ارتبط حي الطندباوي بورش عشوائية لإصلاح السيارات، شيدها عدد من مخالفي أنظمة العمل والإقامة في ساحاته الواسعة، يزاولون خلالها نشاطهم المشبوه على مدار اليوم، غير عابئين بالإزعاج والقلق الذي يسببونه في المكان، ما دعا أهالي الحي إلى مطالبة الجهات المختصة بوضع حد لمعاناتهم بإزالة الورش العشوائية من داخل التجمعات السكنية، مؤكدين أن الميكانيكيين المخالفين يتسترون خلفها لارتكاب تجاوزات عدة في الموقع الذي يتوسط شارع المنصور، منها تشليح السيارات المسروقة في محاولة منهم لإخفاء معالمها. وأوضح محمد معاذ أن أصحاب الورش يقسمون مساحة الطندباوي (حارة يمن) بينهم بالتساوي، ولا يستطيع أي أحد منهم الاعتداء على أرض الآخر، أو سلبه زبائنه، مشيرا إلى أن غالبيتهم من الأفارقة. وبين أن بعضهم اتخذ من المركبات الكبيرة المعطلة سكنا له، ليتمكن من حراسة عدته والسيارات التي يصلحها من اللصوص، لافتا إلى أن بعض الميكانيكيين لهم سمعتهم التي تجذب الزبائن إليهم من كل مكان. إلى ذلك، أفاد أبوحسن الذي يسكن في الحي، أن أصحاب الورش بدأوا عملهم منذ سنوات خلف عمائر الرباط الخيري متسترين بظلام الليل، مستعينين بأنوار المنازل المجاورة، بينما باتوا حاليا يعملون في وضح النهار حتى ساعات الليل المتأخرة غير آبهين بالإزعاج والقلق الذي يسببونه لأهالي الحي. وذكر أبو حسن أنهم يشاهدون يوميا سيارات من ماركات مختلفة دخل الحي، ملمحا إلى أن أولئك الميكانيكيين يحضرون سيارات جديدة ويخرجون ما بها من أدوات وقطع لتركيبها في مركبات أخرى، مؤكدا أنهم يحاولون بفعلهم ذلك إخفاء معالم سيارات مسروقة. بينما، شكا الشاب يحيى من افتقاد حيهم لمواقف السيارات بعد أن استحوذت ورش المخالفين على مساحات واسعة في الحي، لافتا إلى أنهم يضطرون إلى إيقاف مركباتهم في الأحياء المجاورة لهم، ويتوجهون إلى منازلهم سيرا على الأقدام. وتذمر يحيى من الإزعاج الذي يحدثه أولئك المكانيكيون المخالفون في الحي، خصوصا في الليل، مبينا أنهم لا ينعمون بالهدوء إلا بوصول دوريات الأمن إلى حارة يمن، ما يدفع بالمخالفين إلى الفرار بين الأزقة والشوارع. من جهته، أكد بكر محمد أن غالبية سكان الطندباوي (حارة يمن) يفكرون جادين في الرحيل من الحي، بعد أن ازدادت التجاوزات فيه، وبات ملاذا للمخالفين وضعاف النفوس الذين حولوا الحي ساحة للعراك. في المقابل، أكد الناطق الإعلامي في شرطة العاصمة المقدسة المقدم عبدالمحسن الميمان أن فرقا من جهات أمنية عدة، تنفذ جولات تفتيشية مفاجئة وفق جدولة محددة، إضافة إلى الجولات التفقدية اليومية التي تجريها الدوريات الأمنية التابعة لمركز شرطة المنصور والمراكز في جميع أحياء العاصمة لمراقبتها والتأكد من استتباب الأمن فيها. وبين الميمان أن جميع الأقسام والمراكز تتجاوب مع جميع البلاغات التي تردها سواء من المواطنين أو المقيمين، لافتا إلى أن إدارة المرور والجوازات هما جهتا الاختصاص المخولة بمتابعة الورش المخالفة والعاملة غير النظامية، مبينا أن دور الشرطة يقتصر على تنفيذ جولات تفتيشية على الأحياء وتسليم المقبوض عليهم في القضايا لجهات الاختصاص. بدوره، أرجع الناطق الإعلامي في مرور العاصمة المقدسة المقدم فوزي الأنصاري توجه بعض ملاك السيارات إلى تلك الورش إلى انخفاض الأجر الذي تتقاضاه، وليس من أجل الجودة أو سرعة الأداء. وبين المقدم الأنصاري أن قسم البحث التابع لشعبة السير بالمرور ينفذ جولات ميدانية لرصد ومكافحة الورش في الأحياء العشوائية، وكتابة تقارير عنها وإحالتها إلى الجهات المعنية، تمهيدا لمداهمتها. وذكر الأنصاري أنهم ألقوا القبض قبل فترة وجيزة على بعض العاملين في تلك الورش والاتصال بأصحاب السيارات، وتحرير مخالفات مرورية بحقهم لتعاملهم مع تلك الورش غير النظامية، لافتا إلى أن المصادرات من الورشة تحال إلى هيئة التجهيزات بالإدارة، تمهيدا لتسليمها الجهات المختصة، في حين تنقل العمالة غير النظامية إلى شعبة الترحيل في الجوازات.