لم يخف قطاع واسع من سكان جدة انتقاداتهم الحادة على ما أسموه الفوضى العارمة التي تحدثها حفريات المشاريع وإثارتها للشلل المروري في كافة الشوارع. وقالوا إن كل طرقات جدة صارت مثل الأخاديد والهضاب لا يمكن عبورها إلا بشق الأنفس ولا سيما في ساعات الذروة والزحام وقال المتحدثون ل «عكاظ»: إن عبارات الإنذار واللافتات الخجولة لم تعد تقنعهم بعدما أصبح السير في شوارع العروس أشبه بالمغامرة. إلى ذلك وقفت «عكاظ» ميدانيا على حال شوارع جدة أمس وتيقنت من انتقادات المواطنين، إذ لا يخلو شارع من عمليات الحفر المفاجئة.. ولاحظت أن عمليات الحفر المباغتة تبدأ مع بواكير الصباح وهو الأمر الذي قاد المواطنين للتساؤل، هل كان في الإمكان بدء العمل في الساعات الميتة؟. عبدالرحمن الزهراني من سكان حي الصفا 6 قال منذ شهر لاحظت الكثير من الشوارع تتعرض للحفر، وزادت معاناة السكان وتطور الأمر إلى خروج بعض المواطنين عن طورهم والدخول في مشادات بسبب الزحام والتدافع والعبور من ثقب الإبرة.. ويضيف الزهراني، صحيح أن المشاريع حيوية وهامة ولابد من الصبر لكن توقيت العمل في الحفريات هي التي تثير الحيرة والدهشة.. ليت الجهات المختصة اختارت غير توقيت الصيف. ويضيف فؤاد المزروعي أنه بات يفكر ألف مرة قبل الخروج من منزله بسبب مصاعب وحفريات المشاريع حتى محيط المبنى الذي يقطنه لم يسلم من الحفر ويأمل انتهاء المشاريع في وقتها حتى لا تطول معاناة المواطنين. وذات الحالة يعيشها مازن الجهني من سكان حي الربوة الذي أشار إلى أن مشاريع المياه الوطنية تسببت في إزعاج الأهالي، مضيفا أن العمل قد بدأ منذ شهرين تقريبا وقاربت النهاية، ومازالت الحفريات مفتوحة لتصبح موالد للحشرات والبعوض، ودعا الجهني المسؤولين في شركة المياه الوطنية الوقوف على مشاريعها ميدانيا والتأكد من سير العمل على أرض الواقع، حتى يتم إنجاز العمل في الوقت المحدد. وفي الجانب الآخر، أوضح مستشار أمين جدة الدكتور عبدالعزيز النهاري أن الأمانة ليست وحدها الجهة العاملة في المشاريع، فهناك شركة المياه الوطنية ومشاريع المياه والأمطار. وفيما يتعلق بمشاريع جدة فإن أي مشروع لا يتم إلا بعد التنسيق مع المرور لعمل الخطة المرورية، مشيرا إلى أنه لا تأخير لمشاريع أمانة جدة سوى مشروع تقاطع شارع التحلية مع شارع الأمير ماجد، ومشروع تقاطع الأمير محمد بن عبدالعزيز مع أم القرى، وبادرت الأمانة بحل كل العقبات وسيكتمل العمل نهاية هذا العام. وأضاف النهاري، أن الأمانة تعاقدت مع 3 شركات خارجية من أمريكا وأستراليا وبريطانيا مهمتها الإشراف على المشاريع، وهي شركات عالمية معروفة سبق أن أشرفت على مشاريع أخرى في المملكة وتميزت بالدقة. وعن آلية معاقبة الشركات المتأخرة في التنفيذ أوضح أنه يتم تمديد الفترة حال اقتناع الأمانة بالمبررات الموضوعية، لكن التأخير غير المبرر يتم فرض غرامة على المقاول حسب نسبة قيمة العقد.