تراجعت أسعار الأراضي في المخططات الواقعة خارج النطاق العمراني بالمنطقة الشرقية بنسبة تتراوح بين 10.5 و15 في المائة الشهر الماضي، فيما يتوقع أن تواصل أسعار هذه المخططات انخفاضها لتصل إلى 20 في المائة تقريبا، بينما حافظت المخططات السكنية المسموح بالبناء فيها على أسعارها. وقال متعاملون في قطاع العقار بالمنطقة الشرقية إن الانخفاض مرتبط بقرارات وزارة الإسكان من جانب وبدء موسم الصيف وتراجع الحركة الشرائية من جانب آخر، مشيرين إلى أن الأراضي التي كانت أسعارها بنحو 350 ألف ريال انخفضت إلى 310 آلاف ريال تقريبا. وذكر العقاري عبدالله شهاب أن السوق العقارية بدأت تتلمس التراجع منذ شهر تقريبا، مشيرا إلى أن الانخفاض اقتصر على المخططات الواقعة خارج النطاق العمراني والتي تفتقر للخدمات مثل المياه والكهرباء والهاتف والشوارع والصرف الصحي، لافتا إلى أن الانخفاض الحاصل لا يمكن فصله عن الإجراءات والقرارات التي اتخذتها وزارة الإسكان مؤخرا، فهناك نوع من القلق والتخوف من تداعيات التحرك الجاد من قبل الوزارة على أسعار العقار، فيما ينظر البعض إلى أن تلك القرارات تتطلب فترة من الزمن لتجد أثرها على الأرض، وبالتالي فإن البعض يستبعد أن تواصل أسعار الأراضي في مثل هذه المواقع انخفاضا خلال الأشهر المقبلة، مشيرا إلى أن الأسعار مرتبطة بآلية السوق وميزان العرض والطلب، فقطاع العقار كغيره من القطاعات الاقتصادية يتأثر بموسم الصيف، حيث تتراجع الحركة الشرائية لمستويات منخفضة بسبب عرض البعض لجزء من ممتلكاته بغرض توفير سيولة للتجهيز لقضاء الإجازة. بينما أوضح العقاري إبراهيم قو أحمد أن الطلب في الوقت الراهن يمتاز بالضعف بالمقارنة مع الفترة الماضية، مبينا أن الهدوء الحالي سيستمر حتى نهاية شهر رمضان المبارك، حيث ستبدأ الحركة بقوة كبيرة، ما ينعكس إيجابيا على الأسعار في مختلف المنتجات العقارية، مشيرا إلى أن المؤشرات الراهنة توحي باستمرار تراجع الأراضي في المخططات غير المخدومة، مثل ضاحية الملك فهد بالدمام وكذلك مخطط الخزامي في القطيف، ومخطط العزيزية وأبو معن، متوقعا أن تصل نسبة الانخفاض إلى 20 في المائة تقريبا، لافتا إلى أن الانخفاضات ستكون مؤقتة وسرعان ما تختفي بمجرد امتصاص صدمة القرارات الأخيرة لوزارة الإسكان، فهناك نوع من الضبابية بخصوص مستقبل الأسعار، ما انعكس بصورة سلبية على بعض الأراضي الواقعة خارج النطاق العمراني. وأكد الدكتور عبدالله الغامدي أن القطاع العقاري يشهد في الصيف فترة هدوء والتقاط الأنفاس، لافتا إلى أن تزامن حلول شهر رمضان المبارك مع فصل الصيف ساهم في خفض حجم التعاملات وبطء الحركة العقارية، مشيرا إلى أن الصيف يمثل بالنسبة للمستثمرين والمتداولين فرصة جيدة لإعادة ترتيب الأوراق، تمهيدا لبدء الحركة النشطة بعد انتهاء فصل الصيف، مرجعا أسباب تماسك أسعار الأراضي في المخططات المؤهلة أو المرخص البناء فيها للإقبال الكبير عليها، مستبعدا أن تشهد هذه الأراضي انخفاضا في الفترة المقبلة، نظرا لقلة المعروض وارتفاع الطلب على هذه النوعية من الأراضي بمختلف مناطق الشرقية.