تعيش سوريا هذه الأيام مأساة دموية، فالشعب يقتل دون هوادة، ولنتساءل ماذا يريد الأسد طالما أن كل فئات الشعب ترفض بقاءه وتطالبه بالرحيل وترك السلطة لزعيم يختاره الشعب؟!.. فقد بلغ عدد القتلى حتى تاريخه أكثر من 22900 قتيل بين طفل وشيخ وثكلى ومريض. إن المعارضة السورية بكافة فئاتها تستغيث بطلب المساعدة ضد الطاغية بشار الأسد وجوقة الضباط الكبار الذين يدعمونه ويقتلون الثوار بالدبابات والأسلحة الثقيلة والأسلحة الكيميائية والصواريخ والمروحيات. الملك عبدالله -أيده الله- هاتف الأسد يحثه على ترك السلطة، فقد طفح الكيل وخابت جهود كوفي عنان مبعوث الدول العربية وهيئة الأممالمتحدة والذي تتهمه المعارضة بأنه خادم الأسد وإيران. المواطن السوري يحمل روحه على كفه ويتلقى الرصاص بصدره وهو يصر على رحيل الطاغية الأسد وأزلامه إلى غير رجعة، والمعارضة السورية لا تمتلك السلاح كي ترد على بشار وأعوانه، وتبعاً لذلك تزايد عدد النازحين للأردن ولبنان وتركيا. في غضون ذلك تحاصر دبابات الجيش السوري كافة المحافظات، فيما طالب المجلس الوطني السوري في بيان للمجتمع الدولي التحرك السريع العاجل على كافة الأصعدة بمنع تكرار المجازر، كما أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن مدناً مدمرة بالكامل مما اضطر كوفي عنان للاستقالة لأنه لم يحرز أي تقدم. وقد أكد مصدر مسؤول بوزارة الخارجية بالمملكة العربية السعودية حرص المملكة على التعامل مع الأزمة السورية وفق القواعد الدولية الشرعية وعبر مجلس الأمن المعني بحفظ الأمن والسلم الدوليين، وهي الجهود التي للأسف تم إجهاضها وتعطليها بالفيتو، ما أعطى فرصة سحق الشعب السوري الأعزل. إنها مشاعر وصور للأبرياء الذين لا ذنب لهم، إنها مأساة زيف الشعارات وهلامية القرارات. إن تخاذل الأممالمتحدة والجامعة العربية في استخدام الصلاحية لوقف حمام الدم الذي تشهده مدن سوريا في خيبة التصعيد الخطير الذي تشهده في ظل خيبة الأمل من مجلس الأمن الدولي، وإن الدماء الزكية التي تراق كل يوم على أرض سوريا الحبيبة لا يمكن أن تذهب هدراً. إن الموقف يتطلب إنقاذ سوريا من السفاحين الذين لا همّ لهم إلا القتل والثراء. لقد أسهمت الدعاية الغربية والإسرائيلية في التخويف من القدرات الإيرانية، وهو منحى يراد به استمرار قمع الثوار في سوريا فضلاً عن موقف روسيا، وهو أمر ينبغي معه على السياسي العربي أن يراجع مواقف روسيا وإيران للنظام السوري الذي يريق الدم السوري. إن قتل وزير الدفاع ورفاقه أحدث هزة للكيان السوري، وأدى إلى هروب الأسد من دمشق وإدارة المعارك من خارجها إذا كان بالفعل يملك السيطرة على الموقف وضمان السلامة الذاتية والعائلية. إن موقف الدولة الكبرى مثل موقف روسيا اللا أخلاقي ضد شعب بكامله بإعلان الفيتو على كل القرارات التي يتخذها مجلس الأمن لصالح الشعب السوري الحر والأعزل ويمكن القول إن فجر سوريا بدأ ينبثق عن نصر للثوار. وأكدت منظمة حقوق الإنسان أن النظام زرع ألغاماً قرب الحدود مع لبنان وتركيا لمنع الفرار من الإبادة في سوريا، فيما رأى الثوار جنوداً سوريين يزرعون ألغاماً لحصد الثوار وقمعهم دون هوادة. مقدم متقاعد