في وقت فتح فيه عدد من أعضاء مجلس الشورى أمس النار على ما احتواه التقرير السنوي للرئاسة العامة لرعاية الشباب وطالوه بانتقادات واسعة، وطالبوا بتحويل الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى وزارة، وفصل الاتحادات الرياضية عنها والاستفادة من تجربة الدول المتقدمة في تطوير الرياضة السعودية، تبرأ بيان المجلس الرسمي من آراء الأعضاء ومداخلاتهم، وقال إنها لا تمثله. وشدد أحد الأعضاء على ضرورة تشكيل لجنة خاصة داخل المجلس لإجراء دراسة مفصلة يستفاد فيها من آراء كل المعنيين ورؤساء الأندية، تهدف للوقوف على المعوقات التي تحد من انطلاقة الرياضة السعودية، وتعمل على إيجاد الحلول، فيما طالب آخر بضرورة الإسراع بخطوات تخصيص للأندية الرياضية، وتحفيز الرياضة المدرسية بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم، داعيا إلى دعم الألعاب الرياضية الأخرى ماديا ومعنويا وإعلاميا لتحفيز المواهب السعودية الشابة للدخول في مجالات رياضية متنوعة. وناقش المجلس أمس التقريرين السنويين للرئاسة العامة لرعاية الشباب للعامين الماليين 1430/ 1431- 1431/ 1432 اللذين قدمتهما للمجلس لجنة الشؤون الاجتماعية والأسرة والشباب وأكدت أنها استفادت من اجتماعها أخيرا بالرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل، فضلا عن استضافة عدد من مسؤولي الرئاسة ووزارة المالية للاستيضاح حول عدد من الموضوعات التي تخص بعض الصعوبات والعقبات التي تواجه الرئاسة في تنفيذ عدد من خططها ومشاريعها لتطوير الأداء الرياضي والشبابي. ووصفت اللجنة إنجازات الاتحادات الرياضية السعودية بالمتفاوتة، مؤكدة على ضرورة أن تضمن الرئاسة في تقريرها المقبل الأسباب التي أدت إلى تدني نتائج معظم الاتحادات الرياضية ومدى تعلقها بالأمور التنظيمية والفنية، مشددة على ضرورة أن تمنح الرئاسة الشأنين الثقافي والشبابي اهتماما أكبر في خططها السنوية. وأكد الأعضاء في مداخلاتهم على ضرورة أن تعمل رعاية الشباب وفق خطة منهجية ومرنة لتعزيز دورها في المجال الرياضي، وتنمية قطاع الشباب بشقيه الثقافي والشبابي، وأبدى عدد من الأعضاء ملحوظاتهم بشأن تقريري الأداء السنوي للرئاسة حيث لاحظ أحد الأعضاء تشابها في المعلومات الواردة في التقريرين، في حين تناول آخر تدني تصنيف منتخبات المملكة في مختلف الألعاب الرياضية، وخاصة كرة القدم اللعبة الأولى التي تجد الشعبية والاهتمام. من جانبه، قال المهندس محمد القويحص "نحن نؤيد المالية في رفضها للموارد المالية فهناك 29 مليون ريال في موازنة 1431 لم تصرف، وهناك 13 مليون ريال في 1432 لم تصرف، فكيف تشكو الرئاسة من ضعف في الموارد المالية ولديها فائض من الموازنة، وتساءل عن كيفية صرف 175 مليونا رواتب 1432 و35 مليونا انتدابات. وطالب القويحص بإعادة هيكلة الرئاسة من جديد، واستغرب عدم ذكر الرئاسة وجهة نظرها في المشاركة بأولمبياد لندن، ولماذا تم اختيار هذه السيدة بالذات لتحمل الشعلة الأولمبية، ولماذا لم يتم اختيار رجل رياضي سعودي لحمل الشعلة، محذرا من التعصب الرياضي الذي وصل حد العنصرية، كما انتقد غياب الرياضة المدرسية، وشدد على ضرورة فصل اتحاد كرة القدم نهائيا عن الرئاسة وأن يكون مستقلا تماما كما هو في الدول الأخرى، مع تغيير لوائح وأنظمة الرئاسة في الرياضة. من جهته، تساءل الدكتور سعود السبيعي عن جدية ودقة المعلومات الواردة في التقريرين، وقال هل الرئاسة تعمل في فضاء خاص، ولماذا تقاريرها نمطية ولا تتغير، وانتقد تركيزها في 5 أبواب من التقريرين على الجوانب الرياضية، وتركها الاهتمام والحديث عن الشباب، لافتا إلى أن هذا دليل على عدم اهتمامهم بنشاطات الشباب والتركيز على الرياضة فقط. ووصف السبيعي أبواب التقرير ب"الضعيفة" من خلال تركيزها على الرياضة فقط، وأعرب عن استغرابه من شكوى الرئاسة من عدم تغطيات وسائل الإعلام لأنشطتها في الوقت الذي خصص الإعلام لها كل شيء، مشيرا إلى أنه لم يتبق لها إلا التخطيط، وشدد على وجوب إيجاد وزارة خاصة للشباب، كون قسم الشباب في الرعاية متعددة الأطراف والاتجاهات. وانتقد منصور الكريديس أيضا شكوى الرئاسة المستمر من قلة الموارد المالية، مبينا أن هناك ضعفا كبيرا لديها، وأن أنشطتها تؤثر على سمعة المملكة بإخفاقاتها، وتابع "هناك دول أضعف إمكانات مالية من المملكة وحققت مراتب متقدمة في التصنيفات العالمية"، وقال إن وزارة المالية مصرة على أن الموازنة كافية لها، وإذا استمر الأمر كذلك فسيكون وضع الرياضة في المملكة مؤلما. ودعا إلى أن تكون هناك وقفة جادة من مجلس الشورى لدعم الرئاسة، وإعداد دراسة للنهوض بالقطاع الخاص، وأنه يوصي بإعادة هيكلة الرئاسة من جديد ولا يمكن لها أن تتحمل كل هذه التداخلات "الشبابية - الثقافية" وفصل الأجهزة الثقافية أصبح مطلوبا. من جهته، بين علي الطخيس أن مدرب المنتخب يكلف المملكة 800 ألف ريال مرتبا شهريا وأن هذا يعد هدرا ماليا. وانتقد عبدالله المعطاني التقرير الذي يتحدث عن عقود الصيانة، والشباب أهم، مؤكدا أن العموم يشوب التقرير وأن إعداد البرامج الثقافية والخطط لخدمة الشباب منسية لدى الرئاسة، ولفت إلى أن النوادي الأدبية أصبحت لا تجذب الشباب وأنها بحاجة لمخرج لها. ووصف بدر الحقيل نتائج المنتخبات الرياضية في المملكة ب"المخيبة للآمال"، والخروج من كأس العالم مرتين على التوالي، مؤكدا أن الرئاسة تعيش مرحلة ركود والوجوه هي الوجوه نفسها لا تتغير ولا تجديد فيها وأن من يتقاعد في الرئاسة يتم التجديد له، وقال "نحتاج وجوها جديدة تخطط وتنفذ البرامج، ولن نتطور إلا باختيار قيادات رياضية جديدة، وإيجاد حوافز عالية لتضمن إخلاصا لتجاوز عثرته الحالية".