في شوارع حي المقرح بالعاصمة المقدسة، تعلن السيارات القديمة عن نفسها بقوة في قارعة الشوارع، وأينما اتجه البصر تشاهد ركام الحديد يعلن عن حضوره ويعرقل انسيابية السير ويخنق الحراك المروري خاصة في أوقات الذروة. وأوضح عدد من سكان حي المقرح أن شوارع الحي أصبحت بمثابة مقبرة للحديد والتي يجد فيها اللصوص ضالتهم حينما يخفون المسروقات في هذه المركبات التالفة، فضلا أن بعض الأيدي الخفيفة تتفنن في تفكيك قطع الغيار منها والهروب في جنح الظلام. وأوضح ساعد المطرفي أن الأمر لا يتوقف على المشهد غير الحضاري للسيارات «القرنبع» وإنما يتمدد إلى ما هو أخطر من ذلك إذ أن هذه السيارات تخضع بصفة يومية إلى التشليح من قبل اللصوص الذين يقومون بتفكيك قطع الغيار من هذه المركبات، فضلا عن أن هذه السيارات أصبحت مأوى للقطط الضالة وبعضها تحول إلى مرمى للنفايات. وقال محمد منصوري إن إدارة المرور في العاصمة المقدسة سبق وأن نبهت أصحاب تلك السيارات المركونة بضرورة سحبها لما تسببه من أضرار وإزعاج لأهالي الحي بالإضافة إلى تشويه المنظر الحضاري. وأضاف: أن إدارة المرور أصدرت إعلانا لأصحاب السيارات بضرورة سحبها بعد أن تحولت شوارع المقرح إلى مقبرة للحديد. ومن جهته أوضح سامر سيف الدين أن مشهد السيارات التالفة أصبح من الأمور المألوفة في شوارع المقرح، الأمر الذي جعل أهالي الحي يطالبون الجهات المختصة بالتدخل السريع لإزالتها ونقلها من شوارع الحي. وقال أحمد الحربي إن السيارات التالفة تشكل خطورة على أهالي الحي فهي تعرقل الحركة المرورية، كما أنها أصبحت أوكارا للجريمة، ولاسيما أن ضعاف النفوس يستخدمونها في أعمالهم الإجرامية وإخفاء المسروقات بها. وأضاف الحربي: أن معاناة أهالي الحي لا تتوقف عند هذا الحد فحسب بل إن ما يدعو إلى العجب هو توقفها منذ سنوات طويلة في موقعها، لذا أطالب الجهات المختصة بسحبها من شوارع الحي إلى خارج النطاق العمراني، من جانبه أوضح سالم المحمادي أن السيارات التالفة تحتل شوارع الحي ما يؤدي إلى عرقلة الحركة المرورية بالإضافة إلى تشويه المنظر الحضاري، ولاسيما أن تلك السيارات أصبحت مأوى للقطط الضالة والنفايات، الأمر الذي جعل أهالي الحي يدعون إدارة المرور لسحبها، وأضاف أن الكثير من السيارات التالفة لا يعرف أصحابها نظرا لتوقفها في شوارع الحي منذ سنوات طويلة. تنظيف الأحياء الناطق الإعلامي لمرور العاصمة المقدسة المقدم فوزي الأنصاري قال «إدارة المرور بالتعاون مع أمانة العاصمة المقدسة حريصة على تنظيف الأحياء من المركبات التالفة». وأضاف الأنصاري «أن هذه المركبات تعرقل في بعض الأحيان الحركة المرورية داخل الأحياء وتكون عرضة للسرقة». وأضاف الأنصاري بقوله «هناك لجنة مكونة من ثلاث جهات وهي أمانة العاصمة المقدسة والشرطة وإدارة المرور، تتولى تنفيذ جولات لرصد تلك السيارات والتأشير عليها برفعها ومنح أصحابها مهلة 15 يوما قبل أن تسحب بواسطة الأمانة بموجب محضر موقع من مناديب الجهات الثلاث».