تهفو القصيدة للذهاب إلى النهار يكون ليل فضة منحوتة في عتمة الأشياء صوت ناعم والمخمل العفوي يضحك في الجوار قنافذ في الحقل تسرح دقة منعوفة في صخرة التكوين تهتف للأزاميل الرشيقة دفتر، ألوانه من حنطة الموال خمر، كلما ذابت على شفتيه ساقية، ترنح، أو تعتق في السؤال كتب لأشعار معلقة على نصل القرون منازل في الأفق ألوان على ريش القصيدة طائر بحري ينعس قرب شاطئه سمك تذهبه الغواية ثم يمضي في المياه إلى حقيقته وحين نراه مكتسيا بملح البحر، نلفظه ونمنحه نياشين الغياب لأننا سمك هنا ينساه من عرفوه في مدن السراب (أنا وحيد نائم بين القوافي لا أرى أحدا ولست منظما في الانتظار أفك عن جسدي نهايات الغبار وأحتمي بالصمت في ظل القوافي) وإذا ابتعدت عن الطريق إذا رأيت لها حفيفا أو رغيفا قلت: يعرفني المكان هنا أنا، وأنا هناك وليس صوب قصيدتي أحد يفتش عن دمي غيري ، وغيري لا يرى والملح طفل لم يعد يحبو وخبزي من سلال القمح في أرق الذهول ينام تحت ظلاله حجل ودود أملس كالصحو والكلمات نائمة على طرف الطريق (ملل أنا سأم طويل في ارتقاب الموج في علب السجائر في منافضها الملولة لست وحدي هكذا ومعي أنا) أرتاح عند ملامحي مرآة صوتي لا تعرفني على صحبي الذين توزعوا في موتهم وخراف حقلي لم تعد تثغو توزعها الأنين وقيظ شمس لا نراها، حين نخرج وحدنا للحرب لكنا نغطيها بغربال الحقيقية كي ترانا (وحدنا كنا نصوب في الظلال ظلالنا لنعود من حيث ارتكبنا لذة المعنى وقدنا مع قطيع الليل أصوات العواصف كي تخبئ وحشة الكلمات كي تهفو إلى أسمائنا ولأننا من نسل غايتنا انبثقنا كان ينثرنا الهباء على الرمال على التساؤل في مغبته الوحيدة كان يمضي خاسرا في الحرب ملتبس ويقطر من أنا أحلامه صوت المغني وهو ينعس عند ساقية الأنا) لا لا يرانا في مساكننا على طرف السهول، هناك، أو حتى هنا، أحد نحب فقط ترانا الأغنيات ووحدها تنداح في وجع الكناية أو تدوخ على ترققها الخفيف لتدعي أن القصيدة لم تزل في الظل ترمح وحدها، في الماء تجرح وحدها في الموج تسبح وحدها وأنا على خوفي وحيد لم يزل منفاه اسم ساقط من صوته من موته من حقل أجداد رموا أحزانهم في القيظ والتمسوا مواسم من نعاس كي يعيدوا للحياة نصيبها فيهم ولم يدعوا إلى منازلهم سوى ليل توسل أن يعود إلى النهار إلى البهار إلى مهابيش الضحى ليعد قهوتهم ويمضي تحت قيظ جنونه ويراه طيف العابرين على التلال كأنه حلم تقدد من صخور حقيقة سيقت إلى أثلام مذبحها العتيق (لا شيء يعرفني هناك هنا أظل على شفيف الضوء أركض أتقي اسمي القليل أعيده لصوابه كي يتقيني عندما أجثو على طرف الشباك) وتوقفوا في الليل عند قصيدتي قرأوا ملامحهم وجوه الغائبين ظلالهم وهدوء أنفاس تمطت وحدها، في النص لم تكن البلاغة طفلة تحثو التراب على عيون التائهين ولم يكن أثر الكلام على الكلام حبيبة مخدوعة من عاشق يرتاح في أحلامه وتوقفت أيامه ملل يتيم نابض في قوسه وتئز تحت يديه ألياف الضجر ملل وينطق في المرايا أو يودع هجسه لنراه يركض في ملامحنا نراه على المواسم رابض ينداح فينا يكتوي بذهولنا من كل قافية تسوق قطيعها خلف الأثر كان القصيدة في توجسها وكان الالتباس على الشفاه يجول في أعصابه ليراه يكتب وحده نصا جديدا في القمر. [email protected]