«هيئة الطرق»: مطبات السرعة على الطرق الرئيسية محظورة    هل اقتربت المواجهة بين روسيا و«الناتو»؟    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    الشاعر علي عكور: مؤسف أن يتصدَّر المشهد الأدبي الأقل قيمة !    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    «السقوط المفاجئ»    الدفاع المدني: هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    ترمب يستعيد المفهوم الدبلوماسي القديم «السلام من خلال القوة»    مشاعل السعيدان سيدة أعمال تسعى إلى الطموح والتحول الرقمي في القطاع العقاري    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    أرصدة مشبوهة !    حلول ذكية لأزمة المواقف    التدمير الممنهج مازال مستمراً.. وصدور مذكرتي توقيف بحق نتنياهو وغالانت    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    ترمب المنتصر الكبير    صرخة طفلة    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    فعل لا رد فعل    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    المؤتمر للتوائم الملتصقة    دوري روشن: الهلال للمحافظة على صدارة الترتيب والاتحاد يترقب بلقاء الفتح    خبر سار للهلال بشأن سالم الدوسري    حالة مطرية على مناطق المملكة اعتباراً من يوم غدٍ الجمعة    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    عسير: إحباط تهريب (26) كغم من مادة الحشيش المخدر و (29100) قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي    الأمن العام يشارك ضمن معرض وزارة الداخلية احتفاءً باليوم العالمي للطفل    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    أمير القصيم يستقبل عدد من أعضاء مجلس الشورى ومنسوبي المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام    مدير عام فرع وزارة الصحة بجازان يستقبل مدير مستشفى القوات المسلحة بالمنطقة    ضيوف الملك: المملكة لم تبخل يوما على المسلمين    سفارة السعودية في باكستان: المملكة تدين الهجوم على نقطة تفتيش مشتركة في مدينة "بانو"    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    «المسيار» والوجبات السريعة    أفراح آل الطلاقي وآل بخيت    رسالة إنسانية    " لعبة الضوء والظل" ب 121 مليون دولار    وزير العدل يبحث مع رئيس" مؤتمر لاهاي" تعزيز التعاون    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة للمدينة المنورة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



(اليوم) تنقل صورة مأساوية من جرائم النظام في مستشفى حلب العسكري
نشر في اليوم يوم 17 - 08 - 2012

--.هكذا يتخلص الأسد من المصابين بقتلهم ووضعهم أحياء في ثلاجات المشرحة --عقيد طبيب عبد الحميد زكريا: النظام يحقن جرحاه بالأنسولين والكالسيوم لإيقاف القلب والدورة الدموية --الجنود يستخدمون الأطفال دروعاً بشريّة، و600 رأس حربي "كيماوي" جاهزة للاستخدام --هناك مصابون إيرانيون لم يسمحوا لنا بالكشف الطبي عليهم تجنباً لفضح أمرهم. --سألت عن حالة مصابين بجروح طفيفة كيف ماتوا؟.. فكان التهديد: لا تسأل --من يرفض تنفيذ الأوامر يقتلونه من الخلف ومن يرون إصابته مزمنه يتخلصون منه --حلب خالية من الشبيحة.. لقد انضموا للثورة بعدما قتلهم النظام ورفض علاجهم أو تعويضهم كشف عقيد طبيب بالجيش السوري، عن فظائع مهولة يرتكبها نظام بشار الأسد في حق المصابين والجرحى سواء من المدنيين أو العسكريين، وتعمد قتلهم بدلاً من تقديم الرعاية الصحية لهم. وأوضح العقيد طبيب عبد الحميد عمر زكريا، الذي كان مسؤولاً بمستشفى حلب العسكري، قبل انشقاقه عن نظامالأسد، وانضمامه للجيش السوري الحر، أنه رأى بعينيه، كيف يضع عناصر التظام بعض الجرحى الأحياء مباشرة في ثلاجات المشرحة، وروى ل(اليوم) شهادته على ما يفعله الجيش الخائن من جرائم لا يتصورها عقل بشر.
وقال العقيد زكريا، إن جرائم القتل تطال العسكريين والمدنيين والشبيحة، كلٌّ لهدف. المتظاهرون المدنيون يقتلون فوراً، أو يتركون ينزفون حتى الموت في أقبية المشفى، أما جنود الأسد فينقسمون إلى قسمين: الأول أتى ميتاً لطلق ناري في الرأس من الخلف لأنه رفض تنفيذ الأوامر، والثاني، من كانت إصابته خفيفة يعالج سريعاً للدفع به مجدداً لقتل المتظاهرين أما إذ كان إصابته بالغة نوعاً ما فيتم التخلص منه بجرعات عالية من الكالسيوم كي يتوقف القلب والدورة الدموية، وكذلك حقنهم بجرعات عالية من الأنسولين لخفض سكر الدم، ومن ثم الغيبوبة فالموت، لعدم تحمل تكاليف علاجه أو عدم دفع تعويضات فيما بعد، لأنه يعتبر قتل هؤلاء أرخص كثيراً من معالجتهم.. كذلك الحال مع الشبيحة لأن النظام كان يعد المصابين منهم، بدفع تعويضات بالطبع لا يحصلون عليها، ولذا لجأ للتخلص منهم، لأنه لو تركهم على هذا الحال فسيفضحون النظام أمام زملائهم.
وحكى عن مصابين بإصابات خفيفة، عندما جاء لمتابعتهم في اليوم التالي، وجد أنهم ماتوا.. ولما تساءل عن كيفية موتهم، قيل له بتهديد: لا تسأل.! وروى كيف أن قوات الأسد كانت تستخدم الأطفال كدروع بشرية، وتجلسهم فوق الدبابات والمدرعات كي لا يهاجمها الثوار، وكيف أن طفلا سقط عند أحد المنحيات فلقي مصرعه تحت الجنازير.
وبينما أكد وصول مصابين من عناصر إيرانية تقاتل بجانب النظام، أشار أيضاً إلى أن قوات الأسد، لن تتورع عن استخدام الأسلحة الكيماوية، وأن الأوامر جاءت لنقل هذه الأسلحة لأماكن أخرى، على شكل قذائف مدفعية وتجهيز 600 ألف رأس حربي بحشوات من الأسلحة الكيماوية.. وأهاب بالجميع التواصل لدعم الجيش الحر على الإيميل [email protected] .
شد انتباهي للرجل ما سمعته عنه من أحد قيادات الجيش الحر، وكيف أنه يؤم المصلين ويخطب فيهم للصلاة، لذا حرصت على محاورته، ولم يمانع، بل فتح صدره وحكى كشاهد عيان، وطبيب، وعسكري، وثائر أيضاً.

*في البداية.. من أنت؟
انا عقيد طبيب، عملت لمدة 20 عاماً بالجيش داخل مستشفى حلب العسكرى، عملت مع الثورة منذ اللحظة الأولى لاندلاعها، وخرجت بالشهر الثاني هذه السنة بعد تحذيرات من أصدقائي بالأفرع الأمنية أنني بت مراقبا. وأخرت إعلان انشقاقي للشهر السادس، لأسباب شخصية.. ولي ثلاثة أخوة ضباط بالجيش، اثنان منهم عمداء والآخر عقيد، أعلنا الانشقاق الجماعي. والانضمام للجيش السوري الحر.

لا يتصورها عقل
*بعيداً عن الوضع العسكري، كيف تصف لنا المشهد الإنساني الذى رأيته كطبيب فى حلب؟
كونى عسكرياً وطبيباً أستطيع أن أشرح لك وجهة النظر المزدوجة فى ذات الوقت، ومع كل آسف عندما تكون عسكرياً وطبيباً تستطيع تقدير الأمور من الناحية الإنسانية أكثر، لأنك تعلم مدى خطورة الأسلحة التى يستخدمها النظام لتصفية المتظاهرين والمدنيين،حيث يتم تصفية الناس بالقذف والطائرات الحربية المقاتلة التى دفع ثمنها السوريين لتحرير الجولان، هذه الطائرات من ميج 21 وميج 25 وسوخوي تقصف الأبنية، فى حلب على رؤوس ساكنيها الذين دفعوا فيها تحويشة عمرهم، وقدموا رشاوى لبنائها لرجال الدولة لتمريرها.. تجد الأبنية مكونة من 6 طوابق بدون عمود واحد، وتصور عندما تسقط قذيفة واحدة تسقط كل الأبنية فى دقائق.. هناك حصار غير إنساني شديد جداً على أهل حلب، لك ان تتصور ان عدة أرغفة من الخبر كانت تباع ب 10 سنت تقريباً الآن ب 3 دولارات.
صورة أخرى مأساوية، اليوم (الأربعاء) وصل إلى المشفى بعض الجرحى من الجيش الحر، تصور أنهم وضعوا مباشرة في ثلاجات المشرحة وهم أحياء، أي جعلوهم في عداد الأموات، طبعاً باعتباري طبيباً في المستشفى، كنت شاهداً على ما يفعله الجيش الخائن من جرائم لا يتصورها عقل بشر
شاهد عيان
* هل تؤكد رسمياً أنك شاهد عيان على هذه الجرائم؟
عزيزي، في المشفى كل ضابط برتبة مقدم فما فوق، يتولى المناوبة كل أسبوعين، وعليه أن يجول في أرجائه، لقد كنت أشاهد عناصر من الطائفة العلوية يتسابقون على قتل المتظاهرين، على اسرتهم، يحكمون وثاق المصاب على السرير، ثم يتم قتله، ولا أحد يستطيع الامتعاض ولو بنظرة، لأنه سيقتل فوراً، وهناك العديد من زملائي الأطباء الذين تم احتجازهم ولا نعلم عنهم شيئاً.
جريمة دولية
* معنى ذلك أن هذه الجرائم تطال العسكريين من النظام ايضاً؟
نعم، تطال العسكريين والمدنيين والشبيحة، كلٌّ لهدف. المتظاهرون المدنيون يقتلون فوراً، أو يتركون ينزفون حتى الموت في أقبية المشفى المظلمة العفنة، أما جنود الأسد فينقسمون إلى قسمين: الأول أتى ميتاً لطلق ناري في الرأس من الخلف لأنه رفض تنفيذ الأوامر، والثاني، من كانت إصابته خفيفة يعالج سريعاً للدفع به مجدداً لقتل المتظاهرين أم إذ كان إصابته بالغة نوعاً ما فيتم التخلص منه بطرق خاصة لعدم تحمل تكاليف علاجه أو عدم دفع تعويضات فيما بعد، لأنه يعتبر قتل هؤلاء أرخص كثيراً من معالجتهم.
كان يتم حقنهم بجرعات عالية من الكالسيوم كي يتوقف القلب والدورة الدموية، وكذلك حقنهم بجرعات عالية من الأنسولين لخفض سكر الدم، ومن ثم الغيبوبة فالموت. كذلك الحال مع الشبيحة وهم الحثالة من المجتمع الذين يستخدمهم للقتل، أيضاً يقوم بنفس الطريقة والتخلص منه بالمستشفى وحقنهم بطرق لا تسمح لأحد التعرف على أن النظام هو من قتلهم.
لأن النظام كان يعد المصابين منهم، بدفع تعويضات بالطبع لا يحصلون عليها، ولذا لجأ للتخلص منهم، لأنه لو تركهم على هذا الحال فسيفضحون النظام أمام زملائهم.
مذابح يومية
* سيادة العقيد.. ما أكبر عدد شاهدته باعتبارك شاهد عيان على هذه المذابح؟
يا أخي،، هذه الحوادث تحدث بشكل يومى، ولا احد يستطيع ان يعرف العدد الحقيقي، كنت أمر على العناية المركزة مرة او مرتين ليلاً كحد اقصى خلال ليلة المناوبة، وأجد ناس يقتلون ولا يمكن أن تسأل ولو سؤالاً واحداً، بأم عيني رأيت كيف كانت تأتينا إصابات طفيفة صباحاً وعندما نأتي لمتابعتهم ليلاً أو باليوم الثاني، يقولون لنا إنهم ماتوا.. وعندما أتساءل بدهشة: كيف والإثابة طفيفة جداً؟ فيكون الرد المصحوب بالتهديد: لا تسأل.
وضع حلب
**صف لنا الوضع فى حلب الآن، خاصة وأن النظام يحارب معركته الأخيرة هناك؟
انا غادرت حلب إلى أسطنبول من 4 أيام تقريباً، لإنجاز بعض المهام القتالية، أما الوضع الميدانى في المدينة، فالجيش الحر يسيطر على غالبية الأحياء سيطرة مطلقة، وإن كان يقوم بإشتباكات مجرد مناوشة في أحياء أخرى، لا يسيطر عليها.
هناك نقطة جوهرية، وهي قيام عناصر من الشبيحة بالانضمام للثورة وتسليم أسلحتهم للثوار مقابل الصفح عنهم، وهناك شىء مع كل أسف لم تستطع وسائل الإعلام إيضاحه بدقة، ملخصه أن ما ذكرته وسائل إعلام من أن الجيش الحر صفى عدداً من الشبيحة من آل بري، هو كلام عار عن الصحة تماماً، والحقيقة أن مجموعات من الشبيحة الذين آرادوا أن يثبتوا للثوار أنهم معهم.
ما أريد تأكيده، أن مدينة حلب اليوم تعيش اليوم بلا شبيحة تقريباً، وهذا يعنى إفلاس حقيقي للنظام الذي كان يقاتل بهؤلاء المجرمين والمدمنين ومجموعة القتلة المحكوم عليهم بالإعدام، وقد جاء الشبيحة منذ أسبوعين فى بداية الإشتباكات فى حلب للمشفى العسكرى وأطلقوا النار بداخلها سخطاً، وقالوا إن "الأمن والجيش خذلونا وتركونا لحالنا نحارب"، هذا يعني أن الجيش الأسدي أفلس، وبفقد مصداقيته حتى بين أنصاره.
لا نحتاج رجالاً
**ماذا بشأن الإتهامات بوجود عناصر من القاعدة او مقاتلين عرب داخل سوريا؟
انا لم أشاهد أحداً منهم، وأستبعد وجودهم تماماً.. لأننا فى سوريا لا نحتاج رجالاً لكن نحتاج سلاح، وتم إتصالات مع ضباط الجيش السورى الحر من مقاتلين عرب "قلنا لهم اننا لا نريد رجالأً.. فقط نريد أسلحة"، ولكن الجميع يعلم أن النظام السوري الذي كان يوزع الحرائق في المنطقة، ثم يتبرع ليبدو كرجل إطفاء لتحقيق مصالحه الشخصية، هو المروج الأكبر والداعم للقاعدة، ليحاول ان يسيء للثورة السورية، مع أنه هو حامي التطرف والإجرام.
دروع بشرية
**ما أكثر المواقف التى واجهتك وشعرت فيها بالعجز؟
المواقف كثيرة، لا تعد ولا تحصى,, ولكن كنت أتمنى لو أستطعت البقاء داخل الجيش الأسدى لأطول فترة ممكنة، لخدمة الثورة، ولكنى خرجت بعد التيقن أنني كشفت وعلى وشك التصفية.. غير استخدام الأدوية المميتة والقاتلة للتخلص من المرضى والجرحى، أذكر لك موقفاً آخر..
تعلم أن كل مهمة عسكرية يجب ان يكون من ضمن مرافقيها جزء خدمات طبية عسكرية، وفى شهر ديسمير الماضى كنت على رأس الجزء الطبي المرافق لحملة عسكرية على قرى أدلب، عندما أرتكب النظام مجزرته الشهيرة فى كفر عويّد، وعندما انسحاب الجيش، أخذ معه أطفالاً وضعهم على كل ناقلة كدروع بشرية، وكنت في سيارة إسعاف وضعت عند الدخول والإنسحاب فى مؤخرة الرتل، ووضعوا عليها أطفال حتى لا يقوم أحد بضرب السيارات، وعند أحد المنحنيات سقط طفل من على الدبابة التى كانت أمام سيارة الأسعاف ليسحق فوراً فكان منظر فى غاية الصعوبة. ناهيك عن عمليات الإغتصاب للنساء وللرجال أيضاً، بشكل ممنهج وانت تعلم طبيعة المجتمع الشرقي وعدم إستطاعة بعض النساء الإعتراف بذلك.
مخاوف "الكيماوي"
** ما حقيقة المخاوف من قيام النظام بإستخدام أسلحة كيماوية؟
منذ أكثر من 3 أسابيع ناشدت المجتمع الدولى بالتدخل ومنع النظام من إستخدام السلاح الكيماوي، وردتنا أنباء من إدارة الحرب الكيميائية، أن النظام يعمل على نقل جزء من هذه الترسانة التي تعتبر أكبر مخزون لهذا النوع في العالم، وأن الأوامر جاءت لنقلها لأماكن أخرى، على شكل قذائف مدفعية وتجهيز 600 رأس حربي بحشوات من الأسلحة الكيماوية وكما يعلم الجميع كان النظام ينكر امتلاكه هذه الأنواع من الأسلحة، وعندما إزدادت الضغوط عليه أما بشكل علنى أو خفى أعترف انه يمتلك، لأنه نظام جبان لا يفهم إلا لغة القوة، وتذكر كيف أنسحب الجيش السورى من لبنان عام 2005 في ساعة واحدة، بعد ثلاثين عاماً نتيجة الضغط الدولي عقب اغتيال الحريري.
مزاعم النظام
**ما حقيقية دخول قوات النظام الأسدى حيّ صلاح الدين؟
من يعلم تضاريس مدينة حلب يجد أن هناك أوتوستراد يفصل بين حى الحمدانية الذى تتجمع فيه قوات الأسد، وهو بالأساس حى عسكرى لسكن الضباط وكل الدبابات التى استقدمها لمدينة حلب تتمركز فى هذه الحى، وهذا الأوتوستراد يفصل بين الحمدانية مركز تجمع الجيش الأسدى وحى صلاح الدين تماماً، إذ ان حى صلاح الدين الذي تتمركز فيه عناصر الجيش الحر لا يفصله عن تجمعات نظام الأسد إلا هذا الأوستراد. ويمكن لأي جندي أسدي عبور الشارع والقول إنه في حي صلاح الدين، لقد حاول النظام اقتحام الحي 3 مرات الإربعاء لكنه فشل وفرّ خائباً.
وضع العلويين
** لماذا يقل إنشقاق الضباط من الطائفة العلوية رغم حدوث إنشقاقات كبيرة من مناف طلاس وحجاب والدبلوماسيين؟
هذه الثورة ليست ضد العلويين وماحاولات النظام لتحويف الأخوة المسيحيين والعلويين هو أمر عارى من الصحى تماما، ولكن كى نكون منصفيين، الضابط العلوى الذى يفكر بالإنشقاق لايقتل نفسه فقط لكن هو وعائلة البعيدة والقريبة، ولا يسمح لضابط علوي أن يبتدع سنة (الانشقاق) يتبعها الآخرون، وهذا لا ينطبق على العلويين بالجيش فقط، ولكنه يسود كل العلويين بكافة وظائف الدولة، وهذا ليس وليد اليوم، منذ ربيع دمشق، عوقب الناشطين السياسين من السنة، ولكن معاقبة الأخوة العلويين كانت أشد وأقسى.. هذا هو ما يعيق انشقاقهم، لا يسمح للعلويين بأى شكل من الأشكال ان يكونوا ضد الدولة، ومعظم الضباط منهم يسكنون فى مناطق عسكرية، وكل منطقة بها حرس وبوابات أمن، ولا يستطيع أحد ان يخرج مع كامل عائلته على الإطلاق حتى يضمنوا أن يرجع مرة آخرى.
ضحايا الأسد
** سيادة العقيد، أعود مرة أخرة للمشفي العسكرى فى حلب، ما هو الوضع به؟
أستطيع أن أؤكد لك اليوم بأن 100 بالمائة من عناصر جيش الأسدي التى تأتى للعلاج من قوات الحرس الجمهورى، هل تعرف ماذا يعني ذلك؟
يعنى ان النظام في وضع حرج جداً، وبات يقاتل بما يُعرف ب"إحتياط القائد العام"، الذى قوامه فى سوريا الحرس الجمهورى والفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد، منذ بدء معركة حلب وصلت قوات الحرس الجمهورى إلى المدينة، وهذا يعنى ان النظام الأسدى لا يملك إلى الإحتياطى الإستراتيجى، لأن باقي عناصر الجيش الأسدي منهكة، ولا يستطيع التحكم بها، ولم يعد يثق فيها لأنه عندما يرسل قطعة حربية لتحارب ينشق منها الكثيرون.
وللأسف يأتي للمشفى ما بين 50 إلى 100 قتيل من الجيش الأسدي يومياً، للأسف هم مواطنون سوريون خدعهم النظام وغرر بهم وأخذهم كرهائن يقتل بهم شعبه. وطبعا النظام لا يعترف بهذه الأرقام، ولكني أوردها من مصادر موثوقة ومن سجلات صحية وأناس يتظاهرون بالعمل مع النظام ولكنهم في الحقيقة منشقون.
مصابون إيرانيون
**بمناسبة الحديث عن إيران، هل جاء لكم بالمشفى العسكري مصابون إيرانيون؟ وكيف تعاملتم معهم؟
نعم.. لقد لاحظت أن هناك بعض الشخصيات تأتى إلى المشفى العسكرى برفقة ضباط أمن، ولا يسماح لأي طبيب عسكري بفحصهم، بل يتم إستدعاء أطباء مدنيين لمعالجتهم، ما يدل بصورة غير مباشرة على أن هناك عناصر أجنبيةسواء من روسيا أو إيران. أو حزب الله، والجيش السورى الحر أسر مجموعة منهم، وآخرهم حجز 48 إيرانياً، واضطرت طهران للاعتراف بأنهم متقاعدون، وهذا كذب، لأن معظمهم فى سن 30-40.
مستقبل سوريا
**سؤال كيف ترى مستقبل سوريا؟
مستقبل سوريا صعب ولكن مهما سيكون من الصعوبة سيكون اهون من الذل والعار الذى عشنا فيه أيام الأسد، لكل شىء ضريبة وهذه ضريبة الإنتهاء من الأسد، والنظام يحاول جاهداً ليلاً نهاراً ان يبرز الثورة أنها حرب طائفية ضد الأقليات، وأعترض على مسمى الأقليات، نحن فى سوريا أهل وعشنا مئات السنين بكلمة واضحة واحدة مستقبل سوريا سكون شاقاً ولكن سيكون مزدهراً، فهو كفصل الربيع تماماً لن يكون جميلاً إلا عندما تزداد ألوان أزهاره، وهذا يعنى أننا لن نكون أقليات ولكن أزاهير مختلفة الألوان ستجمع مستقبل سوريا.
** صعب.. كيف؟
الصعوبة مادية أولاً، لأن النظام أفقر الناس على مدى نصف قرن، اليوم 99% من السوريين لا يستطيعون تأمين طعامهم، نحن نأمل من تقديم العون لسوريا بعد تحريرها، لا ننكر أن سيكون هناك شىء من الإنفلات الأمنى، ونأمل من الأخوة العرب مساعدتنا لتوحيد المعارضة بشقيها السياسي والعسكرى، نحن لسنا على كلمة واحدة أن الثورة ولدت من المستحيل. فمن كان يتخيل ان تندلع ثورة فى سوريا.، لساننا لم يكن يتحرك إلا بالهتاف للأسد، لم نعتد فتح أفواهنا لغير الطعام والشراب.. اليوم التعامل يحتاج إلى دعم خارجى من أجل إنجاحه.
**كيف ترى نهاية الأسد؟
سؤال تصعب الإجابة عليه، بسبب صعوبة تكهن ما يدور برأس الأسد، هو شخصية مزاجية عدائية للغاية على عكس ما يبدو عليه ظاهرياً، ولكن أتوقع ان تكون نهايته الهرب بعد ان يدمر كل البلد، كنا نأمل أن نسقط النظام ونحافظ على الدولة الآن هو يقوم على إسقاط الدولة قبل النظام.. وأتمنى أن يعدم داخل البلاد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.