وأنت في أحد شوارع المدينةالمنورة ما إن تخرج من حفرة حتى تصطادك أخرى، وهو سيناريو أصبح من السمات البارزة في بعض شوارع المدينةالمنورة. وأجمع عدد من الأهالي أنه لا يكاد يخلو شارع من شوارع بعض الأحياء في المدينةالمنورة من حفرة تعيق حركة السير، وتتسبب في اصطياد المركبات، مؤكدين أنهم بدأوا يسلكون طرقا بديلة لتفادي الحفريات، لكن هذه المسارات تخلو من عناصر السلامة. وما يزيد الأمر سوءا هو تزايد هذه الحفريات، فجميع الطرق والشوارع الرئيسية مليئة بالحفر، حيث لا تشرق شمس المدينةالمنورة إلا ويكون تاريخ مولد جديد لتلك الحفريات التي أصبحت تنهش أجساد المركبات. وتختلف هذه الحفريات في أحجامها وتتنوع في أشكالها، فزائر المدينةالمنورة يجب أن يتوخى الحذر عندما يسلك أيا من المسارات الرئيسية المؤدية إلى المسجد النبوي الشريف، وذلك خوفا من أن تعيق حركته حفرة غير واضحة تتسبب في ضرر مركبته، كما أن الحفريات لا تتوقف عند الإضرار بالمركبات، بل إنها أيضا أصبحت صورة سيئة رسمتها ريشة الجهات المختصة بصيانة وتنظيم الطرق، وأصبحت الحفريات مثل الثقوب في ثوب جميل. وأجمع عدد من أهالي المدينةالمنورة أن هذه الحفريات بمثابة بعبع يطاردهم كلما خرجوا من منازلهم قاصدين أعمالهم او الأسواق أو تلبية المناسبات الاجتماعية. وأضافوا أن الحفريات أزعجت جميع الأهالي في المدينةالمنورة، الأمر الذي دفع الجهات المختصة إلى كتابة عبارة «ناسف للإزعاج» في جميع لوحاتها الإرشادية التي تسبق تلك الأعمال الإنشائية التي تسبق الحفريات، وأصبحت الجهات المختصة تكتفي فقط بالعبارات، دون إصلاح تلك العيوب في شوارع المدينةالمنورة الرئيسية. «عكاظ» توقفت عند الكثير من الطرق والشوارع الرئيسية في منطقة المدينةالمنورة، ورصدت عدستها عددا كبيرا من الحفريات، بقي بعضها مكشوفا، وبعضها تم وضعها داخل سياج متهالك، والآخر منها بقي تحت مسؤولية الجهات المختصة. في البداية، أوضح ساعد مديني أن الطرق الرئيسية والفرعية باتت لا تخلو من لوحات الاعتذار التي تحمل عبارة «نأسف لإزعاجكم» وذلك بسبب مشاريع البنية التحتية، وكذلك أعمال الصيانة المتكررة التي للأسف تفتقد للتنسيق المباشر بين تلك الجهات، الأمر الذي يعرض الشارع لعمليات الحفر والردم لعدة مرات وعلى مدى أشهر، مما يسبب ارتباكا شديدا في حركة المرور، بالإضافة إلى الحوادث التي تحصد أرواح الأبرياء والتي يكون سببها تلك الحفريات. وأضاف مديني: أصبح مكان تلك المشاريع والحفريات غير معروف، حيث يتم رصدها في مختلف الاتجاهات في نفس الشارع، وتمتد هذه الأعمال على مدى أسابيع لتصبح أشهرا لا تنتهي، ولو حرصت الجهات المختصة على تنفيذ المشاريع وصيانتها بجودة عالية لما شاهدنا اليوم هذا الكم الكبير من الحفريات التي أصبحت «علامة فارقة» في طرق وشوارع المدينةالمنورة. ومن جهته، أوضح حامد الحيدري أن المدينةالمنورة تشهده تطورا ملحوظا في النهضة العمرانية ولكن لا تزال «طرقنا متهالكة» على حد وصفه. وأضاف: تفاجأ بمدخل المدينة عند قدومك من مدينة جدة عن طريق خط الهجرة وتشاهد أعمال الصيانة التي أقامتها إحدى الشركات مؤخرا، وكذلك عند قدومك من طريق القصيم تشاهد أعمال الصيانة بمدخل المدينةالمنورة. وطالب طارق بديوي بتنفيذ آليات المراقبة من قبل أمانة المنطقة لتلك الشركات المنفذة لأعمال الطرق وسرعة الإنجاز والدقة في التنفيذ والتقيد بشروط السلامة لمستخدمي الطرق وكذلك متابعة الأعمال أثناء تنفيذ المشروعات وفرض عقوبات مالية رادعة بحق المقاولين الذين ينفذون المشروعات بهذه الطريقة السيئة وعدم التعاقد معهم لتنفيذ مشروعات أخرى. وقال نواف الرشيدي: تعددت المشاريع التي أصبحت لا تنتهي، حيث لا يكاد يمر يوم إلا ويشهد «ميلاد» مشروع جديد، وقد يكون في نفس موقع المشروع السابق، الأمر الذي يرهق المستخدمين لهذه الطرقات بالإضافة إلى تسبب الحفريات والصبات الخرسانية التي توضع أثناء صيانة الشوارع وتنفيذ المشروعات في تلف العديد من المركبات التي يتكبد أصحابها خسائر مالية فادحة نظير صيانتها وإصلاحها. وذكر الرشيدي أن هذه المشروعات المتعثرة تعكس صورة سلبية عن المدينةالمنورة، التي تشهد إقبالا كبيرا من الزوار من خارج المملكة. وفي السياق نفسه، أوضح نهار المحمدي أنه نتج عن تعدد المشاريع وكثرة الحفريات «شوارع جديدة» أنشأها الأهالي، وذلك لاستخدامها كمسار بديل للابتعاد عن «شوارع الحفريات». وأضاف المحمدي أن المسارات البديلة أصبحت تستخدم أكثر من الشوارع الرئيسية، إلا أن هذه المسارات تفتقر لوسائل السلامة، ما يترتب عليه تكدس المركبات في طابور طويل يستغرق وقتا طويلا يتجاوز الساعات في بعض الأحيان مسببا تأخر الكثير عن أعمالهم أو الطلاب عن مدارسهم، وبخاصة في فترات الصباح الباكر. من جانبه، طالب عادل السناني بضرورة الاعتناء بالطرق والشوارع الرئيسية في المدينةالمنورة، بالإضافة إلى ضرورة تكثيف الرقابة على تلك المشاريع الواقعة في قلب المدينةالمنورة لا سيما أن المدينةالمنورة تشهد إقبالا كبيرا من الزوار والمعتمرين على مدار العام. في المقابل، أكد ل«عكاظ» مدير العلاقات العامة والإعلام والمتحدث الرسمي في أمانة منطقة المدينةالمنورة المهندس عايد البليهشي أن هناك إدارة مختصة فقط لمتابعة جميع المشاريع الحكومية، مبينا أن هناك جهودا كبيرة تبذلها الجهات المختصة في أمانة المنطقة لرصد المشاريع المتعثرة، بالإضافة إلى الحفريات في جميع شوارع وأحياء المدينةالمنورة. مشاريع الصيانة المهندس عايد البليهشي المتحدث الرسمي في أمانة المدينةالمنورة، أوضح أن هناك آلية عمل للقضاء على عدد كبير من تلك الحفريات وذلك من خلال مشاريع الصيانة. وأكد البليهشي انه سوف يتم التصدي لجميع الشركات المخالفة والمتعثرة من خلال سلسلة من الإجراءات التي تمنع تكرار تلك الحفريات في شوارع وأحياء المدينةالمنورة.