طالب عدد كبير من المواطنين بتنظيم طريقة بيع زكاة الفطر بعد أن أصبحت تباع في وضع عشوائي، مشددين على أن تكون هناك جهة تنظم هذه العملية في مواضع مخصصة، حيث أصبحت العمالة الوافدة تتاجر فيها بوضع عشوائي في طرقات وأزقة وشوارع مكةالمكرمة، حيث بدأت هذه العمالة بيع الزكاة أمام المحال التجارية وذلك مع دخول الربع الأخير من العشرة الأواخر من شهر رمضان المبارك، وذلك استعدادا للحصول على الزكوات التي يخرجها المواطنون بقدوم عيد الفطر المبارك. يقول عبدالله دحيم إن بيع زكوات الفطر أصبح سوقا مفتوحة تتاجر بها العمالة الوافدة متلاعبين بذلك في أسعار بيعها، مشيرا إلى أن هؤلاء تركوا أعمالهم الأساسية واتجهوا للمتاجرة في بيع زكاة عيد الفطر المبارك، حيث تجد الكميات المعروضة كبيرة أمام المحال والأسواق التجارية وبجوار المساجد مستغلين بذلك إقبال مخرجي الزكاة عليهم، مطالبا الجهات ذات الاختصاص بتخصيص جهة تهتم بتنظيم هذه الزكوات وبيعها بشكل منظم، حيث أصبحت مهنة لا مهنة له في هذه الأيام من قبل العمالة الوافدة. ويوضح هاني الرواضي «فوجئنا بعد دخول الربع الأخير من العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك بانتشار الباعة الذين معظمهم من العمالة الوافدة تمارس بيع زكوات الفطر بشكل عشوائي في طرقات وشوارع مكةالمكرمة»، مؤكدا أن هذا الوضع غير منظم كما أن أسعار بيعها تختلف من موقع لآخر، فتجد شخصا يبيع ثلاثة كيلو بسعر 12 ريالا، بينما آخر يبيع نفس هذه الكمية بسعر 15 ريالا «عدد كبير من الوافدين في الأعوام الماضية يشترون أكياس الأرز من المتاجر ويبيعونها بأسعار مرتفعة، كما أن بعض الوافدين يحصلون على زكاة الفطر ومن ثم بيعها مما يكبد التجار خسائر في هذه السوق». زكاة إلكترونية ويؤكد مدير الإدارة العامة لصحة البيئة بأمانة العاصمة المقدسة الدكتور محمد هاشم فوتاوي أنه تتم متابعة مستمرة لباعة زكوات عيد الفطر المبارك وتمنح أمانة العاصمة المقدسة تصاريح للمباسط، لزكاة عيد الفطر المبارك حيث منحت لأكثر من 150 مبسطا لمزاولة بيع زكاة الفطر، مشيرا إلى أن من يخالف التعليمات والأنظمة ويبيع زكوات الفطر بشكل عشوائي تتم مصادرة أكياس الأرز منه. بينما يقترح المدير التنفيذي لجمعية الإحسان والتكافل بمكةالمكرمة مبارك بن عواض القرشي بأن تكون زكاة الفطر إلكترونية بعيدا عن عمليات البيع العشوائي لها كذلك تلاعب البعض من الباعة في المكيال بإنقاص وزن الزكاة، مؤكدا أن الجمعية بدأت في استقبال زكاة الفطر بمقر المستودع الخيري التابع للجمعية والواقع بالطريق الدائري أمام مستشفى النور التخصصي بمكة أو من خلال الحساب الموحد بشركة الراجحي على الرقم «8780000201608010633003»، مشيرا إلى أن قيمة الزكاة تبلغ 15 ريالا. وسائل تقنية ويوضح المدير العام للمستودع الخيري بجدة فيصل بن عبدالرحمن الحميد أن المستودع أطلق 100 مركبة إلى جميع أحياء جدة كمراكز لاستقبال الزكاة من المزكين، مبينا أن كل مركز يعمل به متطوعان لخدمة المزكين وتسهيل مهمتهم، حيث يسعى المستودع لإيصال الزكاة إلى أكثر من تسعة آلاف أسرة من الأسر الفقيرة والمحتاجة في موعدها الشرعي قبل صلاة عيد الفطر المبارك. ويشير الحميد إلى أن المستودع يسعى من خلال هذا المشروع لأن ترتسم البسمة على قلوب المحتاجين وتكتمل فرحة العيد للفقراء بعد موسم الخير والعطاء شهر رمضان المبارك تحقيقا لتوجيه سيد الخلق رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم «أغنوهم في هذا اليوم»، مبينا أن المستودع الخيري عقد العديد من ورش العمل التي سبقت شهر رمضان المبارك استعرضت جميع مراحل مشروع زكاة الفطر والإمكانيات المتوفرة وآليات تطوير المشروع، كما بحثت السلبيات والعقبات التي واجهت المشروع خلال السنوات الماضية أو تلك التي يمكن أن يواجهها المشروع في أي مرحلة من مراحل التنفيذ. ويبين المدير العام للمستودع الخيري أن مشروع زكاة الفطر يهدف لوضع حلول فورية للظواهر السلبية التي تتزامن مع موسم إخراج زكاة الفطر، مبينا سعي المستودع الخيري لتنفيذ المشروع بشكل متميز لاسيما في ظل وجود تنفيذ المشروع في فترة قصيرة وإقبال المزكين والانتشار الواسع للأسر المحتاجة والفقيرة المستحقة لهذه الزكاة والتي يجب أن تتسلم الزكاة خلال فترة قصيرة جدا بصورة حضارية. ويشدد الحميد على الجهود التي يبذلها المستودع الخيري وجميع العاملين في مشروع زكاة الفطر من أجل تطوير مستوى العمل الخيري وتحقيق الترابط الاجتماعي بين أفراد المجتمع، والعمل على تحقيق التكافل القائم على العدالة في التوزيع وحفظ كرامة الفقراء والمحتاجين، مبينا أن المستودع يعتمد على أحدث وسائل التقنية في تحقيق أهدافه الخيرية، فضلا عن عمله وفق استراتيجية واضحة ومسح ميداني شامل لجميع الأسر الفقيرة في جدة. وكشف الحميد أن المستودع الخيري يمتلك قاعدة بيانات للأسر الفقيرة والمحتاجة بجدة حيث سيتم توزيع الزكاة عليها في وقتها الشرعي، مضيفا أن المستودع وبفضل الله تعالى ثم بتعاون المسؤولين وأهل الخير والمتطوعين نجح طيلة السنوات الماضية في القضاء على العشوائية في توزيع زكاة الفطر على المحتاجين في وقتها الشرعي وحقق بذلك الشعار الذي يرفعه «حتى تصل إلى مستحقيها في وقتها الشرعي»، مؤكدا سعي المستودع الخيري بجدة لتحقيق التميز في العمل الخيري وتحقيق الترابط الاجتماعي بين أفراد المجتمع والعمل على تحقيق التكافل القائم على العدالة في التوزيع وحفظ كرامة المحتاج والفقير. 15 ريالا من جهته، يؤكد رئيس مجلس إدارة جمعية البر بجدة مازن بن محمد بترجي أن الجمعية حصلت على توكيل خطي من 42 ألف مستفيد من مشروع زكاة الفطر من الأسر الفقيرة والمحتاجة والأيتام لكي تستقبل الجمعية الزكاة وتسلمها لهم.. مبينا أن مشروع زكاة الفطر يعد أحد المشروعات التي تقوم بها الجمعية كل عام عبر فروعها المنتشرة في أحياء مدينة جدة. ويشير بترجي إلى أن قيمة زكاة الفطر للشخص الواحد تبلغ 15 ريالا، موضحا أن الجمعية تستقبل الزكوات العينية أو النقدية حيث سيتم توزيعها على المستفيدين قبل صلاة العيد عن طريق المندوبين والمكاتب بمحافظة جدة وبعض القرى المجاورة، وذلك بهدف وضع حلول فورية للظواهر السلبية التي تتزامن مع موسم إخراج زكاة الفطر كتدوير الزكاة وتعمد آخرين بيع زكاة الفطر فضلا عن مساعدة المزكين في إيصال الزكاة للأسر المحتاجة بشكل فعلي. ويوضح أن الجمعية تمكنت العام الماضي من توزيع 84 ألف كجم من الأرز على الأسر الفقيرة والمحتاجة ضمن مشروع زكاة الفطر واستفاد منها 33 ألفا و600 شخص بزيادة 8400 مستفيد عن العام الماضي، مشيرا إلى أن عدد المستفيدين من مشروع زكاة الفطر التابع لجمعية البر بجدة في ازدياد مطرد مقارنة بالأعوام السابقة؛ حيث تشير الإحصاءات إلى أن عدد المستفيدين من المشروع في كل من عام 1428ه و1429ه و1430 بلغ 28 ألف مستفيد وارتفع في عام 1431 إلى 33600 مستفيد، وهذا العام المشروع يستهدف 42 ألف مستفيد. ويشير أستاذ العقيدة بجامعة أم القرى سابقا الدكتور أحمد بناني إلى أن زكاة الفطر فريضة على كل مسلم الكبير والصغير والذكر والأنثى والحر والعبد لحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: «فرض رسول الله، صلى الله عليه وسلم، زكاة الفطر من رمضان صاعا من تمر أو صاعا من شعير على العبد والحر، والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة»، والواجب إخراجها من قوت البلد لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يشترط في ذلك نوعا معينا ولأنها مواساة وليس على المسلم أن يواسي من غير قوته .