ضربت الحيرة سكان أحياء الواسطة، البخارية، الهنداوية عندما فرضت أمانة جدة رسوما مالية مقابل إيقاف مركباتهم أسفل جسر الستين في المنطقة الواقعة ما بين شارعي الذهب والمخزومي بعدما كان الموقف مجانيا طوال السنوات الفائتة. وانتقد السكان ما أسموه استثمار الأمانة في أمر يعتبر من حقوقهم حسب العرف وقرب الجسر من مساكنهم. كيف الحال عثمان محمد أحد السكان قال ل «عكاظ» إن المنطقة تجارية وتشهد زحاما كبيرا في كل يوم سيما في ساعات الذروة والتسوق. لا نجد مكانا لمركباتنا في الحي فنضطر إلى ركنها أسفل الكوبري لكن المفاجأة أنها صارت مقابل رسوم فأين يذهب السكان؟ ومن جانبه يضيف محمد صالح كنا نعاني في السابق رغم وجود المواقف المجانية تحت الكوبري، فكيف حالنا الآن؟!.. لا نعلم ما الداعي لإنشاء مثل هذه المواقف في هذا الجزء من حينا مع أن باقي المساحات تحت الجسر ما زالت كما هي مجانية. يقترح خالد العلوي إن كانت الأمانة مصرة على المواقف مدفوعة الأجر عليها إزالة الأسواق من محيط السكن العائلي فالمضي قدما في هذا المشروع سيزيد المعاناة فالمنطقة مكتظة أصلا بالسكان والحركة المرورية فيها بطيئة بسبب الزحام وأمر كهذا سيزيد المشكلة. أما عبدالخالق الغامدي فتساءل: لا أدري ماذا تريد الأمانة من هذا الجسر فهل هو الوحيد في جدة كي تستثمر فيه، كلنا نتذكر المحلات التي أنشئت أسفله مقابل سوق الجنوبية واشتكى حينها تجار الأواني المنزلية والكهرباء وتم هدم المحلات بعد أن كانت قاب قوسين من افتتاحها. اتفاق واختلاف علي الصالحي اصطحب «عكاظ» إلى جزء آخر من الجسر حيث المواقف لازالت مجانية وقال: انظر إلى السيارات وهي تعتلي الأرصفة بسبب الزحام الشديد. المنطقة بحاجة إلى مواقف أخرى غير الموجودة أصلا لا تحويلها إلى مواقع مدفوعة الأجر .. هذا الإجراء سيزيد الطين بلة. في المقابل يرى عبده بقش أن المشروع مفيد لأهالي الحي حيث أن المكان ظل لسنوات مأوى للسيارات المتهالكة والتالفة كل من تعطلت سيارته رمى بها أسفل الجسر، والمشروع سيحد من تلك الظواهر كما سيمنع بعض الممارسات السيئة التي كان ينتهجها ضعاف النفوس في هذه المنطقة. ويتفق مع ذات الرأي بلال أبو الجدايل فذكر أن المشروع يعتبر خطوة تطويرية للمنطقة ويريحهم من الروائح الكريهة التي كانت تنبعث من أسفل الكوبري بسبب التصرفات غير المسؤولة من البعض الذين كانوا يتخذون الموقع كدورات مياه .. وهذا لا يليق بمدينة مثل جدة ومنطقة كالبلد. أين مواقفكم ؟ «عكاظ» وضعت ملاحظات أهالي الأحياء على طاولة الدكتور عبدالعزيز النهاري المتحدث الإعلامي لأمانة جدة فأحال الأمر إلى شركة جدة للتنمية والتطوير العمراني المسؤولة عن استثمار هذه المواقف. وعما إذا تمت مراعاة أن استثمار المواقف يسبب إرباكا لأهالي الأحياء، ذكر الدكتور النهاري أن المواقف أسفل الكباري بصفة عامة لم تنشأ أصلا لأهالي الأحياء إذ أنه من المفترض أن كل منزل أمامه المواقف الخاصة به، كما أن كل موقع تجاري ملزم بتوفير مواقف لرواده. والمواقف تعتبر أحد الموارد البلدية التي من حق الأمانة أن تستثمرها.