لا يكاد يخلو شارع في طيبة الطيبة من الحفريات والأخاديد، التي انتشرت فيها بكثافة، ملحقة أضرارا جسيمة بالمركبات، وما يزيد الأمر سوءا هو تزايد الحفر بتعاقب الأيام دون وجود الحلول، فانتعش عمل الورش الصناعية التي باتت تغص بالسيارات المتهالكة، وبينما طالب الأهالي بتكثيف الرقابة على المشاريع المنفذة وإلزامها بتطبيق المعايير المطلوبة، أوضح مدير وحدة الأمن والسلامة والناطق الإعلامي في مرور منطقة المدينةالمنورة العقيد عمر النزاوي أن هناك جهات مختصة مهمتها متابعة المشاريع الحكومية، كاشفا آلية عمل للقضاء على عدد كبير من تلك الحفريات من خلال سلسلة من الإجراءات التي تمنع تكرارها في الشوارع. وأوضح خالد المطيري أنه لا تشرق شمس يوم جديد إلا وتظهر حفرة جديدة أو تتسع رقعة أخرى، ملمحا إلى أن أحجام تلك الأخاديد تتنوع وتنهش أجساد المركبات، الأمر الذي يدفع قائدي المركبات إلى توخي الحذر الشديد عندما يسلكون أي من شوارع المدينةالمنورة، خوفا من أن الأضرار التي قد تصيب مركباتهم. وبين المطيري أن أضرار الحفر لا تقتصر على تخريب المركبات، بل رسمت صورة بشعة في الطرق، وأصابت العابرين بالتلوث البصري، مشيرا إلى أن تلك الأخاديد تعكس ضعف الرقابة على شوارع طيبة الطيبة. بينما أكد سالم الحربي أن الطرق والشوارع الرئيسية والفرعية باتت لا تخلو من لوحات الاعتذار التي تحمل عبارة «نأسف لإزعاجكم»، وذلك بسبب مشاريع البنية التحتية، وأعمال الصيانة المتكررة، والتي تفتقد إلى التنسيق المباشر بين الجهات المعنية، الأمر الذي يعرض الشارع لعمليات الحفر والردم لعدة مرات وعلى مدى أشهر، ما يسبب إرباكا شديدا في حركة المرور، إضافة إلى الحوادث التي تحصد أرواح الأبرياء بسبب تلك الحفريات. وقال الحربي «لو حرصت الجهات المختصة على تنفيذ المشاريع وصيانتها بجودة عالية لما شاهدنا هذا الكم الكبير من الحفريات التي أصبحت علامة فارقة في طرق وشوارع طيبة الطيبة»، مطالبا الجهات المختصة بالتحرك سريعا وإصلاح تلك الحفريات وإيجاد حلول جذرية تمنع من تكرارها. إلى ذلك، ذكر سامي الملا أن المدينةالمنورة تشهد تطورا لافتا في النهضة العمرانية ولكن لاتزال الطرق متهالكة، على حد وصفه، مشيرا إلى أنه فوجئ بأعمال الصيانة التي أقامتها إحدى الشركات على مدخلي المدينة من جدة والقصيم. وشدد على ضرورة الاهتمام بطرق المدينةالمنورة والتعهد بصيانتها من حين لآخر، خصوصا أنها تحتضن سنويا ملايين الزوار القادمين من أنحاء المعمورة. وطالب محمد السناني أمانة المنطقة بتنفيذ آليات المراقبة على الشركات المنفذة لأعمال الطرق وسرعة الإنجاز والدقة في التنفيذ والتقيد بشروط السلامة، وكذلك متابعة الأعمال أثناء تنفيذ المشروعات وفرض عقوبات مالية رادعة بحق المقاولين الذين ينفذون المشروعات بهذه الطريقة السيئة وعدم التعاقد معهم لتنفيذ مشروعات أخرى. وأفاد أن الحفر والأخاديد انتشرت في طرق المدينة بكثافة، مستغربا تقاعس الجهات المختصة في إصلاحها. من جانبه، رأى يعقوب بشاوري أن المشاريع تعددت ولا يكاد يمر يوم إلا ويشهد تنفيذ مشروع جديد، وقد يكون في نفس موقع المشروع السابق، الأمر الذي يرهق مستخدمي الطرقات، مبينا أن الحفريات والصبات الخرسانية التي توضع أثناء صيانة الشوارع وتنفيذ المشروعات دائما ما تتسبب في تلف المركبات التي يتكبد أصحابها خسائر فادحة نظير صيانتها وإصلاحها. وذكر أن هذه المشروعات المتعثرة تعكس صورة سلبية عن المدينةالمنورة، والتي تشهد إقبالا كبيرا من الزوار من خارج المملكة. وأرجع علي عتيق انتشار الحفريات في شوارع المدينةالمنورة إلى نقص الرقابة على المشاريع، التي تنفذ دون الالتزام بمعايير الجودة، مشيرا إلى أن الأخاديد التي انتشرت في الطرق أتلفت المركبات وتسببت في كثير من الحوادث المروعة. من جانبه، طالب عادل الأحمدي بضرورة الاعتناء بالطرق والشوارع الرئيسية في المدينةالمنورة، إضافة إلى ضرورة تكثيف الرقابة على المشاريع الرئيسية التي تقع في قلب المدينة التي تشهد إقبالا كبيرا من الزوار والمعتمرين على مدار العام. ضريبة المشاريع عزا مدير وحدة الأمن والسلامة والناطق الإعلامي في مرور منطقة المدينةالمنورة العقيد عمر النزاوي انتشار الحفريات في طرق وشوارع المدينة إلى المشاريع الكبيرة التي تشهدها المدينةالمنورة، مؤكدا في الوقت نفسه ضرورة تدخل الجهات المختصة لوضع طرق علاجية للحد من تلك الحفريات والتي تشكل عقبة للخطط المرورية. وذكر أن هناك جهات مختصة مهمتها متابعة المشاريع الحكومية، مشددا على أن هناك جهودا كبيرة تبذلها الجهات المختصة لرصد المشاريع المتعثرة إضافة إلى الحفريات في كل الشوارع والأحياء. وأعلن العقيد النزاوي آلية عمل للقضاء على عدد كبير من تلك الحفريات من خلال سلسلة من الإجراءات التي تمنع تكرار هذه الحفريات في شوارع وأحياء المدينةالمنورة.