أوضح المتحدث باسم الجيش السوري الحر العميد مصطفى الشيخ ان انتقال قيادة الجيش الحر للداخل السوري خطوة هامة لتحرير كامل التراب السوري من براثن النظام الاسدي الدموي. واعتبر الشيخ في حوار أجرته عكاظ إأن ما يجرى من «مماطلات» يهدف الى كسر إرادة السوريين وإجبارهم على الرضوخ للأمر الواقع وتحقيق المصالح الدولية على حساب مصلحة الشعب السوري، مؤكدا أنهم يرفضون الحوار مع نظام بشار الأسد الذي يرتكب جرائم حرب ولا حل للأزمة إلا باقتلاعه من جذوره. ورسم صورة تشاؤمية قاتمة لنتائج مهمة مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية الأخضر الابراهيمي، قائلا في حوار مع «عكاظ» ان الشعب السوري لا ينتظر منه شيئا فهو يسعى للمزاوجة بين الثورة والنظام ومهمته فاشلة ولن تحقق نجاحا. وفيما يلي نص الحوار: في رأيكم لماذا يمتنع الموفد الأممي العربي الأخضر الابراهيمي عن الإفصاح عن الآلية التي يتبعها لحل الأزمة السورية؟ في الواقع ان الاخضر الإبراهيمي لا يحمل أي حل يتلاءم مع طبيعة الثورة وأفكار الثوار أو حتى أفكار النظام الدموي. فهناك صراع قوي جدا في سورية يدور بين الثورة وبين نظام بشار الأسد الهمجي والمجتمع الدولي بكامله. وبكل وضوح يسعى المبعوث الأممي العربي الابراهمي إلى المزاوجة بين الثورة والنظام وهذا لا يحدث عادة في الثورات. فثورتنا لا تقبل أنصاف الحلول. والشعب تكبد ما تكبده من خسائر في الأرواح والممتلكات والاموال في قتال مجرم وسفاك دماء يفترض أن تدينه وتشجب أفعاله كل القوانين والأعراف الدولية والإنسانية والمجتمعات الدولية، وتسعى لاقتلاع جذوره من المنطقة لأنه مصدر الإرهاب الأساسي في الشرق الأوسط والعالم. والقضية السورية أصبحت موضع مراهنة وحسابات تحمل الكثير من الالتباس وعدم الوضوح لدى الإبراهيمي نفسه لأن لديه يقين من مدى تعقيد المسألة السورية وتشعباتها. وما يحدث ليس سوى عملية مماطلة لكسب الوقت لكسر إرادة الشعب للوصول إلى تحقيق المصالح الدولية على حساب مصالح الشعب السوري وتطلعاته، ما يؤكد صعوبة حل الأزمة السورية سواء كان من الاخضر الابراهيمي أو غيره. الى ماذا تعزون رفض الابراهيمي الإعلان عن مدة محددة لمهمته؟ لا أحد يستطيع إعطاء مدة محددة لإنهاء الأزمة السورية. والهدف من كل هذه المماطلات هو قطع أنفاس الشعب السوري وإعطاء الفرصة للنظام للاستمرار في القتل وإجباره على الرضوخ للأمر الواقع ليقبل بالحوار مع النظام، الأمر الذي لم يحدث أبدا في عرف الثورات والتاريخ. إنها واحدة من مدد متعددة يستغلونها لمراقبة الشعب السوري وتحطيم عزيمته بهدف الوصول إلى طاولة الحوار لكن الشعب الذي قدم ما قدمه من تضحيات لا يمكن أن يجلس مع هذا النظام الاجرامي الدموي على طاولة واحدة. وكل من يجلس معه خائن. فالنظام الذي تؤكد الاممالمتحدة انه يرتكب جرائم حرب بحق الشعب السوري لا يمكن محاورته بل علينا اقتلاعه من جذوره، فلا حوار مع مجرمي حرب ولا حوار مع سفاكي الدماء. يتردد أن الابراهيمي يسعى الى التوصل لتسوية ترضي جميع الأطراف السورية، فما رأيكم؟ يعتبر الاخضر الإبراهيمي الحديث عن حلول صارمة وحازمة للأزمة السورية أمرا خارجا عن صلاحياته، ومن ثم يطرح حلولا بعيدة كل البعد عن تنحي بشار الأسد عن رئاسة الدولة. وهذا هو السبب الأساسي في فشل أية مبادرة سواء كانت من الإبراهيمي أو سلفه كوفي عنان أو كائنا من كان. وإذا لم تتضمن المبادرة تنحي الأسد عن السلطة وإعادة بناء الدولة على الأسس الديمقراطية المدنية لا يمكن التوصل إلى حل مطلقا مهما بطش النظام بالشعب ومهما ألحق به من أذى وأوقع من ضحايا. ففي عام 1956 حصل في ثورة الجزائر ما يحصل الآن في ثورة سورية حينما حاول الاستعمار الفرنسي إخماد الثورة الجزائرية وإسكات صوتها على مرأى ومسمع العالم أجمع. وبعد ست سنوات اضطر الجنرال تشارل ديغول رئيس فرنسا آنذاك إلى الرضوخ لمطالب الشعب الجزائري والاعتراف بثورته. والسياسة في نهاية المطاف ليست أكثر من انعكاس لأرض الواقع. بينما الابراهيمي يسعى ل«اتفاق طائف» سوري شبيه باتفاق الطائف اللبناني الذي تم التوصل اليه عندما كان مبعوثا أمميا، لكن الأوضاع في سورية تختلف عما هي عليه في لبنان. ماذا ينتظر الشعب السوري من الاخضر الإبراهيمي؟ رغم قلة السلاح وعدم كفاءة النوعية، ومع الرقم الهائل لعدد الشهداء أصبح الشعب السوري يسيطر الآن على نسبة كبيرة من الأرض. وآثار التفجيرات التي تتورط فيها مليشيا النظام «الشبيحة» وتشاهد على التلفاز شبيهة بالدمار الذي تلحقه الأسلحة الكيميائية، والعالم أجمع يقف ليشاهد هذه الأعمال دون أن يرف له جفن. إنه أمر مريع ومرعب ليس للشعب السوري فحسب بل للبشرية جمعاء، لكن على ما يبدو باتت المصالح أهم من الأرواح البشرية في القرن الحادي والعشرين. ولذلك فالشعب السوري لا ينتظر شيئاً من الأخضر الإبراهيمي أو من غيره. والقائمون على الحراك الثوري والعسكري في سورية والشعب السوري يدركون عمق الأزمة السورية وأن الزمن سيطول قبل الوصول إلى حل للأزمة وهم على يقين من ذلك بسبب خطورة النظام والتآمر لمدة 40 عاما، فهو الابن المدلل لمراكز الاستقطاب الدولي. ما هي فرص نجاح مهمة الابراهيمي في ظل هذه الصورة القاتمة حسب رأيكم؟ هناك خطة لرعاية المصالح الدولية وإنجاز تسويات عالمية على حساب الشعب السوري، ولذلك فمهمة الابراهيمي فاشلة ولن تحقق نجاحا. وهو حتما لن يصل الى شيء في ظل فقدان الدول الداعمة لنظام الأسد، خاصة روسيا وإيران والصين، لإنسانيتها. ماذا يعني انتقال قيادة الجيش السوري الحر للداخل السوري.. وما هي دلالات هذا القرار وهل ساعة الحسم دنت؟ في الحقيقة ان قرار انتقال قيادة الجيش السوري الحر للداخل السوري هو خطوة استراتيجية لتحرير ما تبقى من سوريا واستكمال السيطرة على كامل التراب السوري وإسقاط النظام السوري الدموي وتحقيق تطلعات الشعب السوري وإعلان النصر الكامل على النظام الاستبدادي الأسدي.. والنصر قادم قريبا.