محظوظ دائما هذا المنديل الذي يلامس الكف .ويبقى بجوار النبض يستمع الى هتافات النفس وهي تنطوي على الشوق ..والحنين . هذا المنديل هو الرمز الجميل الذي يحكي لنا حكايات الصهيل الذي لانسمعه ولانراه ..ولكننا نحسه لحظة أن يحمل لنا المنديل الشذى الذي في الأعماق .. واليوم نستضيف المنديل نحاوره ..ونفتح معه حكاية الشجن والاشواق : سألناه : كيف تزهو ..كيف تصنع لنفسك هذا الازدهاء في كل العيون التي ترقبك .وتركض نحوك ؟ ! قال : أنا هذه الهفهفة التي تجسد ما في النفس ..آخذ من القلب شيئا ..ومن الأعماق شيئا ..ومن هتاف النفس شيئا ..ثم أتكون انبثاقة حلوة في خاطر الزمان . أنا الأقرب الى نفس الانسان وهواه ..ولواعجه ..ما أنتشى الشعور أو ملأه الحزن الا وكنت أنا !! سألناه : لكنك أيها المنديل لم تقل لنا من أين جاء الازدهاء الرائع الذي نراه ؟ ! قال : بل قلت ..ففي حين أني الأقرب الى النفس وهتافاتها .فلابد أن أزدهي ..لابد أن أشعر بالفرح لأني الأقرب ..وربما الاحلى أيضا .. سألناه : ومتى تبلغ المرحلة القصوى من الفرح؟ قال : حين أكون مضمخاً باللقاء ..مرزوعا بالتوحد ..عندها أصبح الفاصلة الأحلى في ساحة الابتهاج وأتكون لأكون الضوء والنور والنار !! سألناه : ومتى تصبح المكتئب أو الحزين ؟؟ قال : حين أخسر التلاقي وأبحر بالبكاء ..والانكسار..فلا شيء يحزنني قدر الدموع وهي تنساب من العيون الجميلة .. سألناه : و ما أحلى الهمس بينك وبين الكف؟ ! قال : هذا الهمس هو كل العمر ..فالذي بيني وبين الكف كبير .وكثير ..جدا .. أنا الشاهد الوحيد على الدفء الذي يعكس حرارة المحبين ..وهتافاتهم وأشجانهم ..أنا الذي أفتح الجراحات لأمسح عنها تعب الأيام ..ولابد أن تجود بالتوحد !! سألناه : وهل تتوحد الجراحات ؟ قال : نعم ..بل أن توحد الجراحات يجعلها قادرة على الصمود ..والتواصل حتى تصنع من الشكوى حلما .. ومن الحب أهزوجة ..ومنالبوح عصفورا !! سألناه : ولكن كيف تصنع لنفسك السفرالحالم أبداً إلى كل الأمكنة ؟ ! قال : هذا هو الرائع فعلا ..وعندما أسافر فإني أحمل معي كل توقي ..وأشيائي الغالية ..وأجعل الحلم هدفي ..تمر بي لحظات أتحول فيها إلى جمر ..وإلى شاطئ مسكون بالنار أقول لكم الحق بأن أغلى اللحظات في حياتي أن أكون هكذا ..الجمر والنار ..معا . سألناه : وهل تبقى أبداً أيها المنديل ؟ ! قال : كل الاشياء قد تغيب الا أنا ..أظل أبداً القريب من القلب والعين ..والمهج .. سألناه : وفي ختام الحوار ماذاتقول؟ قال : أنا هذا المحظوظ بالأماكن الجميلة ..وبالأنفاس المضمخة بالأحلام ..والهتافات ..والنجوى وسأظل أبداً هذا المحظوظ المحفوف بالجمال والسلوى .. سارعي ..بصوتك !! يطلع زهوك في الدرب الذي أمشيه اليك ..يؤازرني في وحدتي ..ويرش على صدري الحنين حتى لا أعطش !!يصبح الدرب هتافا ً يتواصل برفاهية الفرح وهو يملأ عروقي بالتوق فأهمي على اخضرار قلبك وأنأى عن التيبس والجفاف . اداري هذا الوقت المتمدد بالسأم بقراءة القصائد ..فأرتاح ..وأحلم ..وأشعر بأننا قد شيعنا اليأس والمستحيل ..وأننا صنعنا من القوافي جناحين وطرنا الى حدود الأمان لعواطفنا النبيلة ! أنتِ غيثي الذي أتكوّن به فراشة زاهية ..تتشكل بالألوان ..والأحلام ..ثمتحرق نفسها لأنها تحب النور ! دوماً أنهض من داخل صمتكِ عبارة جميلة ..ومعنىأجمل ..ثم أمضي لأكفكف دموع الخذلان وأشق صدرالتيبس نهراً وجدولاً ..!! ما قرأتكِ ..الا وألغيت كل قراراتي القديمة والجديدة ..واحترفت هذا الانتظار المريع لأسمعكِ ! تعلمت كيف أثمر في صدر الزمان سواء أتيتِ معي نقطف الورد ..ونوزع الحلوى ..أم بقيتِ هناك ترفلين بالظنون ..ظنونهوانا السعيد ! أنتِ الميلاد الصحيح لعمري ..لاتتجدبي حتى لا يتصحر قلبي ..وسارعي بصوتكِ ليرش الفل على مسامعي .. هتاف تهجيت اسمك حرفاً ..حرفاً .. سمعتني الطيور فغنت .. والسحابة فأمطرت .. والدنيا فرقصت كلام حلو كل المشاوير تطرح فلاً ونرجساً لحظة أن تبدأ الأحلام تمطر على الأرض العطشى . معنى ليس هناك أعنف من لحظة حب صادق تظلله القناعة ..ويحفهالوفاء . سؤال هل هناك ما يدفعنا لمزيد من الصبر سوى أن مساحة الحب تكبر يوما عن يوم ؟ ! غشقة تعلمينني كيف أغرق ..وهذا ممتع جدا فالغرق الجميل هو هذا الشعورالذي يصوغ لنا هتافاً أجمل .. للهتاف حوار قلت : في كل المرات التي جلست فيها إلى نفسي ..كنت دائما أرقب ذلك البريق الذي كان يملأ الزوايا بالنور .. ويضمخ الستائر ..والجدران ..والأرائك ..بالتصدي ..والمحاولة ..والاصرار .. ..قالت : انه بريق الأمل ..ذلك الذي لايكل ..ولايمل ..ولا يفتأ يركض .ويزدهي ..ويتألق ..بين الجوانح ..وفي الأعماق .. ينشر الفئ ..والظل..والأحلام .. قلت : وكلما ازداد قصف الحرمان .. كلما ازاداد بريق الأمل تثبتاً ..وحضوراً..وكلما كان المشوار مابين التلاقي والفراق قصيرا ..كلما انبثق بريق الأمل يمنحنا القدرة على التجاسر ..والصمود.. قالت : إن قنديل الأمل يظل دائما هو الأكثر دعما ..ومؤازرة ..لكل مشاوير البعاد ..والآلام ..والفراق .. وبدون هذا القنديل فإننا نواجه نزف الأشواق ..وغياب الفجر في ليل الضنا .. السطر الأخير قال الشاعر : وحين تطوفين حولي هنا أحسك حلماً شفيف المنى وهمساً حنوناً ..سخي الغنا يعطر منحدرات الهنا فينفخ من عطره ..سوسنا ليرسم قصة حب لنا فنبحر في شطها وجدنا بريئين ..نحلم في حبنا