أبلغ «عكاظ» مصدر مسؤول في وزارة الشؤون الاجتماعية عن إقرار عدد من الضوابط لمتابعة أعمال الجمعيات والمؤسسات الخيرية في توزيع زكاة الفطر خلال الساعات الأخيرة من شهر رمضان المبارك وليلة عيد الفطر، وتضمنت الضوابط إيفاد فرق ميدانية لمختلف الجمعيات والمؤسسات الخيرية والتي تستقبل زكاة الفطر ومن ثم توزيعها، بالإضافة إلى إلزام العاملين في الجمعيات والمؤسسات الخيرية ليلة عيد الفطر بعدم المغادرة إلا بعد الانتهاء من توزيع زكاة الفطر، إذ تقرر متابعة المستودعات التابعة للجمعيات الخيرية من قبل الفرق الميدانية للتأكد من الانتهاء من عمليات التوزيع قبل صلاة العيد، كما تضمنت الضوابط إحالة الجمعيات الخيرية التي لا تلتزم بالضوابط والتعليمات الخاصة بتوزيع زكاة الفطر إلى التحقيق، وذلك في حال أكدت تقارير الفرق الميدانية وجود إهمال في توزيع زكاة الفطر قبل صلاة عيد الفطر المبارك، وذكر المصدر أن جميع هذه الضوابط والتعليمات تهدف إلى تنظيم عملية جمع وتوزيع زكاة الفطر والرقابة عليها. وأكد المصدر أن الوزارة رصدت في الأعوام السابقة عددا من المخالفات الصادرة من بعض الأشخاص العاملين في الجمعيات الخيرية. يذكر أن نحو 600 جمعية خيرية في مختلف أنحاء المملكة باشرت في استقبال زكاة الفطر من خلال مواقعها الرسمية أو من خلال المكاتب الفرعية التي تم إنشاؤها حديثا لاستقبال زكاة الفطر. وجاء تحرك وزارة الشؤون الاجتماعية لوضع آلية عمل لاستقبال وتوزيع زكاة الفطر، إذ أن المدة المسموح بها لتوزيع زكاة الفطر قصيرة، في الوقت الذي تشهد فيه مختلف الجمعيات الخيرية إقبالا متزايدا مع الساعات الأخيرة من شهر رمضان المبارك. وفي هذا الصدد أوضح الدكتور غازي المطيري أستاذ كرسي الأمير نايف للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة، أن المتأمل في تشريع الزكاة وتقنينها وعدد أنواعها يدرك السماحة والدقة واللطف والرحمة، حيث إنها تغاير فريضة الصوم والحج والصلاة، وجاءت مناسبة لحكمتها وغايتها وأسبابها فهي في كل عام مرة أو عند الحصاد في الزراعة أو أنها تؤخذ كالركاز، ونسبتها ضئيلة وشدد المطيري على أنه ينبغي الارتقاء بتنظيم الزكاة من خلال تقنية العصر الحديث علم الحاسب وعلم الإدارة والتنظيم والترتيب في حصر الفقراء في بلدنا على وجه الدقة نحصرهم ونصنف المساكين الغارمين ونتعرف على فئات الزكاة ونحصي الزكاة إحصاء دقيقا، بحيث لا تكون بطريقتها التقليدية وهذا الحصر سيكون أمينا في القضاء على الفقر ليس في بلادنا وأيضا في بلاد المسلمين. من جهته أوضح عبدالباري الثبيتي أمين الجمعية الخيرية للخدمات الاجتماعية المنسق العام للجمعيات الخيرية بالمدينةالمنورة أوضح، أن الجميع يقوم بجهود كبيرة لحصر الفقراء ضمن آلية محددة يتبين فيها المستحق من غير ذلك، مشددا أن الزكاة تصل إلى مستحقيها الحقيقيين عبر الجمعيات الخيرية بالمدينةالمنورة لوجود قاعدة بيانات تحصر هؤلاء المستحقين، متأملا من الجميع أن يتواصلوا مع هذه الجمعيات حتى تصل زكواتهم لمستحقيها. المهندس يحيى سيف وهو خبير في العمل الخيري ومدير الجمعية الخيرية للخدمات الاجتماعية سابقا شدد من جهته على كل من ينوي إعطاء زكاتها وإخراجها إلى التوجه إلى الأماكن الرسمية والمحددة، مضيفا أن هذا ضمان مؤكد لوصول زكواتهم إلى مستحقيها، وبين أن إعطاء الزكاة بشكل غير مدروس ومعلوم يجعلها تذهب لغير مستحقيها. وقال محمد المنصوري إنه يحتار في عملية توزيعه لزكاته في كل عام، فأصبح الإنسان لا يعرف من يستحقها ممن لا يستحقها، وبالتالي أصبح يعطيها لمكتب الندوة الإسلامية وهم بالتالي يصرفونها في الجهة التي تستحق. بينما يؤكد عبدالله سليمان الحربي أن هناك فقراء محتاجين في المدينة وفي غيرها من المدن ولكن صعب الوصول إليهم، إما لتعففهم أو لصعوبة الوصول إليهم، مشيرا إلى أن فقراء البلد أولى بالزكاة من أجل أن يتعففوا وأن لا يصبحوا عالة على المجتمع.