأت في الظهور والتزايد بعد إنشاء صومعة الشعير وانتشرت داخل منازلهم ومساجدهم والتصقت بأثاثهم لتسرق النوم من أعينهم وتفقدهم خشوعهم في صلاتهم. وبيّنوا أن هذه الحشرات تسببت في هجرة بعض أهل القرية بعد تعذر شفاء أفرادهم من الامراض التي أصابتهم. وطالبوا بلدية الجموم والجهات المعنية بصحة وحماية البيئة وجميع الجهات ذات الصلة بنقل مخازن الشعير بعيدًا عن قريتهم لرفع الضرر عنهم. خلصونا من الصومعة “المدينة” التقت عددًا من السكان واستمعت لشكاواهم، وكانت البداية مع عبدالحميد بن عايد الكحيلي الذي قال: يوجد في قرية الزلال والأحياء من حولها نحو 300 أسرة مستقرة منذ أكثر من 53 عاما، عشنا 43 سنة، ونحن نشعر بالراحة ولا يوجد ما يكدر صفو حياتنا، إلا أن العشر السنوات الاخيرة انقلبت فيها حياة الناس إلى شقاء وبلاء وقلق بعد أن قام أحد التجار بإنشاء صومعة لغربلة وتعبئة وتخزين الشعير مما أوقع بنا ضررًا واضحًا، ونحن نناشد المسؤولين في جميع الجهات ذات الصلة بإنقاذنا مما نحن فيه وتخليصنا من هذه الصومعة الخطيرة. لجنة لتقييم الوضع ويواصل الحديث يوسف محمد الظاهري بقوله: لم أكن أتوقع في يوم من الايام أن يجبر أهلي وأبنائي على هجر قريتي والابتعاد عن مسكنهم بعد أن قضوا فيه معظم سنوات حياتهم، إلا أن ذلك حدث بالفعل بعد أن تعذرت الحياة في أجواء القرية الملوثة، التي أصابتهم بالحساسية والربو بسب الغبار المتطاير من صومعة الشعير ومن أذى الحشرات المتناهية في الصغر، التي تنتشر في كل مكان، وما نرجوه تكوين لجنة من المختصين يقيمون الوضع ويتخذون التدابير الكفيلة برفع الضرر والخطر بما يمكن الاهالي من العودة إلى قريتهم والعيش فيها. أمراض الجهاز التنفسي وذكر سعد بن عايد الكحيلي أن صومعة الشعير لم يتوقف ضررها على إثارة الغبار وتلويث أجواء القرية خلال العشر السنوات الأخيرة فحسب، بل تسببت في ظهور أنواع من الحشرات لم تكن معروفة للاهالي في السابق تبين فيما بعد أنها آتية من هذه الصومعة المجاورة لمنازلهم، ورغم محاولات التقليل من الاثار والاضرار التي تركتها تلك الصومعة بتكثيف استخدام المبيدات الحشرية، إلا أن ذلك جاء بنتائج عكسية تمخض عنها تفشي أمراض الجهاز التنفسي، حيث تضاعف عدد المصابين به مقارنة بالسنوات التي سبقت إنشاء الصومعة، فالوضع لا يحتمل والحياة لا تطاق في ظل بقاء الخطر وبات من الضروري تدخل الجهات المعنية ونقل مصدر الغبار وموطن السوس بعيدا عن الاحياء السكنية. وتساءل “أليس من حق ثلاثمائة أسرة أن تعيش في قريتها واحيائها طالما أنها سبقت الشعير وسوسه ب 43 عاما؟! أم لدى البلدية معادلات واحتمالات أخرى جديدة، نأمل ألا يكون الامر كذلك”. تهجير الإنسان وتوطين السوس وشكى عدد من المصلين منهم عبداللطيف عبدالمعطي الكحيلي من الاذى الكبير الذي تسبب فيه انتشار السوس داخل المساجد وحرمانهم من أداء صلواتهم بخشوع وتدبر، زد على ذلك دخوله إلى منازلهم والتصاقه بأثاثهم وملابسهم، وطالبوا المسؤولين بالتدخل وايجاد حل مناسب إذ ليس من المعقول “تهجير الانسان وتوطين السوس”. وأكدوا أن سبب وجود الغبار والسوس هو وجود كميات كبيرة من الشعير جاءت بها شركات متخصصة في الاعلاف وقامت بتخزينها على بعد أمتار من القرية، وعودة حياة الناس الى طبيعتها مرهونة بنقل تلك الصومعة. البلدية والمجلس البلدي من جانبه ذكر رئيس بلدية الجموم أنه غير مخول بالتصريح حول هذا الموضوع، فيما أوضح رئيس المجلس البلدي أن المجلس مستعد لمناقشة ما يدخل في نطاق اختصاصه متى تقدم الاهالي بشكاواهم له.