«الاستثمار العالمي»: المستثمرون الدوليون تضاعفوا 10 مرات    قيود الامتياز التجاري تقفز 866 % خلال 3 سنوات    رئيسة (WAIPA): رؤية 2030 نموذج يحتذى لتحقيق التنمية    سعود بن مشعل يشهد حفل "المساحة الجيولوجية" بمناسبة مرور 25 عامًا    السد والهلال.. «تحدي الكبار»    ظهور « تاريخي» لسعود عبدالحميد في الدوري الإيطالي    أمطار على مكة وجدة.. «الأرصاد» ل«عكاظ»: تعليق الدراسة من اختصاص «التعليم»    «التعليم»: حظر استخدام الهواتف المحمولة بمدارس التعليم العام    إسماعيل رشيد: صوت أصيل يودّع الحياة    من أجل خير البشرية    وفد من مقاطعة شينجيانغ الصينية للتواصل الثقافي يزور «الرياض»    محمد بن راشد الخثلان ورسالته الأخيرة    مملكتنا نحو بيئة أكثر استدامة    نيوم يختبر قدراته أمام الباطن.. والعدالة يلاقي الجندل    في الشباك    بايرن وسان جيرمان في مهمة لا تقبل القسمة على اثنين    النصر يتغلب على الغرافة بثلاثية في نخبة آسيا    قمة مرتقبة تجمع الأهلي والهلال .. في الجولة السادسة من ممتاز الطائرة    وزير الخارجية يشارك في الاجتماع الرباعي بشأن السودان    الكرامة الوطنية.. استراتيجيات الرد على الإساءات    نائب أمير الشرقية يكرم الفائزين من القطاع الصحي الخاص بجائزة أميز    ألوان الطيف    ضاحية بيروت.. دمار شامل    «بنان».. جسر بين الماضي والمستقبل    حكايات تُروى لإرث يبقى    جائزة القلم الذهبي تحقق رقماً قياسياً عالمياً بمشاركات من 49 دولة    نقاط شائكة تعصف بهدنة إسرائيل وحزب الله    أهمية قواعد البيانات في البحث الأكاديمي والمعلومات المالية    الأمير محمد بن سلمان يعزّي ولي عهد الكويت في وفاة الشيخ محمد عبدالعزيز الصباح    تطوير الموظفين.. دور من ؟    السجن والغرامة ل 6 مواطنين ارتكبوا جريمة احتيالٍ مالي    قصر بعظام الإبل في حوراء أملج    كلنا يا سيادة الرئيس!    القتال على عدة جبهات    معارك أم درمان تفضح صراع الجنرالات    الدكتور ضاري    التظاهر بإمتلاك العادات    مجرد تجارب.. شخصية..!!    كن مرناً تكسب أكثر    نوافذ للحياة    زاروا المسجد النبوي ووصلوا إلى مكة المكرمة.. ضيوف برنامج خادم الحرمين يشكرون القيادة    الرئيس العام ل"هيئة الأمر بالمعروف" يستقبل المستشار برئاسة أمن الدولة    صورة العام 2024!    ما قلته وما لم أقله لضيفنا    5 حقائق من الضروري أن يعرفها الجميع عن التدخين    «مانشينيل».. أخطر شجرة في العالم    التوصل لعلاج فيروسي للسرطان    محافظ صبيا يرأس اجتماع المجلس المحلي في دورته الثانية للعام ١٤٤٦ه    وزير الخارجية يطالب المجتمع الدولي بالتحرك لوقف النار في غزة ولبنان    استعراض السيرة النبوية أمام ضيوف الملك    أمير الشرقية يستقبل منتسبي «إبصر» ورئيس «ترميم»    الوداد لرعاية الأيتام توقع مذكرة تعاون مع الهيئة العامة للإحصاء    أمير الرياض ونائبه يؤديان صلاة الميت على الأمير ناصر بن سعود بن ناصر وسارة آل الشيخ    أمير منطقة تبوك يستقبل القنصل الكوري    البريد السعودي يصدر طابعاً بريدياً بمناسبة اليوم العالمي للطفل    الدفاع المدني يحذر من الاقتراب من تجمعات السيول وعبور الأودية    الأهل والأقارب أولاً    الإنجاز الأهم وزهو التكريم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دمشق تهدد باستخدام السلاح الكيميائي في حال تعرضها "لعدوان خارجي".. وأوباما يحذر
نشر في جازان نيوز يوم 24 - 07 - 2012

هدد النظام السوري الاثنين باستخدام الاسلحة الكيميائية في حال تعرضه لهجوم خارجي، ما دفع باراك اوباما الى تحذير دمشق من هذا "الخطأ المأسوي"، فيما تواصلت العمليات العسكرية في دمشق وحلب بشكل خاص بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في محاولة من الطرفين للسيطرة على اكبر مدينتين سوريتين.
وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان صادر عنها تلاه المتحدث باسمها جهاد مقدسي امام الصحافيين واقر فيه للمرة الاولى بامتلاك سوريا لاسلحة كيميائية "لن يتم استخدام اي سلاح كيميائي او جرثومي ابدا خلال الازمة في سوريا مهما كانت التطورات الداخلية. هذه الاسلحة لن تستخدم الا في حال تعرضت سوريا لعدوان خارجي". واشار الى ان "هذه الأسلحة على مختلف انواعها مخزنة ومؤمنة من قبل القوات المسلحة السورية وباشرافها المباشر".
الا ان الخارجية ما لبثت ان وزعت بيانا جديدا على وسائل الاعلام ادخلت فيه تعديلات على البيان السابق. وجاء فيه "ان اي سلاح كيميائي او جرثومي لم ولن يتم استخدامه أبدا خلال الأزمة في سوريا مهما كانت التطورات في الداخل السوري، وان هذه الأسلحة على مختلف انواعها -ان وجدت- فمن الطبيعي أن تكون مخزنة ومؤمنة من القوات المسلحة السورية".
ولم يتأخر الرد الاميركي اذ قال الرئيس باراك اوباما "بالنظر الى مخزون الاسلحة الكيميائية للنظام (السوري)، نسعى الى افهام الاسد واوساطه ان العالم ينظر اليهم وانه ينبغي محاسبتهم امام المجتمع الدولي والولايات المتحدة اذا ارتكبوا الخطأ المأسوي باستخدامها".
وكان المتحدث باسم البنتاغون جورج ليتل اعتبر ان على السوريين "الا يفكروا حتى ولو لثانية واحدة باستخدام الاسلحة الكيميائية"، واصفا هذا الاحتمال بانه "غير مقبول". وفي السياق نفسه اعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الاثنين ان هذا التهديد السوري امر "غير مقبول".
كما اكد نظيره الالماني غيدو فسترفيلي ان "التهديد باستخدام اسلحة كيميائية امر وحشي"، لافتا الى ان هذا الامر يظهر الموقف "غير الانساني" لنظام بشار الاسد. وفي بيان اصدره الاثنين، اعرب الاتحاد الاوروبي عن "قلقه البالغ من اللجوء المحتمل" الى هذه الاسلحة. من جهته اعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاثنين ان احتمال استخدام اسلحة كيميائية في سوريا سيكون "امرا مدانا".
وحذر رئيس المجلس الوطني السوري المعارض الاثنين في انقرة من ان نظام الاسد قادر تماما على استخدام مخزونه من الاسلحة الكيميائية، وقال عبد الباسط سيدا اثر لقائه وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ان "النظام الذي يقتل الأطفال ويغتصب النساء من السهل جدا أن يستخدم الأسلحة الكيماوية". في بروكسل، قرر الاتحاد الاوروبي الاثنين تشديد عقوباته على سوريا وعمليات مراقبة الحظر على الاسلحة لزيادة الضغط على النظام السوري. وتبنى وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي المجموعة السابعة عشرة من العقوبات التي تضيف 26 شخصا وثلاث شركات جديدة الى اللائحة السوداء للاتحاد الاوروبي الممنوعة من الحصول على تأشيرات دخول والمجمدة ارصدتها.
وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين من حرب اهلية طويلة الامد في سوريا في حال تم اسقاط الرئيس بشار الاسد في شكل "غير دستوري". وقال بوتين كما نقلت عنه وكالة انترفاكس "نخشى انه اذا تم اسقاط القيادة الحالية للبلاد في شكل غير دستوري، فان المعارضة والقيادة الحالية يمكن ان تتبادلا الادوار ببساطة". واضاف اثر لقائه رئيس الوزراء الايطالي ماريو مونتي "هؤلاء سيتولون قيادة (البلاد) واولئك سيكونون في المعارضة"، معتبرا انه في وضع كهذا "فان الحرب الاهلية ستستمر الى ما لا نهاية".
وفي باريس، اعلن وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن حمد ال خليفة ان الملف السوري كان في صلب محادثات جرت الاثنين بين ملك البحرين حمد بن عيسى ال خليفة والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند. واكد مقدسي من جهة اخرى رفض بلاده لعرض جامعة الدول العربية حول تنحي الرئيس السوري بشار الاسد عن السلطة مقابل "تأمين مخرج آمن له ولعائلته". وقال في المؤتمر ان بيان الجامعة العربية "تدخل سافر في الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة ودولة مؤسسة للجامعة العربية"، مضيفا "ناسف لانحدار الجامعة الى هذا المستوى اللااخلاقي (...). ونقول للجميع الشعب السوري سيد قرار نفسه وهو من يقرر مصير حكوماته ورؤسائه".
وكان المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية وجه فجر الاثنين اثر اجتماع له في الدوحة نداء الى الرئيس السوري دعاه فيه الى "التنحي عن السلطة"، على ان تساعد "الجامعة العربية بالخروج الامن له ولعائلته". كما نص القرار على "الدعوة فورا لتشكيل حكومة انتقالية سورية بالتوافق تتمتع بكافة الصلاحيات وتضم قوى المعارضة داخل وخارج سوريا والجيش الحر" اضافة الى ما سماها "سلطة الامر الواقع الوطنية"، وذلك "لتيسير الانتقال السلمي للسلطة". وطلب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الاثنين من القوات العراقية والهلال الاحمر استقبال النازحين السوريين بعد ثلاثة ايام من اعلان الحكومة رفضها السماح بدخول اي لاجىء.
في بيروت طلب الرئيس اللبناني ميشال سليمان الاثنين من وزير الخارجية تسليم "كتاب احتجاج" الى السلطات السورية بسبب الخروقات للحدود اللبنانية من الجانب السوري، بحسب ما جاء في بيان صادر عن المكتب الاعلامي لرئاسة الجمهورية. وقال البيان ان رئيس الجمهورية "عبر عن استيائه من حادثة اجتياز الحدود وتفجير منزل في منطقة مشاريع القاع (شرق لبنان) وتكرار سقوط قذائف على قرى حدودية وخصوصا في منطقة الحدود الشمالية".
ميدانيا، ضاقت رقعة الاشتباكات في دمشق بين الجيش النظامي ومقاتلين معارضين الاثنين لتتركز في القدم (جنوب العاصمة) وكفرسوسة (غرب) بينما تتواصل عمليات القصف والاشتباكات في حلب وحمص خصوصا، ما ادى الى سقوط 52 قتيلا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، هم 24 مدنيا و12 مقاتلا معارضا، بالاضافة الى ما لا يقل عن 16 من القوات النظامية قتلوا خلال اشتباكات في محافظات حلب وحمص وريف دمشق ودرعا. واعلن قائد المجلس العسكري للجيش السوري الحر في محافظة حلب العقيد عبد الجبار العكيدي مساء انه تم "تحرير" عدد من احياء مدينة حلب في شمال سوريا، وان الجيش النظامي يواصل قصف هذه الاحياء من خارج المدينة.
وكان المرصد لفت الى ان العاصمة السورية تشهد اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في بساتين حيي القدم وكفرسوسة. وافاد المرصد ان القوات النظامية في دمشق نفذت حملة مداهمات في منطقة بساتين الرازي في احياء المزة ونهر عيشة ومنطقة اللوان في حي كفرسوسة في غرب العاصمة، ترافقت مع "عملية تنكيل باصحاب المحال والمنازل المداهمة". وكانت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) اوردت ان "القوات المسلحة اعادت الأمن والامان الى حي بساتين الرازي في منطقة المزة وطهرته من فلول المجموعات الارهابية المسلحة التي روعت الأهالي واعتدت عليهم وعلى مساكنهم وعاثت فسادا في اكثر من مكان بالحي".
كما اعلن الاعلام السوري الرسمي دخول قوات النظام الى منطقة برزة و"تطهيرها من فلول الارهابيين". وكانت القوات السورية استعادت السيطرة الجمعة على حيي القابون والميدان. في مدينة حلب شمالا ذكر المرصد السوري ان "اشتباكات دارت في حي الحميدية بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة"، لافتا الى ان احياء مساكن هنانو والحيدرية والصاخور تشهد حالة نزوح واسعة.
في محافظة حمص (وسط)، اشار المرصد الى تعرض مدينة الرستن للقصف من القوات النظامية "التي تحاول اقتحام المدينة"، مضيفا ان قصفا يطال ايضا مدينة حمص وتحديدا احياء الخالدية والقرابيص وجورة الشياح واحياء حمص القديمة. وافادت الهيئة العامة الى "تجدد القصف بشكل عنيف بالطيران المروحي وراجمات الصواريخ في تلبيسة"، مشيرة الى انه يتركز على حي المسجر الجنوبي ما ادى الى تهدم منازل عدة وتصاعد سحب الدخان في سماء المنطقة.
وذكرت لجان التنسيق ان منطقة قلعة الحصن شهدت "قصفا مدفعيا عنيفا" على حارة التركمان من قرى قميري والمصيدة بالشيلكا والمدفعية الثقيلة، في ظل تجدد الاشتباكات بين الجيش الحر وجيش النظام. في محافظة ادلب (شمال غرب)، اشار المرصد الى تعرض مدينة معرة النعمان في الريف الى قصف عنيف، في حين تتعرض بلدة سرمدا للقصف من القوات النظامية المنتشرة في ساحة معبر باب الهوى على الحدود السورية- التركية. واشار المرصد الى تعرض بلدات عدة في درعا (جنوب) للقصف، والى اشتباكات في مدينة درعا بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين.
وفي القنيطرة افادت لجان التنسيق عن اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والجيش النظامي في جباتا الخشب. وذكرت مصادر امنية اسرائيلية لوكالة فرانس برس ان قذيفة هاون اطلقت اثناء معارك بين مقاتلين معارضين والجيش السوري سقطت الاثنين على بعد مئات الامتار من الحدود مع هضبة الجولان السورية التي تحتلها اسرائيل.
الاتحاد الأوروبي يشدد الطوق على الاسد ويعزز مساعداته الانسانية
قرر الاتحاد الاوروبي الاثنين تشديد الطوق مجددا على نظام الرئيس السوري بشار الاسد مع فرض حزمة جديدة من العقوبات ومضاعفة مساعدته الانسانية للاجئين الذين يتدفقون للخروج من الاراضي السورية.فقد وعد وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي المجتمعون في بروكسل بتقديم "مساعدة اضافية بما فيها مالية لمساعدة البلدان المجاورة خصوصا لبنان والاردن على استقبال عدد متزايد من اللاجئين".
واعلنت المفوضية الاوروبية انها ضاعفت مساعدتها العاجلة الى اللاجئين مما يرفع الى 63 مليون يورو مساعدتها الى السكان في داخل سوريا او اللاجئين الى بلدان الجوار. وبحسب المفوضية فان الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي منحت الى اليوم حوالى 27,5 مليون يورو من المساعدات الانسانية.
وتقدر الامم المتحدة بما لا يقل عن 120 الفا عدد اللاجئين السوريين الى الاردن ولبنان وتركيا والعراق. وفي سوريا نفسها قدمت اللجنة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمر العربي السوري المساعدة لاكثر من 600 الف شخص.
وقالت المفوضة الاوروبية للمساعدة الانسانية كريستالينا جورجيفا "ان زيادة مساعدة الاتحاد الاوروبي هي اكثر تعبير واضح عن تضامننا مع الشعب السوري".لكن في موازاة ذلك فرض الاتحاد الاوروبي عقوبات جديدة على النظام السوري. فقد قرر الوزراء حزمة عقوبات هي ال17 في خلال 16 شهرا من النزاع.
واضافوا 26 شخصا خصوصا من العسكريين وعناصر اجهزة الاستخبارات وثلاث شركات جديدة بينها شركة الطيران السورية الى اللائحة السوداء للاتحاد الاوروبي التي تمنع منح تأشيرات وتتضمن تجميد ارصدة. وقال وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسلبورن ان القرار ستكون نتيجته منع شركة الطيران السورية من "الهبوط في اوروبا". لكنها ستتمكن من القيام بعمليات هبوط طارئة في المطارات الاوروبية، لكن لن يكون بمستطاعها القيام برحلات تجارية (مسافرون او شحن) الى اوروبا.
وفي الاجمال باتت عقوبات الاتحاد الاوروبي تشمل 155 شخصا و52 شركة او ادارة سورية. وقد فرض الاتحاد الاوروبي ايضا حظرا نفطيا وحظرا على الاسلحة عزز الاثنين عبر فرض الرقابة الالزامية على السفن والطائرات التي يشتبه بانها تنقل اسلحة وعتادا يمكن ان تستخدم في عمليات القمع في سوريا.
وسيطبق هذا الاجراء في مرافىء الاتحاد الاوروبي ومطاراته وفي المياه الاقليمية الاوروبية، كما سيرغم روسيا على ايجاد طرق اخرى لامداد حليفها السوري بالعتاد العسكري.وفي حين اقرت دمشق للمرة الاولى رسميا بانها تملك اسلحة كيميائية مهددة باستخدامها في حال "اي عدوان خارجي" من قبل الغربيين، عبر الاتحاد الاوروبي عن "قلقه العميق من احتمال اللجوء" الى هذه الاسلحة.
وعلق وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي على ذلك بقوله "ان التهديد باستخدام اسلحة كيميائية امر مخيف. ان النظام السوري يكشف بذلك من جديد طريقته اللانسانية في التفكير". وقد جاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية تلاه المتحدث باسمها جهاد مقدسي في مؤتمر صحافي الاثنين "لن يتم استخدام اي سلاح كيميائي او جرثومي ابدا خلال الازمة في سوريا مهما كانت التطورات الداخلية. هذه الاسلحة لن تستخدم الا في حال تعرضت سوريا لعدوان خارجي".
الا ان الخارجية ما لبثت ان وزعت بيانا جديدا على وسائل الاعلام ادخلت فيه تعديلات على البيان السابق استبعدت منه تماما احتمال استخدام السلاح الكيميائي. وجاء فيه "ان اي سلاح كيميائي او جرثومي لم ولن يتم استخدامه أبدا خلال الأزمة في سوريا مهما كانت التطورات في الداخل السوري، وان هذه الأسلحة على مختلف انواعها -ان وجدت- فمن الطبيعي أن تكون مخزنة ومؤمنة من القوات المسلحة السورية".
واعرب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو عن قلقه في مقابلة مع قناة فوكس الاميركية "مما سيحدث لمخزون الاسلحة الكيميائية والصواريخ" عند سقوط نظام بشار الاسد. ويقول المسؤولون العسكريون الاسرائيليون ان سوريا تمتلك "اهم ترسانة من الاسلحة الكيميائية في العالم".وتحدث نتانياهو ووزير الدفاع ايهود باراك مرارا عن سيناريو وقوع اسلحة كيميائية وصواريخ ارض ارض بايدي حزب الله اللبناني.
وهددت اسرائيل سوريا بانها ستهاجم اي شحنة اسلحة كيميائية او صواريخ وانظمة دفاعية جوية تنقل الى حزب الله مطلقة في الوقت ذاته تحذيرا من اي محاولة قد يقوم بها جنود سوريون للتسلل الى المنطقة المنزوعة السلاح في الجولان المحتل.
وقال الوزير الهولندي اوري روزنتا انه اذا امتنع الاتحاد الاوروبي عن تزويد المقاتلين المعارضين بالاسلحة بموجب الحظر فان بعض الدول مثل هولندا تساعد المعارضة عبر تزويدها باجهزة الاتصال.
واعتبر عدد كبير من الوزراء الاوروبيين ان سوريا بلغت منعطفا بعد التفجير الذي استهدف الاسبوع الماضي عددا من كبار المسؤولين الامنيين في دمشق، والمعارك التي بلغت العاصمة. وقال وزير الدولة الالماني للشؤون الخارجية مايكل لينك "من الواضح جدا ان نظام (الرئيس السوري بشار) الاسد فقد كل مصداقية".
واضاف "انه يصارع من اجل البقاء. فهو بالتأكيد قادر على ان يقتل اعدادا اضافية من الاشخاص، لكنه لن يستطيع بالتأكيد تحقيق الانتصار".من جهته، قال نظيره السويدي كارل بيلت ان "النظام سيسقط، لا نعرف متى، لكن علينا ان نستعد لليوم الذي يلي" السقوط. واستطرد نظيره الفرنسي لوران فابيوس "يجب ان نبدأ بالسعي لدعم حكومة تمثيلية لتتسلم (دفة البلاد) بعد بشار الاسد".
ويدعو الاتحاد الاوروبي منذ اغسطس 2011 الى رحيل الرئيس السوري. لكن الاوروبيين ما زالوا منقسمين بشأن شروط رحيله. وقد دعا عدد من الوزراء الى احالة الرئيس بشار الاسد امام القضاء الدولي، فيما اعتبر اخرون انه ينبغي اتاحة المجال له للهرب الى الخارج بدون التعرض له بسؤ على ما قال دبلوماسي اوروبي.
الأسد يرفض العرض العربي
رفض الأسد اليوم عرض جامعة الدول العربية التنحي مقابل تأمين خروج آمن له ولعائلته، معتبرة ان هذا القرار يعود للشعب السوري، بحسب ما جاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية جهاد مقدسي الذي تلا البيان "ناسف لانحدار الجامعة العربية الى هذا المستوى تجاه دولة عضو في الجامعة"، مضيفا "بالنسبة الى التنحي نقول للجميع الشعب السوري سيد قرار نفسه وهو من يقرر مصير حكوماته".
العرب يعرضون على الأسد خروجا آمنا مقابل التخلي عن السلطة
وقد وافق وزراء الخارجية العرب اثر اجتماعهم في الدوحة فجر اليوم على عرض مخرج آمن على الرئيس السوري مقابل تنحيه بسرعة عن الحكم، وذلك على وقع تواصل العمليات العسكرية في مناطق سورية عدة وخصوصا في مدينتي دمشق وحلب بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين. واعلنت الدول العربية ايضا انها ستطلب للمرة الاولى من المعارضة السورية والجيش الحر تشكيل حكومة انتقالية.
أكد رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني فجر الاثنين على هامش اجتماع لوزراء الخارجية العرب في الدوحة ان الدول العربية متوافقة على عرض مخرج آمن على الرئيس السوري بشار الاسد مقابل تنحيه بسرعة عن الحكم. كما اكد المسؤول القطري ان الدول العربية ستطلب للمرة الاولى من المعارضة السورية والجيش الحر تشكيل حكومة انتقالية.
وقال الشيخ حمد بن جاسم للصحافيين "هناك توافق على تنحي الرئيس السوري مقابل خروج آمن ... ما طلب اليوم هو التنحي السريع مقابل الخروج الآمن من السلطة". واضاف ان المجتمعين اتفقوا على "دعوة المعارضة والجيش الحر لعمل حكومة وحدة وطنية" مشيرا الى انها "اول مرة نتحدث عن هذا في الجامعة العربية". الى ذلك، اشار الشيخ حمد الى ان الاجتماع الوزاري اقر مبلغ مئة مليون دولار للاجئين السوريين، من خلال الجامعة العربية.
وكرر دعوة الرئيس السوري لاتخاذ "خطوة شجاعة" بحيث "ينقذ بلده وشعبه ويوقف هذا الدم بشكل منظم". واعتبر ان الرئيس السوري "يستطيع ان يوقف التدمير والقتل بخطوة شجاعة، هي خطوة شجاعة وليست هروبا". ولفت المسؤول القطري الى ان دولة عربية واحدة لم يسمها تعترض على هذا الطرح العربي للاسد.
واستضافت الدوحة مساء الاحد اجتماعا للجنة الوزارية العربية المعنية بالازمة السورية برئاسة الشيخ حمد تلاه اجتماع موسع لمجلس وزراء الخارجية العرب. الى ذلك، كرر المسؤول القطري الدعوة الى تطوير مهمة المبعوث الدولي العربي كوفي انان للازمة السورية لتصبح متمحورة حول ادارة عملية انتقال السلطة. وقال في هذا السياق ان "مبادرة كوفي انان لم تطبق ويجب ان نطور مهمة كوفي انان التي يجب ان تكون الان في ترتيب الانتقال السلمي للسلطة".
وتواصلت العمليات العسكرية الاحد في مناطق سورية عدة خصوصا في مدينتي دمشق وحلب بين القوات النظامية التي تستخدم كل انواع الاسلحة وبين المقاتلين المعارضين الذين يحاولون احراز تقدم على الارض. وفي حصيلة شملت اسبوعا من المعارك النادرة العنف قتل 1261 شخصا في سوريا منذ مساء الاحد الماضي، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.
5


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.