وجدت منطقة حراج الصواريخ في جنوبجدة نفسها في أعقاب أمطار الجمعة وسط بحيرة لم تكن في الحسبان برغم الاحتياطات التي اتخذها اصحاب المتاجر والمحلات لمواجهة أي أخطار محتملة قياسا لما تعرضوا له من أضرار جسيمة وتجارب مريرة في موسم الفاجعة العام الماضي حسب تعبير بعضهم. ورصدت عدسة «عكاظ» في جولة ميدانية حجم الأضرار والمتاعب التي واجهها ملاك المتاجر والمحلات في حراج الصواريخ، إذ بدت الحالة وكأن الأمطار هطلت قبيل لحظات، حيث تجمعات المياه وتسربات الجوفية، ما يشير الى ان المنطقة التجارية الشهيرة ستشهد خلال الأيام القليلة المقبلة كثافة في تدهور البيئة وانتشار الحشرات والروائح.. وهو الأمر الذي سيحد من نشاط السوق وفاعليته وغياب المرتادين والعملاء الذين كانوا يجدون في السوق الشهير ضالتهم على خلفية اسعار سلعه المناسبة وسهولة التسوق فيه باعتباره منطقة تسوق أشبه بالشعبية، حيث يجد الزبون فيه راحته. تعويض الخسائر أكثر المتضررين من امطار الجمعة هم اصحاب المحلات على الواجهة وتجار البسطات والملابس، حيث تعرضت أغلب بضاعتهم للتلف والخسران، وذكر اصحاب اسواق رسمية في المنطقة انهم تكبدوا خسائر كبيرة، وتساءلوا عن الجهة التي يمكن ان ترد لهم خسارتهم الفادحة. وحثوا جهات الاختصاص في امانة جدة الى إعمال مبضعها لعلاج كل امراض حراج الصواريخ في نواحي الصرف الصحي وإعادة هيكلة مجاري السيول والإسراع في المشاريع القائمة التي قالوا إنها زادت الأوضاع سوءا حسب تعبير أحدهم. وقال علي مهدي احد المتضررين من امطار الجمعة والسبت في الحراج ان سوء التصريف وعدم اهتمام الامانة هو السبب الرئيس لما حدث. وقال ان محاولات الشفط والسحب لن تجدي مطلقا، فالمنطقة معرضة الى ذات الإشكالية حال تجدد الهطول، واضاف ان الامانة لو أنفقت ما تصرفه على الشفط وآلياته وعرباته ومعداته لأنهت مشكلة التصريف بصورة نهائية وحاسمة. آثار بيئية من جهته تنبأ جابر حنيش بحدوث آثار بيئية سيئة في الايام المقبلة، سيما ان المنطقة اصلا مهيأة للحشرات الزاحفة والطائرة حسب طبيعة منتجاتها وبضاعتها. وقال ان الحل لا يكمن في سحب المياه وشفط المستنقعات ولكن معالجة فاصلة للإشكالية، معربا عن أمله في نشاط متوقع لفرق الامانة لرش كامل المنطقة وحماية المرتادين والباعة من خطر حمى الضنك والملاريا وخلافهما.. الى ذلك تحسر سعيد قاسم على ضياع ارباح الموسم على حراج الصواريخ وقال ان مثل هذه الايام من كل عام وهو موسم جني الارباح لكن البحيرة الكبيرة التي احاطت بالسوق منعت الرواد والمتسوقين .. وتساءل (من المسؤول عن تعويض خسائرنا؟). الأمانة تشفط عدسة «عكاظ» رصدت مجموعات عمال تتبع للأمانة تعمل على شفط المياه والمستنقعات قبل تحويلها الى مجرى السيل الجنوبي. وبحسب مصدر فإن أمر حراج الصواريخ ازداد سوءا لوقوعه في منطقة وادي غليل، وهي منطقة سيول وتجمعات طبقا للواقع الماثل والأحداث السابقة. وذكر مصدر في امانة جدة ان الفرق تعمل على مدار الساعة وأن العمل جار على شفط المياه وتجفيف المنطقة بأكملها، مشيرا الى ان مسألة تعويض المتضررين ليست من اختصاص الأمانة بل جهات أخرى.