في حي الطندباوي في مكةالمكرمة تسترخي ست مخالفات منذ عقدين من الزمن، تتمثل في عدد كبير من السيارت التالفة في شوارع الحي، فضلا عن أن أسفلت الشوارع أصبح في مهب الريح وغدت الشرايين ترابية، إضافة إلى أن العمالة السائبة تسرح في أزقة الحي، إلى جانب انتشار ورش تصليح السيارات في شوارع وأزقة الحي، بالإضافة إلى كيابل الكهرباء المكشوفة والتي تتربص بالمارة وخاصة الأطفال، وأخيرا فإن الكثير من شوارع الحي بلا إنارة ما يغري زوار الليل بمداهمة المنازل في غياب سكانها وسرقة ما خف وزنه وغلا ثمنه. وأجمع الأهالي على أن الحي أصبح مشهورا بين سكان العاصمة المقدسة بالمخالفات التي أصبحت ملازمة لاسم الحي العريق، مؤكدين أن الحي يعيش في ذاكرة النسيان، مناشدين في نفس الوقت الجهات المختصة بالتدخل السريع لحل معاناتهم التي تتفاقم يوما بعد يوم على حد قولهم. وقال وليد البرناوي: «أصبحنا في حالة من الخوف والقلق لما نشاهده ونعيشه كل يوم من هذه المخالفات، ولا نعلم متى نشاهد حي الطندباوي حيا نموذجيا كبقية أحياء مكةالمكرمة». وتابع بقوله: «معاناتنا ممتدة منذ عقدين من الزمن ولم نرى إلا وعودا جميلة ولكنها سرعان ما تتبخر، ولا ترى النور من قبل المسؤولين، ناهيك عن تلك السيارات التالفة المترامية بين جنبات شوارع الحي والتي أصبحت وكرا لإخفاء المسروقات وهي بالأصح المستودع والمكان الأمين للسيارات المسروقة، ووجودها بهذا الشكل وسط الحي خطر على السكان، فضلا عن التلوث البيئي واتساخ الشوارع بزيوت ووقود السيارات. وكذلك ولدت التزاحم والاختناقات المرورية داخل الحي مما جعلهم يتذمرون منها». واستغرب خالد باحطاب من الكيابل المكشوفة والتمديدات العشوائية بين منازل الحي والمحال التجارية وعلى ظاهر الأرض رغم خطورتها بما تحمل من شحنات كهربائية عالية، إضافة إلى انقطاع الكهرباء بين الحين والآخر، إلى جانب أن شوارع الحي أصبحت وعرة وبدون أسفلت وكذلك الإنارة. ويقول خضر الهوساوي: «هناك منازل مهجورة اتخذتها العمالة السائبة موطنا وسكنا لها في ظل غياب أهلها عنها، وهذا يسبب الخوف والرعب لأهالي الحي»، وأضاف أن المخالفات في الحي بحاجة إلى استراتيجية مدروسة لإنهائها. ودعا الهوساوي وقف زحف السيارات التالفة وكذلك القيام بحملات تفتيشية من قبل الجهات المختصة للقضاء على تلك المخالفات التي تسببت في رحيل أهالي الحي إلى أحياء أخرى بمكة. وفي موازاة ذلك، قال الناطق الإعلامي لمرور العاصمة المقدسة المقدم فوزي الأنصاري في تصريح سابقا له: «إن إدارة المرور بالتعاون مع أمانة العاصمة المقدسة حريصة على تنظيف الأحياء من المركبات التالفة»، مشيرا إلى أن هذه السيارات في بعض الأحيان تكون سببا في عرقلة الحركة المرورية داخل الأحياء وتكون عرضة للسرقة.