يشكو سكان حي «الأثايبة» وسط مدينة نجران، سوء الخدمات البلدية، نتيجة تجاهل أمانة المنطقة لحيهم الذي يشهد تصدعا في طبقته الأسفلتية، فيما تتكدس أكوام النفايات في الأزقة وأمام المنازل لأشهر - على حد قولهم، إلى جانب الروائح الكريهة المنبعثة عن الأغنام النافقة فضلا عن مياه المستنقعات الآسنة. «عكاظ الأسبوعية» نفذت جولة ميدانية على حي «الأثايبة» الشمالي، والتقت عددا من السكان الذين بينوا أن معاناتهم بسبب إهمال الجهات المعنية إصلاح أوضاع الحي بالرغم من مطالباتهم المتكررة، خاصة أنهم يعيشون وسط دوامة من المخاطر المتمثلة في كثرة حظائر المواشي والروائح الكريهة نتيجة نفوق بعضها، إلى جانب أكوام النفايات المتراكمة أمام المنازل لأكثر من ثلاثة أشهر ما دفع البعض لإزالتها بجهود ذاتية عبر جلب الحاويات من محافظات أخرى. وبينوا أن حملات الرش بالمبيدات الحشرية التي تنفذها الأمانة لم تقض على أسراب البعوض بل زادت من تكاثرها - على حد قولهم، وقالوا: «معاناتنا لم تقتصر على تدني مستوى الخدمات البلدية، بل أن إمدادات المياه تشهد انقطاعات متكررة، فضلا عن عدم وجود حدائق أو متنزهات تحتضن أطفالهم». تكدس النفايات واستغرب المواطن محمد بليه، تراكم النفايات وبقاء بعضها أمام المنازل لأكثر من ثلاثة أشهر أحيانا، وقال: «عمال النظافة يرفضون رفع بعض النفايات إلا بمقابل مادي مما يضطر السكان إلى إزالتها بأنفسهم أو جلب حاويات للنفايات من المحافظات الأخرى»، مشيرا إلى أنهم يعانون من مشكلة الانقطاع المتكرر للمياه والتي تصل إلى ثلاثة أيام أحيانا، وطالب أمانة المنطقة بالاهتمام بالحي الذي يعاني من إهمال واضح. تلوث بيئي من جهته، حذر المواطن أحمد مانع من تلوث بيئي وانتشار الأمراض الوبائية بين الأهالي في ظل تراكم النفايات التي باتت مرتعا للقوارض والحشرات، إلى جانب المستنقعات المائية التي تهدد صحة السكان، ويضيف «لا تأثير يذكر لحملات رش المبيدات الحشرية التي تنفذها الأمانة وإدارة الزراعة، بل زادت من انتشار البعوض والحشرات الضارة وتسببت في الكثير من الأمراض الصدرية للأطفال والكبار». وتطرق عمر النعمان، إلى خطر العمالة الوافدة التابعة لإحدى الشركات ويقدر عددهم بالعشرات ويسكنون مبنى مجاور لسكن العوائل، وقال: «يشكل وجود العمالة الكثيف في الحي خطورة بالغة على السكان، وما زاد من مخاوف الأهالي المضاربة الجماعية بين العمال قبل مدة واستخدمت فيها الأسلحة البيضاء والآلات الحادة، وطالب الجهات المعنية بإبعاد خطرهم عن الحي وسكانه. مشاريع عشوائية وطالب مبارك القاضي، بنقل حظائر الأغنام المنتشرة بكثرة إلى خارج الحي وقال: «روائح الأغنام والأبقار أصبحت تلوث المكان وسببت الكثير من الأمراض»، مبينا أن والدته تعاني من ضيق في التنفس وأجرت عملية قلب مفتوح، واضطررت لنقلها إلى حي آخر بسبب هذه الروائح الناتجة عن الأغنام النافقة المنتشرة في مخارج ومداخل الحي، مشيرا إلى أنه يعاني منذ خمسة عشر عاما من نفس المشكلة. في حين أوضح أحمد حنظل بأن معاناة الحي تكمن في سوء تنفيذ بعض المشاريع، حيث تعاني الشوارع من تآكل في الطبقة الإسفلتية وكثرة الحفريات التي تتلف مركبات السكان، كما أن الحي بحاجة لبعض المرافق الضرورية مثل مركز رعاية صحية أولية وأماكن ترفيه.