أكدت دراسة حديثة أعدها عدد من المختصين في الشؤون البلدية والقروية بالمدينةالمنورة على عدم رضا نحو 75% من الأهالي عن الوضع العام الذي وصلت إليه الطرق والشوارع العامة في المدينةالمنورة، فيما أشارت الدراسة التي حصلت «عكاظ» على نسخة منها أن الكثير من الطرق والشوارع العامة تفتقد للصيانة والنظافة، حيث أصبحت سببا رئيسيا في إلحاق الضرر في المركبات. وصنفت الدراسة أبرز مكامن الخلل ممثلة في انتشار الحفريات والمطبات الصناعية، وغياب الاهتمام بالأرصفة، وذلك من خلال الاكتفاء فقط بالقوالب الخرسانية الجاهزة لصنع الأرصفة، بالإضافة إلى سوء التشجير والإنارة. وخلصت الدراسة إلى عدد من التوصيات تم رفعها للجهات المعنية في منطقة المدينةالمنورة، وذلك بهدف الوصول إلى طرح فكرة إعادة ترتيب الأولويات واهتمام الجهات المعنية بالخدمات البلدية المقدمة، وفق ما يتناسب مع متطلبات أفراد المجتمع. ومن المتوقع أن يباشر المجلس البلدي بعد الانتهاء من انتخاب رئيس جديد وبالتعاون مع الجهات المعنية في منطقة المدينةالمنورة، في وضع خطط علاجية طارئة وعاجلة في الوقت ذاته، لإصلاح عدد من الخدمات البلدية أبرزها الوضع العام للطرق والشوارع العامة. في المقابل تحدث ل«عكاظ» عدد من أهالي المدينةالمنورة مشيرين إلى غياب الصيانة في العديد من الشوارع وداخل الحدائق، بالإضافة إلى انعدام اللوحات الإرشادية في الشوارع الفرعية بالأحياء المختلفة، بالإضافة إلى انتشار الحفريات والمطبات الصناعية العشوائية في عدد كبير من الطرق والشوارع الرئيسية. غياب الصيانة والنظافة ويؤكد نايف العنزي ومحسن أبو رحيلة أن الطرق والشوارع العامة في أسوأ حالاتها، فلا يكاد يخلو طريق أو شارع من حفرية أو مطب صناعي عشوائي، ما يلحق الضرر الكير بمركبات المواطنين، ويتسبب في إعاقة الحركة المرورية، وطالبا بضرورة توفير عدد من الخدمات التكميلية في الطرق والشوارع العامة ومن أهمها مشاريع تصريف المياه. تشجير في غير محله ويرى منصور القرافي أن هناك عددا من الطرق الرئيسية تفتقد للتشجير الذي يضفي لمسة جمالية على الطريق، حيث يلاحظ وضع بعض النباتات الشوكية، وهي نباتات غير ملائمة لطبيعة المدينةالمنورة، لافتا أن الجهات المختصة تقوم بزرع أشجار النخيل في بعض الطرق الرئيسية ما يتسبب في الكثير من الحوادث المرورية، وذلك كونها تحجب الرؤية عن سائقي المركبات، وطالب القرافي الجهات المعنية بالبدء على الفور في اختيار الأشجار المناسبة التي لا تتسبب في حجب الرؤية عن سائقي المركبات، مؤكدا افتقاد عدد كبير من الشوارع الفرعية داخل الأحياء للإنارة المناسبة. غياب الرقابة أما المواطن أحمد الرشيدي فيرى أن المشكلة تتمثل في غياب الرقابة ما أدى إلى وصول الشوارع والطرق إلى هذه الحالة المتردية، مؤكدا تردي وضع الأرصفة والسفلتة، إذ اكتفت الشركات المنفذة برسم الرصيف بالقوالب الخرسانية الجاهزة، وهو ما يتسبب في رداءة الرصيف وعدم استفادة المشاة منه، وناشد الرشيدي الجهات المعنية بفرض رقابة على هذه الشركات عند تنفيذ الأرصفة في الطرقات الرئيسية والشوارع داخل الأحياء. تعثر مشاريع الطرق وفي السياق أوضح ل«عكاظ» مصدر في المجلس البلدي بمنطقة المدينةالمنورة أن المجلس رصد عددا من المشاريع المتعثرة في عدد من أحياء المنطقة، ويسعى لإدراجها في جدول أعماله ووضعها من ضمن الأولويات التي يجب حلها. وبين أنه من ضمن المشاريع المتعثرة إعادة تهيئة الكثير من الشوارع العامة في مختلف أحياء المدينةالمنورة، مشيرا أن المجلس يسعى لتطوير العديد من الخدمات التي تهم المواطنين، وذلك بالتنسيق مع أمانة المنطقة. المطبات الصناعية مدروسة من جهته أكد ل«عكاظ» مدير وحدة الامن والسلامة والمتحدث الرسمي في مرور المدينةالمنورة العقيد عمر النزاوي وجود متابعة مستمرة لطرق وشوارع المدينة وذلك من خلال ما يتم رصده من قبل دوريات المرور أو البلاغات الواردة، حيث يتم على الفور التواصل مع الجهات المختصة لتلافي جميع السلبيات على الطرق الرئيسية أو الشوارع العامة داخل الأحياء السكنية، حفاظا على سلامة الطريق، ما تقود إلى منع الحوادث المرورية بالدرجة الأولى، بالإضافة إلى انسيابية الحركة المرورية. المطبات الصناعية أوضح النزاوي أن وضع هذه المطبات الصناعية لا يتم إلا بعد دراسة لوضع الشوارع بشكل عام، ومن ثم اختيار المكان الذي يحتاج إلى مطب صناعي، مهيبا بمرتادي الطرق والشوارع بالتواصل مع المرور على الفور في حال رصد أي سلبيات تؤثر على سلامة قائدي المركبات، وذلك للعمل على تلافي هذه السلبيات بالتعاون مع الجهات المختصة في المدينةالمنورة.