تتصدر آراء بعض أعضاء مجلس الشورى الموقرين الصفحات الرياضية كل عام كتقليد بمناسبة مناقشة المجلس الموقر للتقرير السنوي للرئاسة العامة لرعاية الشباب، ولي في هذا الصدد عدد من الملاحظات العامة: أولا إن المساحة الإعلامية التي يحصل عليها الأعضاء المتحدثون هي أضعاف مضاعفة لأي تصريح ناقد لأي جهة حكومية أخرى تكاد تعادل المساحة الإعلامية لعضو آخر في مجلس الشورى صاحب تصريحات إعلامية وآراء طوال عام كامل، وربما لآخرين تعادل أو تزيد على المساحة التي يحصل عليها البعض على آرائهم لكامل الدورة الممتدة لمدة أربعة أعوام، وبكل أسف لم تغير تلك الآراء من أي واقع تم نقده إعلاميا مع جميع الجهات الحكومية وليس فقط رعاية الشباب لأن الرأي النهائي للمجلس الموقر يكون في قرار وليس عبر تصريحات وتعليقات أعضائه الكرام في الإعلام ثانيا إن تصريحات ومناقشات أعضاء الشورى تركز على السلبيات المرتكزة على النتائج الرياضية للألعاب وهنا يدعم الأعضاء الموقرون الخطأ الإعلامي الشائع بأن الرئاسة العامة لرعاية الشباب معنية فقط بالرياضة وهذا واقع خاطئ لأن المعني بذلك هو الاتحادات الرياضية مثل كرة القدم أو اليد أو السلة وهكذا، واللجنة الأولمبية هي المعنية بالبطولات الأولمبية وبالتالي فإن الأعضاء يناقشون الرئاسة في غير اختصاصها الأصلي الذي هو رعاية الشباب، وفي تناقض غريب فهم عندما يطالبون الرئاسة بالتركيز على الشباب ورعايتهم يناقشون الرياضة ونتائج الألعاب والمنتخبات وليس البرامج الشبابية، ويبدو أن مسؤولي أو ممثلي الرئاسة العامة لرعاية الشباب يشاركونهم الخطأ في الحديث حول الألعاب والنتائج ثالثا الرئاسة العامة لرعاية الشباب تحتاج إلى تجديد دماء، ولقد حصل في القمة الرئاسية للرئيس والوكلاء وكبار القيادات، ولكن ماهو الحل في نظر أعضاء مجلس الشورى ؟، إنهم إذا اقترحوا الحلول فإنها تكون غير منطقية ولا تمثل رأي المجلس الموقر في الغالب فالتحول إلى وزارة أو هيئة ليس الحل لأن رعاية الشباب البالغ عددهم أكثر من ثمانية ملايين شاب وفتاة هم موجودون في كل عائلة سعودية تمثل الوطن بحجمه ومساحته وتباين وتنوع ثقافته، وهي مقيدة بقيود وزارة المالية وضعف ميزانيتها التي لم تتجاوز في المتوسط مبلغ (1200) مليون ريال ولا تسطيع أن توظف كما تشاء بل تتعامل مع ما يرد إليها من ديوان الخدمة المدنية كأي جهة حكومية أخرى، وبالتالي مهما تغير الوضع القانوني لرعاية الشباب فلا شباب مؤهلين لرعاية الشباب في وظائف ولا موارد مالية للصرف على مناشطهم وقيود التوظيف والمالية الحكومية تمنع أي اجتهاد فعن ماذا يتحدث الأعضاء الموقرون؟؟ رابعا إن كلمة «بس» التي قالها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله وأيده عند تشريفه للرياضة في يوم كأسه الغالية للأبطال تلكم الكأس التي كانت من أغلى الكؤوس لمصادفتها يوم البيعة المباركة لهذا الملك الصالح الذي حارب الفساد وأنفق أموال الدولة على التعليم والصحة والشباب والأمن والقضاء، عندما أعلن عن سعادته واندهاشه بأن مشروعا ضخما لزيادة عدد المدرجات في استاد جدة هو فقط بمبلغ 90 مليون ريال وهي شهادة للرئيس العام لرعاية الشباب عن التخطيط والتنفيذ والحفاظ على المال العام، ولعلي أذكركم بالمليارات التي خصصت للمطارات والموانئ والسكك الحديدية والأنفاق والكباري التي نرى ويرى الجميع أرقامها المعلنة وواقعها المغاير خامسا إنني أطالبهم بالتركيز فقط على رعاية الشباب وشؤون الشباب بعيدا عن الرياضة والألعاب، وبخاصة أعضاء لجنة الشؤون الاجتماعية والأسرة والشباب بالمجلس، وإذا ما أرادوا الحديث عن الرياضة والألعاب والملاعب ونتائج الفرق فعليهم أن يحضروا مشكورين جميع نهائيات البطولات الرياضية بجميع فئاتها من براعم وناشئين وشباب وأولمبي والفريق الأول، وكذلك نهائيات الدوري والكوؤس لجميع الدرجات والألعاب للتعرف على الشأن الرياضي عن قرب وواقعية ومن ثم التفضل بالتعليق والمناقشة التي ستكون حينها في تصوري أكثر نفعا للشباب والرياضة معا.