توقع معارضون سوريون وأعضاء في المجلس الوطني فشل مهمة الأخضر الإبراهيمي في تسوية الأزمة السورية، وقالوا إنها فرصة جديدة لمزيد من التصفية الجسدية للشعب. وقال عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني السوري جبر الشوفي «لا أتوقع نجاح مهمته، مشيرًا إلى أن كل عوامل الفشل متوفرة، حيث إن مهمة الأخضر الإبراهيمى معاودة جديدة لإنتاج محاولات سبقه عنان وانتهت بالفشل كما توقعنا رغم تفاؤل الجميع. ويرى الشوفي أن البديل موجود في الميدان بمعنى أن الجيش الحر والثوار في الداخل هما مَن سيحسمان مصير الأسد، لافتًا إلى أن الحلول الدبلوماسية مضى زمنها في ظل حالة التصفية الجسدية للشعب السوري يوميًّا، فهل يعقل أن يكون هناك تحاور في ظل هذه الأجواء؟! هذا كلام «تنظيري» لا ينظر إلى الوضع نظرة موضوعية، حيث إن هناك مسؤولية أخلاقية بجانب المهنية، إذًا الحل السياسي وصل إلى طريق مسدود بسبب البنية الإجرامية للنظام، ولا أتوقع بحال نجاح مهمة الإبراهيمي، بل استحالة التوصل إلى حوار جدّي ما دام أركان النظام في الحكم، ولا أستغرب أن أقول إن الجميع على يقين أن مهمة الإبراهيمي فاشلة، بل فشلت قبل أن تبدأ». وأضاف الشوفي إن منح الإبراهيمي مهمة التفاوض لن تؤدي إلاّ إلى إطالة وجود النظام السوري، وإتاحة الفرصة لمزيد من القتل والتنكيل وهدم المنازل والتشريد وتهجير الآلاف والمزيد من المعاناة الإنسانية للشعب السوري. وطالب جبر بالتراجع عن القرار الخاص بالإبراهيمي، حيث إن النظام السوري اعتبرها طوق نجاة جديد يمنحه له المجتمع الدولي، حيث سيحاول أن يعيد لعبته من خلال استغلال الوقت لتعطيل تنفيذه على أرض الواقع. من جهته، قال المعارض السوري هيثم المالح «إن فشل مهمة الإبراهيمي واضحة للعيان على أرض الواقع دون غموض، مؤكدًا أن الأخضر لا يعلم شيئًا عن سوريا، وأضاف المالح «كنتُ أتمنى من الجامعة العربية أن تعلن للعالم حقيقة ما يحدث في سوريا والوضع فيها بشفافية حتى يعلموا أن الوقت لا يسمح بتعيين مبعوثين جدد بهدف تضييع الوقت والتشتيت، مؤكدًا أن بشار مصمم على مواصلة استخدام آلة القتل ضد الأبرياء». وأوضح المالح «أن سوريا دولة خارج القانون منذ رئاسة حافظ الأسد التي استبدلها بأوامر وتعليمات وأصبحت بمفهوم القانون الدولي فاشلة، فعندما يسن أي نظام قوانين لحمايتهم فهي جريمة، والجرائم التي ارتكبها النظام لا تعد ولا تحصى، فكيف يرى الأخضر الإبراهيمي ما يحدث في سوريا من قتل وتصفية جسدية، حتى كوفي عنان لم يستطع أن يفعل شيئًا وجميع المبادرات فشلت، والضحية هو الشعب ونحن فقدنا الكثير، مؤكدًا أن الحل لن يكون على يد الإبراهيمي». وحول تفاؤل المجتمع الدولي والجامعة العربية في مهمة الإبراهيمي قال المالح «إن الجامعة العربية تتحدث بدبلوماسية أما نحن فنتحدث عن الواقع، الإبراهيمي شخصية سياسية معروفة لها ثقلها الدبلوماسي، ولكن هو الرجل المناسب في المكان غير المناسب، بل هو ذريعة للنظام لاستمرار القتل والمجازر ضد الإنسانية، ولن يستمع أحد إليه كما لم يستمع أحد لعنان، والمجتمع الدولي والجامعة العربية تأخرا كثيرًا». وقال المالح «تحدثت العام الماضى للعالم وطالبت بعزل النظام السوري، وبطرد سفراء بشار في جميع الدول وسحب سفرائهم، ولو استمعوا لهذا الاقتراح لتم حقن دماء الآلاف من الضحايا السوريين، واكد أن الحل ليس في تعيين وسطاء وإنما القضاء على نظام بشار كاملًا الذي وصفه بالورم الذي لا علاج له سوى الاستئصال، وشدد على أنه ليس لنا خيارات سوى رحيل النظام، ولا وجود لخط الرجعة ولا نعوّل على مهمة الإبراهيمي والمجتمع الدولي». من جانبه، قال الدكتور محمد دامس عضو المجلس العسكري الموحد للجيش الحر وأمين سر تنسيقية الثورة السورية وعضو لجنة قيادة ثورة حماة «نسأل الله أن يكون قادرًا على الحل، ولكن القدرة لها مقومات وهي غير متوفرة بسبب التوقيت غير المناسب، حيث إن وجود الإبراهيمي خط أخضر لتنفيذ مخططات جديدة لنظام الأسد وكسب للوقت، مشيرًا إلى أن عناصر نجاح مهمته -بغض النظر عن النقطة التي سيبدأ منها- غير متوفرة، خاصة مسألة التخويف وعدم وجود رادع لنظام الأسد يخيفه ويردعه، حيث إن بشار معروف عنه عدم احترامه لتعهداته ولا حتى رأي العالم، ونحن ليس لنا اعتراض على شخصية الإبراهيمي فهو شخصية محل تقديرنا على المستويين الوطني والعربي، ولا توجد أي مشكلة بين المجلس الوطني وبينه، ولكننا نرى أن المهمة الموكلة إليه تحتاج إلى أساليب وآلية مختلفة عن المحاولات الفاشلة التي سبقتها، وليس بمحاولة كوفي عنان وقبله الدابي ببعيد، والتي زادت وارتفعت معها معدلات القتل والتهجير ولم يستطع تحقيق أي نتائج ملموسة على الأرض، مشيرًا إلى أن المهمة الجديدة ربما تكون قد بدأت ملامحها تظهر بالفشل قبل حتى أن تبدأ». بدوره أشار مؤمن كويفاتيه المتحدث باسم تنسيقية الثورة إلى أن معيار النجاح يتوقف على المحاولات السابقة التي استخدمت فيها جميع ألوان الدعم الدولي والعربي لإنجاح المهمة، ورغم ذلك باءت بالفشل، ونحن لا نريد إلا أن نعلم ما هي معايير نجاح مهمة الإبراهيمي مع تقديرنا لتاريخه السياسي والدبلوماسي الطويل، فهو يتعامل مع نظام أجرم في حق شعبه، مشيرًا إلى أن مهمة الإبراهيمي ستفشل ولن يكتب لها النجاح لعدم وجود معايير واضحة على أرض الواقع، وتعنت النظام السوري، لافتًا أن مهمة الإبراهيمي مهلة جديدة لقتل الشعب السوري.