أحد قدامى سكان حي غليل همس في أذن محرر «عكاظ» أثناء جولة حرة في عمق الحي الشعبي الشهير: يبدو أن أمانة جدة ومشروعاتها وخططها التطويرية غفلت عن الحي الذي تزيد همومه على 50 عاما.. الحي كما ترون يرزح تحت نير الإهمال والنسيان، فصار على هذه الحال.. لا يعجب صديقا ولا عدوا. ما قاله الرجل المسن جسد واقع الحي الذي يقطنه قرابة 200.000 نسمة باتوا وأصبحوا على حال استمر لنصف قرن كما يقولون، حيث يفتقد التخطيط والتنظيم. وقالوا إن الحي غارق في العشوائية وفي محيط بيئي غاية في السوء يتمثل في أطنان النفايات التي تسد مداخل ومخارج الحي مع طفح بائن في المجاري وارتفاع ملحوظ في منسوب المياه الجوفية الآسنة، ومنازل متلاصقة ومتراكمة فوق بعضها يهدد سلامة السكان في حالة الحريق والأحداث الطارئة. تلال القمامة سعيد الغامدي يتحدث عن ارتفاع منسوب المياه الجوفية الذي أصبح يشكل أحد أخطر المشكلات التي يعاني منها الحي لاسيما في المواقع الشعبية والأزقة، فضلا عن منازل مهجورة تحولت إلى تلال من القمامة ومنتجع مفضل للحشرات الطائرة والزاحفة والكلاب الضالة والقطط . ويسأل المواطن الغامدي عن سبب صمت البلدية وقطاعاتها المتعددة أمام واقع مؤلم كهذا يرجح أنه سيكون سببا لانتشار الأمراض والأوبئة لا سمح الله. وفي ذات الصعيد يشكو أحمد الحكمي عما أسماه تدني مستوى النظافة بشكل لافت، حيث تتكدس النفايات أمام المتاجر والمنازل قرابة أسبوع أو أكثر دون أن يتحرك أحد، ويضيف الحكمي أن السكان يتطوعون بنقل نفاياتهم بسياراتهم الخاصة إلى خارج نطاق الحي لغياب عمال النظافة الذين لا يراهم السكان إلا في الحالات النادرة، ويتخوف السكان من الأوبئة والأمراض مع تنامي حدة حرارة الصيف. سوق منتهي الصلاحية إلى ذلك، لفت سعد الرشيدي إلى المخالفين المنتشرين في الحي، حيث ينظمون سوقا أسبوعية لبيع الأغذية منتهية الصلاحية، كما أن انتشار الجرائم والأحداث والمضاربات بات مهددا سلامة السكان وأمنهم، والسبب طبقا للمتحدث كثافة المتخلفين والمجهولين ممن يجدون المأوى والعمل في الحي الشعبي المزدحم بكل الجنسيات. ويطالب الرشيدي بوضع حد لسوق المخالفين والقبض عليهم وترحيلهم وضرورة فتح مركز لمكافحة المخدرات في الحي. وعلى ذات المنحى يتجه المواطن أحمد العبدلي، حيث أشار إلى سوء التنظيم وعدم وجود شوارع واسعة في الحي ما ينذر بوقوع كارثة، خاصة في حالة الحرائق إذ لا تستطيع سيارات الدفاع المدني اختراق الأزقة والحواري المزدحمة. سوابق وجرائم محمد علي يقول بأن 90 في المائة من سكان الحي يعتبرون من ذوي الدخل المحدود ويقطنون في منازل شعبية عشوائية، ويشكل السعوديون منهم 30 في المائة فقط. وأضاف أن الحي يعاني من انتشار المخالفين الذين امتهنوا غسيل السيارات في شوارع الحي ليل نهار، ومعظمهم من أصحاب السوابق ومرتكبي الجرائم ومخالفي أنظمة الإقامة. ويطالب المتحدث بتخطيط الحي والقبض على المتخلفين. فيما يلمح سعد المالكي أن الحركة المرورية في الحي أضحت شبه متوقفة، لاسيما في أوقات الذروة حيث تتجمع الشاحنات ما يسبب زحاما مروريا يوميا مع عدم وجود دوريات للمرور تعمل على تنظيم حركة السير التي تتوقف لأكثر من ساعتين في الصباح وأثناء نهاية الدوام. وطالب المتحدث بإيجاد حل جذري لمشكلة الدوار، خاصة وأنه يقع في الشارع الرئيسي الذي يربط الحي بجسر الخير والمنطقة الصناعية ومستشفى الملك عبدالعزيز، كما تنتشر المدارس والكليات على جانبيه.