روسيا تقود الصراع في سوريا، وتقف بقوة لاستمراره سياسيا وعسكريا واقتصاديا، يؤكد هذا عدة شواهد ومواقف بدأت مع بداية ثورة الشعب السوري. وأول الشواهد ما شاهدناه من تدفق للبوارج البحرية الروسية لتتخذ لها مواقع في المياه الإقليمية والموانئ السورية في البحر الأبيض المتوسط. ومن خلالها تدفقت الأسلحة إلى نظام بشار الأسد، ومن ضمنها الطائرات العمودية، ونصبت الرادات في أكثر من مكان على الأراضي السورية. ولا شك أن هناك دعما بمختلف احتياجات النظام. أما المواقف فقد ظهرت مبكرا من روسيا، وبجوارها الصين من داخل المجتمع الدولي، عندما استخدمت حق النقض (الفيتو) ضد قرار إنساني قصد به حماية الشعب السوري من القتل والتدمير. يضاف إلى هذا إعلانها الصريح دعم نظام بشار الأسد، وتعهدت ببقائه وعدم سقوطه. وما زلنا نذكر مواقف روسيا في مواجهة أكثر من موقف دولي، وأكثر من ذلك مواقفها أمام مؤتمرات أصدقاء الشعب السوري، هذه المواقف والشواهد عندما أطرحها لا يعني التعريف بها، فالعالم يعرف ما هو أكثر، وإنما لتأكيد صلف روسيا وأن لها أهدافا أبعد من سوريا ونظام بشار الأسد. الجديد والمؤكد أن روسيا تقود الصراع السوري ومفاتيح الحل واستقرار الصراع بيدها. فماذا يعني أن يعلن الأخضر الإبراهيمي فشل مهمته من داخل موسكو، ويأتي رد الفعل من داخل موسكو من وزير خارجية روسيا، فهذا مؤشر أن روسيا لاعب أساسي في هذا الصراع، وخلف مواقفها أهداف في غاية الخطورة، وعلى المجتمع الدولي العمل على تضيق المساحة لمنع روسيا من التجاوز أكثر، فالمؤكد أنها تتوقع تدخلا دوليا، وهذا ما تتمناه لتوسع دائرة الصراع وقتها سيواجه المجتمع الدولي مواقف لا يجد لها حلولا.