يلتقي المبعوث العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي اليوم الأربعاء في القاهرة مع رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم، وأمين عام الجامعة العربية نبيل العربي وذلك قبيل توجهه المرتقب إلى سورية للقاء بشار الأسد. ماهي النتائج التي حققتها زيارة الإبراهيمي للجامعة .. وماهي خطة العمل التي سيطرحها العربي وحمد على الإبراهيمي ؟ لعل أصدق من يعبر عن إمكانيات نجاح مهمة المبعوث العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي إلى سورية هو الإبراهيمي نفسه الذي لم يترك مناسبة ولا فرصة إلا وروى حكايات متعددة عن صعوبة واستحالة مهمته الدمشقية. وذلك منذ اللحظة الأولى التي كلف فيها خلفا للمبعوث السابق كوفي أنان. آخر تحليلات الإبراهيمي جاءت بصيغة التحذير عندما قال: «إن سورية في خطر» وفي هذا التحذير ترتسم أهمية اللقاء الذي سيجمع الإبراهيمي مع الوزير حمد بن جاسم، والأمين العام نبيل العربي حيث سيكون هذا اللقاء بمثابة التفصيل للخطر الذي يداهم سورية والذي تحدث عنه الإبراهيمي ليس اكتشافا جديدا، بل هو صدى لكلام سمعه في أكثر من عاصمة ولقاءات عقدت في غرف مغلقة، إنه تحذير مع توارد أخبارا مؤكدة من أن الولاياتالمتحدةالأمريكية وضعت أمام روسيا خيار بين أمرين: إما حوار سياسي يستند على تنحية بشار الأسد، أو تسليح المعارضة بمستوى عسكري يمكنها من تحقيق هذه التنحية. اجتماع القاهرة سيحمل الإبراهيمي رسالة إلى دمشق مفادها أن تنحية الأسد ثابتة في كل السيناريوهات المطروحة شرقا وغربا وحتى من حلفاء الأسد نفسه. وبالتالي على الأسد اتخاذ قرار بين تنحية سلمية تنقذ ما تبقى من سورية، أو تنحية دموية تدمر سورية وتعيدها عشرات السنوات إلى الوراء. مهمة الإبراهيمي غير قابلة للتسويف ولا المماطلة والدهاء الذي عمد النظام السوري إلى ممارسته مع السوداني الدابي بداية، ثم مع كوفي عنان فالانتخابات الرئاسية الأمريكية ستحط رحالها قريبا، والمعارضة السورية باتت أقوى وأفضل وتمتلك المبادرة في معظم الأراضي السورية. إنها لحظة الحوار ليس بين الأسد ومعارضيه، بل بين الأسد والإبراهيمي للحديث عن شكل التنحية المفترضة، فهذه هي المبادرة الوحيدة التي سيحملها الإبراهيمي خاصة أن الإبراهيمي لا يطرح مبادرة إلا بعد أن تأكد أن من سيطرحها عليه قد أصابه التعب والإرهاق.