يترقب العالم دون أن يفعل شيئا ضد نظام الأسد وهو يسرب بين الحين والآخر أنه سيستخدم السلاح الكيماوي ضد شعبه، يأتي ذلك بعد أن اكتمل جسم المعارضة السياسية من خلال الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة، فما هي خلفيات وإمكانية استخدام السلاح الكيماوي ضد الشعب السوري؟. بعد أسابيع عدة من تشكيل الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية، بدأ النظام السوري يستشعر الخطر بأن فرصته بالبقاء قد باتت أكثر ضآلة من أي وقت مضى، خصوصا بعد تتالي الاعترافات من عدة أطراف دولية بهذا الائتلاف بأنه الممثل الشرعي للشعب السوري، مما يعني بأن المجتمع الدولي بات أكثر جدية، ومن خلال ما بات معروفا عن مدى الدموية والقتل التي يمكن أن يصل إليها النظام في سبيل تمسكه بالحكم، يمكن أن نتوقع أمورا في غاية الخطورة في القادم من الأيام والأسابيع، ومن أخطر ما يمكن توقعه هو قيام النظام باللجوء للأسلحة الكيميائية. ومن يتابع إعلام النظام يستطيع أن يستنتج ما يحضر له من إمكانية القيام باستخدام تلك الأسلحة، فالإعلام السوري لا حديث له سوى التأكيد على وصول السلاح الكيماوي للثوار، مما يعني بأنه يحاول أن يستبق الأمور لكي يلصق ما يستعد له من جريمة استخدام هذه الأسلحة الخطيرة بقوى المعارضة، فهو يعرف بأن المجتمع الدولي وخصوصا الولاياتالمتحدة قد حذروه بشكل واضح من عواقب اللجوء للسلاح الكيماوي، مما يعني بأن النظام يحاول أن يخلق انطباعا بأن من سيستخدم هذه الأسلحة هو الجيش الحر، ومن الملفت كذلك دخول إيران على خط هذه الكذبة من خلال لجنة السياسة الخارجية والأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني التي دانت ما سمته تهديد الجيش الحر باستخدام السلاح الكيميائي، رغم عدم وجود هذا التهديد على الإطلاق، وقد يتسائل البعض عن الأهداف التي يبتغيها النظام من ذلك غير قتل أكبر عدد من الثوار، والإجابة هي أن النظام بات يدرك بأن أيامه باتت معدودة بعد أن تتالت إنجازات الجيش الحر، وهو يحاول أن يلعب دور الضحية التي قد تباد بالسلاح الكيميائي الذي يدعي بأنه صار بيد الجيش الحر، ولكي تكون الكذبة مقنعة لا أستبعد أن يستخدم السلاح الكيماوي على البعض ممن لا زالوا محسوبين على قائمة المؤيدين ومن العلويين تحديدا، قاصدا بذلك خلط الأوراق وتكريس صورة الضحية المهددة بالإبادة، مما يدفع بالتدخل العسكري الدولي الحتمي في حالة استخدام هذا السلاح لأن يفصل بين القاتل والضحية فيكون التقسيم أمرا واقعا، وعلى كلفة وعاتق المجتمع الدولي هذه المرة، فهو يهدف إذا لخلق واقع معقد ومربك للمجتمع الدولي على الأرض، لا يجد العالم حينها مناصا من القيام بتقسيم سورية لمنع شكل ممن أشكال الإبادة والمذابح الكبيرة الضمير العالمي ليس مستعدا لتحمل عبئها حاليا، لكن المؤسف والمستغرب هو الموقف الدولي المتلكئ في وجه نظام خرج عن كل الأعراف والقوانين الدولية والأخلاقية، ويجب التنبيه بأن الانتظار أكثر من ذلك هو بمثابة إعطاء مزيد من الوقت للأسد لكي يحضر لجريمة يحلم بأن تكون كاملة الأركان، وما يشجعه على ذلك الصمت والتردد المريب للعالم.