أبدى سكان قرية الزلال (إحدى قرى وادي فاطمة جنوبي الجموم) تخوفهم من انتشار الأمراض الصدرية جراء أعمدة الغبار المتطاير من الشاحنات العابرة على الطريق الذي يربط بين ضفتي القرية، كما أبدى الأهالي استغرابهم من عدم تجاوب شركات الاتصالات والمجمع القروي بالجموم لمطالبهم المتكررة بتمديد شبكة للهواتف الثابتة، وكذلك ضعف تغطية شبكة الجوال لقريتهم الصغيرة وانقطاعه الدائم رغم رسوم الخدمة على حد قولهم. أجمع الأهالي أن القرية تعاني من تراكم النفايات لأيام أو أسابيع على حد وصفهم، مطالبين في الوقت نفسه بإيقاف شلال الدماء المنهمر على ضفاف الطريق الذي يربط بين جدة ومحافظة الجموم والذي يشهد حوادث دهس مميتة راح ضحيتها طلاب المدارس وكبار السن، إضافة إلى إنشاء حديقة عامة في القرية. وأوضح الأهالي أن مياه الشبكة في بعض الاحيان تنقطع عنهم لأشهر متصلة، ما يكبدهم عناء طوابير تحلية المياه واستغلال أصحاب الصهاريج بالاضافة لافتقار القرية لمركز صحي يخفف من آلامهم ويسعف مصابيهم. «عكاظ» زارت قرية الزلال التي يفصلها الطريق الدولي الرابط بين جدة والخليج العربي إلى نصفين والتقت بسكانها ورصدت المشاهد اليومية للقرية. وفي هذا السياق يقول محمد البشري «تعودنا على مشاهدة أكوام النفايات في أركان القرية وفي بعض الأحيان تتكدس لأسبوعين ما يتسبب في انتشار الذباب والحشرات في القرية وقد خاطبنا المجمع القروي بمحافظة الجموم ولكن دون فائدة». وأضاف أن هناك أراضي بيضاء ذات مساحات شاسعة نتمنى تخطيطها وتوزيعها كمنح للمواطنين. من جهته، أوضح ماجد المحمادي أن «القرية تعيش على هدير الشاحنات الذي لا يتوقف ليل نهار وعلى الطريق الذي يقسم قريتنا لقسمين وهنا مكمن الخطر حيث تتوزع الخدمات بين جانبي القرية وأطفالنا يعبرون الطريق للوصول إلى مدارسهم في الجانب الآخر ما يؤدي إلى تعرضهم للدهس». من جانبه، أوضح عبد الرحمن البشري أن «البعوض يقاسم أهالي القرية حياتهم اليومية وأصبح جزءا من ملامح الزلال بسبب انعدام تصريف مياه السيول وقلة فرق الرش، كما أن هناك معاناة اخرى تتمثل في سفلتة الشوارع الداخلية للقرية خاصة أن الكثيرين من سكان القرية يعانون من أمراض التنفس كالربو والأمراض الصدرية جراء الغبار المتطاير بسبب جنون السيارات المسرعة داخل القرية». وأضاف «الأهالي يطمحون إلى استكمال مشروع الإنارة الداخلية القرية، فضلا عن تقوية شبكة الجوال لأن هواتفهم النقالة تعيش في حالة صمت باستمرار». وقال نافع البشري إن تكدس النفايات يحرج أهالي القرية مع ضيوفهم، داعيا في الوقت نفسه إلى ضرورة تغيير مسار الشاحنات التي تحصد أرواح أبناء القرية أو بناء جسر يقيهم من حوادث الدهس المؤلمة خاصة أن القرية تفتقد لمركز إسعاف أو مركز صحي يباشر هذه الحوادث مستشهدا بحالات كثيرة وقعت على الطريق العام، وألمح البشري إلى «ضرورة تعبيد طرق وشوارع قرية الزلال مثلها مثل القرى الأخرى بوادي فاطمة، ورفع أكوام النفايات بشكل يومي لحمايتنا من تكاثر الحشرات التي تهدد صحتنا وصحة أطفالنا». أما حسين البشري فأوضح أن «الطريق يحتاج لمركز إسعاف نظرا لما يشهده من حوادث مؤسفة»، موضحا أن «من ضمن المطالب التي نتمناها من الجهات ذات الاختصاص تشييد جسر للمشاة يربط بين ضفتي القرية حفاظا على سلامة فلذات الأكباد وكبار السن من حوادث الدهس». من جهته قال المهندس منصور الجهني رئيس المجمع القروي بالجموم إن إدارته تسعى لتلبية احتياجات المواطنين وتسعد بالتواصل معهم عبر الاتصال مباشرة برئيس المجمع القروي أو بالمجلس البلدي لمحافظة الجموم، أما في ما يخص أعمال النظافة فسوف تتحسن خلال الأشهر المقبلة وذلك بعد ترسية عدة عقود على مقاولين عدة لأعمال النظافة بمكةالمكرمة والمحافظات والقرى التابعة. ومن جهة أخرى قال المهندس ياسر الحربي مدير إدارة المشاريع بمحافظة الجموم «لا يوجد حاليا جسور مشاة بقرية الزلال وهذا المشروع غير موجود بالخطط المستقبلية ولا مانع للبلدية من التنفيذ بعد موافقة الجهات المختصة والمجلس البلدي»، أما في ما يخص إنشاء حديقة لقرية الزلال «فنأمل من الأهالي تخصيص موقع متاح ليتم تخصيصه وتنفيذ حديقة فيه». أما بخصوص السفلتة فهناك مقاول متعثر وجار استكمال اجراءات سحب المشروع منه. ومن جهة أخرى أفاد مصدر مطلع بهيئة الهلال الأحمر السعودي أنه لا مانع لدى الهيئة من إنشاء مركز للهلال الأحمر إذا تقدم أهالي والدي فاطمة بالطلب لدى إدارة المشاريع بالهيئة مع ضرورة تخصيص أرض لإنشاء مركز يخدم وادي مر الظهران وسالكي طريق الجموم-حداء.