لو كان الطريق يتحدث .. لتحدث شارع فلسطين عن الزحام الذي يخنقه صباح مساء وشكا عن الباعة العشوائيين وعن العابرين للشارع دون احتياط او انتباه .. لو كان الطريق يتحدث لما صمت الشارع الشهير عن السيارات المسرعة وسائقيها المتهورين ممن لا يدركون ان السرعة في مثل هذه المواقع المزدحمة عواقبها تنتهي بالموت. تجميل ولكن! صحيح ان الشارع الشهير خضع إلى عمليات تجميل كبيرة في محيطه حيث تم تعديل التقاطعات المؤدية له ومع ذلك فإن التعديلات لم تفتت الزحام بل ان الاختناق يصل الى درجته العظمى سيما على الطريق المتقاطع مع شارع الستين والمدينة ، كما ان وجود متاجر ومراكز الاتصالات زاد وطأة الشارع كما يقول ضيف الله العتيبي فالاختناق والزحام سببه وجود عشرات من مراكز بيع الهواتف والالكترونيات على جانبي الطريق، كما ان غياب رجال المرور شجع المخالفين على الوقوف في الممنوع ، ولا علاج لازدحام الشارع الا بنقل مراكز التجارة الى مكان بعيد يستوعب العدد الكبير من المتسوقين والفضوليين والباعة. نقل السوق ريان السهلي لم يدهشه زحام شارع فلسطين فالامر بات طبيعيا في كل انحاء جدة ، ولم يسلم شارع واحد من الزحام والاختناق بسبب الحفريات الممتدة وعشرات المشاريع الجارية في الوقت الحالي، المأمول هو نقل سوق الاتصالات الى وحدات تجارية مستقلة ، فالذي يرغب في الشراء لن يتردد في الرحيل الى اي مكان مهما بعد .. لكن وجود السوق في وسط المدينة وفي محيط منازل فإن ذلك ينم عن سوء تخطيط حسب قوله . على ذات الصعيد ينتقد محمد العطاس ما اسماه سوء تنظيم الشارع والتساهل في تطبيق الجزاءات ضد المخالفين اذ ان بعض السائقين يضربون بأنظمة المرور عرض الحائط ويركنون سياراتهم على طول الشارع الضيق . أين المواقف؟! لا يختلف صلاح عبد الله عمن سبقوه في الحديث ويرى ان سوء التخطيط هو المهدد الحقيقي للشارع المحوري ويتساءل عن الجهة التي منحت التصريح لمراكز الاتصالات ومتاجرها وسط الحي المزدحم كما ان عدم وجود مواقف سيارات يزيد من الفوضى والاختناق فضلا عن عدم وجود معابر ومسارات خاصة للمشاه ما يعرض حياة العابرين للخطر وسجل الموقع اكثر من حالة دهس في الفترات السابقة الامر الذي يستدعي انشاء جسور او انفاق تصل بين جانبي الطريق الحيوي الهام .